طرابلس: حذر الزعيم الليبي معمر القذافي في خطاب الخميس الليبيين من ان الغرب quot;يجند العملاء ليسرق السلطة والثروة النفطيةquot; في ليبيا كما حصل في العراق. وقال القذافي في احتفال بالذكرى الثلاثين لعيد quot;سلطة الشعبquot; اقيم في مدينة سبها (1000 كلم جنوب طرابلس) quot;يجب ان تنتبهوا من القوة الاستعمارية التي تتربص بنا لتسرق ثروتنا هذة الشركات الاميركية والغربية النفطية التي لا تأخذ اكثر من 20 في المائة تتمنى ان تنقلب المعادلة وتأخد النصيب الاكبر ولهذا ستسعى لتجنيد العملاء لسرقتناquot;.

وتابع قائلا quot;ان العدو لا يأتي مباشرة ولكنه يجند العملاء لتحقيق مصالحه ويسرق السلطة منا مثل ما حدث فى العراق حيث باع العملاء الشهيد القديس صدام حسين الذي هو افضل من الحكام العرب الاحياءquot;. واكد القذافي انه لن يسمح quot;بالفتنة والشعوبية بتسميات استعمارية مختلفة كالامازيغية التي انقرضت وانتهت وما سكان شمال افريقيا الا هم هجرات من اليمن وعبروا البر ولهذا تم تسميتهم بربرquot;. وقال quot;على الاستعمار ان يتأكد بانه لن يحقق مخططاته في ليبياquot;.

واضاف ان quot;القوى الاستعمارية تريد بلقنة دول شمال افريقيا بتسميات مثل 5+5 (دول المغرب العربي و5 دول اوروبية) ومسار برشلونةquot; مؤكدا ان quot;هذه كلها تسميات استعمارية وتدخل في الشؤون الداخليةquot;. وتابع quot;ليعلموا ان ليبيا لن تكون ميدان تجارب لمؤامراتهم من قبل عملائهم ولا تحتاج الى رعاية من الخارجquot;.

وهذه اول مرة يحمل فيها القذافي بهذه القوة على الغرب منذ اعلان طرابلس تخليها عن برامج اسلحة الدمار الشامل عام 2003 والتقارب مع الغرب الذي تلا ذلك. وتجري الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لاعلان قيام quot;سلطة الشعبquot; في سبها (الف كلم جنوب طرابلس) المدينة التي انطلق منها اعلان quot;سلطة الشعبquot; عام 1977 والتي جرى فيها ايضا التخطيط للثورة التي اطاحت بالنظام الملكي في اول ايلول/سبتمبر 1969.

ومن المتوقع ان تشهد المدينة الخميس دورة احتفالية لمجلس الشعب العام. ففي آذار/مارس 1977 اعلنت ولادة quot;الجماهيرية العربية الشعبية الاشتراكية العظمىquot; التي يتولى فيها الشعب quot;السلطة مباشرةquot; واقيم quot;مؤتمر الشعب العامquot; وهو بمثابة برلمان وquot;اللجنة الشعبية العامةquot; المكلفة تنفيذ تعليمات المؤتمر العام والتي تعتبر بمثابة حكومة.

ويستمد النظام الجماهيري افكاره من quot;الكتاب الاخضرquot; الذي يعرض نظرية القذافي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي اصبحت المنهج المعتمد في البلاد رسميا. الا ان رياح التغيير بدأت تهب على ليبيا منذ تخلت طرابلس عن برامج اسلحة الدمار الشامل عام 2003 وسعت الى استعادة موقعها على الساحة الدولية ما شجع الكثير من الشركات الغربية للتوجه الى ليبيا للاستثمار فيها.

ورغم دعوة الزعيم الليبي في حزيران/يونيو 2003 الى خصخصةالشركات العامة وتحرير الاقتصاد الا انه حذر من سياسة اقتصاد السوق الذي اعتبره quot;اقرب للمقامرة لانه يعتمد على نظرية المنافسة، تصمد او تموتquot;. ودافع القذافي فى خطاباته المتكررة عن سياسة الدولة الراعية التي اعتمدتها ليبيا على مدى اكثر من 35 عاما بقوله ان quot;هناك دولا استطاعت ان تبني نفسها بقطاع عام ولكنكم (الليبيون) افسدتموه بالرشوة والوساطة لاننا متخلفون اجتماعيا ويجب علينا ان نتقدم اجتماعيا للممارسة السياسيةquot;.

الا ان نجله سيف الاسلام اعتبر ان الاقتصاد الذي اعتمد على الدولة quot;خلف الخراب في البلاد وساهم في خلق جيش من الموظفين تجاوز 800 الف موظفquot; تسعى السلطات الليبية الى تسريح 400 الف منهم لانهاء مشكلة العمالة الزائدة بعد ان تقدم لهم قروض ميسرة لايجاد فرص عمل بديلة.

وكان سيف الاسلام الذي يترأس مؤسسة القذافي للتنمية وهو احد ابرز الداعين للاصلاح الاقتصادي والسياسي والانفتاح على الغرب وجه انتقادات لاذعة للنظام ودعا الى الانتقال quot;من الثورة الى الدولةquot; منتقدا quot;حالة الفوضى السائدة في ليبيا لعدم تفعيل القوانينquot; ومتهما quot;المافيا الليبيةquot; بالتصدي لمشاريعه الاصلاحية. ويقول شكري غانم رئيس الوزراء السابق ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط والمقرب من سيف الاسلام quot;سيف له برنامج طموح نحو التغيير الاقتصادي ويريد ان تتجه البلاد الى الامام بقوة ولكن هناك من يخشى هذا التحولquot;.

وترى شخصية اصلاحية رفضت ذكر اسمها quot;ان هناك خلاف حاد بين انصار الاصلاح بقيادة سيف الاسلام الذي يدعو الى حلحلة بعض الاجراءات السياسية والاقتصادية وبين الحرس القديم الذي يخشى الانتقال السريع من الاقتصاد الراعي الى اقتصاد السوق وهو الاقرب للنظام الرأسمالي من تداعيات ربما تؤثر سلبا على البلاد لكن لا يعني هذا انه يوجد صراع على السلطة بين الطرفينquot;.