مؤتمر دولي في اوسلو يدعو الى حظر القنابل العنقودية

14 % فقط يثقون بالشرطة في إسرائيل

خلف خلف من رام الله: تلعب الصحافة الإسرائيلية هذه الأيام دوراً كبيراً في تحديد أجندة المجتمع الإسرائيلي بأكمله، بحيث بات تأثيرها يفوق قادة الأحزاب السياسية والأجهزة الأمنية والمؤسسات والجمعيات وحتى صانعي القرارات، ويأتي هذا في ظل فقدان الشارع الإسرائيلي الثقة في قادته السياسيين، وكذلك جهاز الشرطة الذي يعتبر الواقي الداخلي لأي دولة العالم، حيث كشف بحث جديد أعدته جامعة حيفا أن 14% فقط من الجمهور الإسرائيلي يثق في الشرطة، كما تظهر استطلاعات الرأي أن نسبة ثقة الجمهور في القيادة ضعيفة للغاية وهو ما يجعل الجمهور يتجه للصحافة كموجه له. فقادة تل أبيب وعلى رأسهم الرئيس الإسرائيلي موشي كتساف المتورط في فضائح جنسية وقد هاجم وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً متهماً إياها بتلفيق التهم له.

وكشفت الصحافة الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية عن العديد من قضايا الفساد في مؤسسات الحكم ومصلحة الضرائب، وتضمنت العديد من التحقيقات والتقارير معلومات كانت مجهولة بالنسبة للإسرائيليين حتى أن سفراء إسرائيل في العالم بعثوا برسالة لوزارة خارجيتهم يقولون فيها quot;ماذا سنقول للعالم عن كل هذا الفسادquot;.

ويعتبر الإسرائيليون من الشعوب القارئة، ويوجد في إسرائيل حالياً ثلاث صحف يومية هي quot;هآرتسquot; التي تستهدف القراء المثقفين وquot;معاريفquot; وquot;يديعوت أحرونوتquot; اللتين تركزان أكثر على التقارير الفضائحية والصور وتتنافس هتان الصحيفتان على سوق القراء نفسها. وهذه الصحف الثلاثة تعود إلى ملكية عدة عائلات يهودية التي تتمتع نتيجة لذلك بنفوذ هائل وقدرة التأثير على الأجندة قومياً وإعلامياً، وقد ساعدت الصحافة الإسرائيلية وبخاصة المكتوبة مؤخراً في الكشف عن فضائح المسؤولين الإسرائيليين، فالحرية التي تتمتع بها وسائل الإعلام الإسرائيلية مقارنة مع دول العالم العربية وفرت لها أرضية للانطلاق بشكل كبير.

كما يعرف عن الإسرائيليين بأنهم محبين لبرامج الدردشات والنقاشات النشطة، حيث تستضيف محطات التلفزة دورياً العديد من المسؤولين، ويتم فتح مقابلات حية بينهم وبين الجمهور عبر الهاتف، ومن البرامج الأكثر شهرة في إسرائيل برنامج (الطاولة المستديرة) الذي يستضيف أفراداً وشخصيات عن كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي والاقتصادي يعبرون بحماس عن وجهات نظر مختلفة حول العديد من القضايا.

الإعلامي الفلسطيني الدكتور تيسير مشارقة يقول لـ ايلاف: quot;الصحافة الإسرائيلية تعيش على الإثارة والجمهور الإسرائيلي يلاحق المثيرات. أما بالنسبة للرئيس فهو الذي فضح نفسه بنفسه. وبالتالي عندما تتناول الصحافة قضية الرئيس كتساف فإنها تصل إلى مناطق ينشغل الجمهور بها. أما التلفزيون الإسرائيلي فهو بوق للحكومة. والجرائد تلعب حسب مصالحها، ومن الصعب تحديد سياسة للصحافةquot;. السياسة الإعلامية تقول: quot;الفضائح والإثارة هي التجارةquot;.

ويضيف د.مشارقة: quot;والقيادة الإسرائيلية اليوم جد ضعيفة، وهناك بلبلة في الشارع الإسرائيلي والصحافة فاقمت من هذا الوضع. يعني الصحافة هي القاضي وهي الجلاد. ويقول بيرس اليوم في إحدى البرامج انه من الصعب أن تكون دكتاتور في عصر الصحافة، وهذا يعني أن الديمقراطية المفرطة التي تمارسها الصحافة ضرر جديد على إسرائيل. والرئيس كتساف (على سبيل المثال) لم يحكم عليه بعد، ولكن الصحافة قد حكمت عليه بالإعدام ..مهما كان قرار المحكمة. وفي مثال آخر:الصحافة وجميع وسائل الإعلام كانوا مع الحرب على لبنان. لكن بعد الهزيمة انقضوا على وزير الحرب ورئيس الحكومة وغيرهم من القيادات بالرغم من أن الهزيمة يجب أن يتحملها كل من وافق على الحرب.. والصحافةquot;.

وحسبما يقول الصحفي الإسرائيلي روقيك روزنتال والذي نال جائزة quot;سوكولوفquot; وهي الارقى من نوعها التي يقدمها عالم الصحافة الإسرائيلي فأنه في السنوات الأخيرة ظهر في إسرائيل شأنها شأن بقية العالم لاعبا جديدا على المسرح ألا وهو الانترنت ليصبح النشاط في مجاله واسعا ومكثفا ويسمح للعديد من الكيانات والأفراد الاندماج في الخطاب والنقاش العام. وحسب روزنتال فأن إسرائيل تحتضن آلاف الأبواب والمواقع الشبكية وتوفر جميع الصحف صيغة الكترونية على الخط تحفل بالنقاشات النشطة يتعاطى يتناول بعضها قضايا سياسية وعامة.