مسيرة مليونية الى كربلاء لأربعينية الامام الحسين
طوق أمني ومسح للمتفجرات و8 الاف عسكري


أ

عراقيون في كربلاء في اربعينية استشهاد الامام الحسين العام الماضي
سامة مهدي من لندن : بدأ مئات الآلاف من العراقيين بالتوجه سيرا على الاقدام الى مدينة كربلاء لإحياء مراسم اربعينية الامام الحسين حيث باشرت مفارز مكافحة المتفجرات مسحا ميدانيا للاسواق والساحات والطرق الخارجية بينما اقيم طوق امني حول المدينة بمشاركة 8 الاف عسكري كما يتوقع وصول تعزيزات عسكرية من العاصمة حيث انشئت غرفة عمليات امنية بينما اتخذت المفارز الطبية مواقعها عند المداخل الخارجية في وقت يتوقع ان يصل الى المدينة حوالى مليوني زائر ويبدأ غدا السبت حظر شامل على دخول المركبات الى المدينة القديمة .

وقالت السلطات العراقية ان الاجراءات الامنية لا تقتصر على كربلاء وانما امتدت الى النجف التي تبعد عنها 50 كيلومترا حيث تم تشديد الاجراءات الامنية في المدينتين والمناطق المحيطة بهما استعدادا لزيارة أربعينية الامام الحسين . وقال مدير شرطة كربلاء اللواء الركن محمد أبو الوليد إن قواته استعدت جديا لاستقبال الزيارة وتم نشر أكثر من 8 آلاف شرطي داخل وخارج المدينة. واضاف ان المدينة (110 كم جنوب بغداد) قسمت إلى 12 قاطعا مشيرا الى ان جميع الزوار سيخضعون إلى التفتيش الدقيق ومنها تفتيش الخيام ومعدات المواكب والهيئات الحسينية قبل دخولها كربلاء . واوضح انه تم نشر دوريات آلية وراجلة وكمائن ومفارز من شعبة الاستخبارات تتولى تأمين حماية المناطق الصحراوية والبساتين والمزارع المحيطة بالمدينة خشية تعرضها لهجمات الصواريخ وقذائف الهاون .

حظر للمركبات وبحث عن المتفجرات

وباشرت مفارز من مكافحة المتفجرات عملها بمسح ميداني لكل الأسواق والساحات والطرق الخارجية حيث يتوافد الزائرون مشيا على الأقدام خشية قيام عناصر إرهابية بزرع عبوات ناسفة تستهدف مواكب الزوار. ومن جانبه قال محافظ كربلاء عقيل الخزعلي ان الخطة الامنية التي تم وضعها تشمل حظراً شاملاً على حركة المركبات والدراجات وعربات الدفع . وأضاف أن مفارز من مكافحة المتفجرات تقوم حاليا بعمليات مسح ميداني للأسواق والساحات والطرق الخارجية حيث يتوافد الزائرون مشياً على الأقدام خشية قيام عناصر إرهابية بزرع عبوات ناسفة تستهدف مواكب الزوار . وقال ان أفرادًا من الشرطة سيتولون حماية المواكب والهيئات وسوف نقوم بحصر السلاح بيد الاجهزة الامنية مع عدم السماح لاي جهة مدنية بحمله بينما سيخضع الزوار إلى إجراءات التفتيش الدقيقة قبل دخولهم إلى المدينة. وأشار إلى انه تم نشر دوريات آلية وراجلة وكمائن ومفارز من شعبة الاستخبارات تتولى تأمين حماية المناطق الصحراوية والبساتين والمزارع المحيطة بالمدينة خشية تعرضها لهجمات بقذائف الهاون والصواريخ .

حشود الزائرين تتدفق على كربلاء

عراقيون يتدفقون اليوم إلى كربلاء سيرا على الاقدام
وتأتي هذه الإجراءات في وقت بدأت حشود الزائرين بالتدفق على المدينة من محافظات العراق سيرا على الاقدام في مراسم يرفعون فيها الاعلام الملونة والشعارات ويرددون الاشعار التي تمجد تضحية الامام الحسين بن علي بن ابي طالب حيث تبلغ الاحتفالات ذروتها مساء الخميس المقبل . ومن المنتظر أن تصل الى كربلاء تعزيزات عسكرية من العاصمة .
ويبدأ اعتبارا من يوم غد السبت تطبيق حظر على دخول السيارات إلى مركز المدينة القديمة حتى لو كانت تحمل باجات رسمية وتم تحديد دخول المسؤولين بسيارة واحدة مع عدم إدخال سيارات الحماية الخاصة بهم كما لن يسمح بدخول المواكب الحسينية غير الرسمية للمدينة ويمنع حمل السلاح لغير أجهزة الشرطة .

استنفار الأجهزة الصحية والخدمية

وفي الوقت نفسه تم استنفار الاجهزة الخدمية والصحية لمساندة الخطة الامنية حيث أعلن مدير هيئة النقل في كربلاء ان الهيئة وبمساندة المحافظات المجاورة لكربلاء هيأت أكثر من 1200 سيارة لنقل الزائرين إلى مناطقهم .ووضعت دائرة صحة كربلاء خطة طوارئ واستعدت جميع كوادرها الطبية والصحية والخدمية لتكون في حالة تهيؤ قصوى من أجل تقديم أفضل الخدمات الصحية إلى الزائرين .

وقال الدكتور سعيد حميد لفتة معاون المدير العام لصحة المحافظة إن قدوم الزائرين إلى كربلاء سيراً على الأقدام وبأعداد كبيرة من ثلاثة محاور رئيسة إضافة إلى الوافدين الذين يسلكون الطرق الزراعية يتطلب نشر المفارز الطبية على امتداد هذه المحاور وبمسافة لا تقل عن العشرين كيلو مترا عن مركز المدينة إضافة إلى نشر المفارز الطبية في مركز المدينة لتقديم الخدمات الطبية والصحية إلى الزائرين . واشار الى ان دائرة صحة المحافظة أعدت هذه الخطة مستنفرة الطاقات المتاحة عند منتسبيها إضافة إلى تهيئة وإعداد مستشفيات المدينة والمراكز الصحية والمفارز الطبية إعداداً خاصاً يتناسب وحجم هذه المناسبة الكبيرة .

واوضح ان قسم الصيدلة وبالتنسيق مع الشركة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية بدأ بتوفير الأدوية وتوزيعها على مستشفيات المحافظة ومراكز الإسعاف والإخلاء الطبي وتوفير الخزين من الأدوية والمستلزمات الطبية في جميع المؤسسات الصحية واستخدام
92 سيارة منها 56 سيارة إسعاف و36 سيارة خدمية تابعة إلى دائرة الصحة اضافة الى تهيئة 31 مفرزة طبية و 20 مركزا صحيا و7 مستشفيات تقدم خدماتها الطبية للزوار .

واوضح أن الخطة تتضمن تقديم الخدمات الوقائية مثل مراقبة مياه الشرب والأغذية المقدمة للزائرين ووضع مجموعة من الخيم التخصصية في المستشفيات الرئيسة القريبة لاستخدامها كردهات طوارئ إضافية و زيادة الغطاء السريري لجميع المستشفيات وذلك بتحديد إدخال المرضى في الحالات الطارئة حصراً وإخلاء المستشفيات بنسبة 50% من الأسرّة وتهيئة ردهات الباطنية في مستشفى الحسين العام لاستقبال حالات التسمم مع تهيئة صيدلية طوارئ مصغرة في كل ردهة تماثل ما موجود في ردهة الطوارئ
فضلاً عن فتح مفرزة التطهير الكيماوي في مستشفى الطف للطوارئ . وقال إن المركز الرئيس لنقل الدم في المحافظة بدأ الاسبوع الماضي بحملات للتبرع بالدم من أجل جعل رصيد المصرف 200 قنينة دم مفحوصة وجاهزة عدا رصيد المستشفيات .

.. وإجراءات امنية في النجف

كما اتخذت مدينة النجف (165 كم جنوب بغداد) وفيها مرقد الامام علي بن ابي طالب فقد اعدت خطة امنية على خلفية توارد معلومات تنبئ بوجود تهديدات ارهابية .ووفقا للخطة الامنية فقد ارتكزت على تنسيق امني متكامل من خلال ربط حدود محافظة النجف بالمحافظات الاخرى المجاورة وتأمين طريق مسير المشاة من الزوار وعجلات المواكب الحسينية ثم تقسيم واجبات الشرطة والجيش والقوى الامنية حيث يساهم في هذه الخطة قوات من الشرطة و الجيش ودوريات المرور مفارز الدفاع المدني اضافة الى المفارز الصحية.

وتركز الخطة على تأمين الطرق المحيطة بالنجف من خلال تأمين طريق مفرق غماس الكوفة وستتولاه شرطة المناذرة ومداخل ومحيط المدينة وهو على عاتق شرطة البلدة .. و تأمين طريق الكوفة ndash; الزركة ndash; ثم شارع كربلاء ndash; النجف بعهدة لواء ذو الفقار كما سيتولى الجيش وحرس الحدود تأمين البادية وبحر النجف والفضاءات الخالية الاخرى .

وكانت كربلاء شهدت بعد سقوط النظام السابق عام 2003 أكثر من ثماني عمليات انتحارية راح ضحيتها أكثر من 200 قتيل وضعفهم من الجرحى .. كما تعرضت المدينة لعمليات انتحارية خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين من عام 2004 وتعرضت لإطلاق قذيفتي هاون في زيارة عاشوراء من عام 2005 لم تسفر عن وقوع ضحايا.

ويمارس ملايين الشيعة في العالم مراسمهم الدينية حزنا على مقتل الإمام الحسين ثالث أئمة الشيعة الاثني عشر الذي استشهد واهل بيته على أيدي جيوش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في واقعة الطف عام 680 ميلادية.