واشنطن قلقة بشان الانفاق العسكري الصيني

السفير الاميركي في الجزائر ينفي طلب اقامة قاعدة عسكرية

كوريا الشمالية وأميركا لتطبيع العلاقات الدبلوماسية

واشنطن وبيونغ يانغ: مباحثات تطبيع

نيويورك: باشر الأميركيون والكوريون الشماليون الثلاثاء اليوم الثاني من مفاوضاتهم في نيويورك حول استئناف علاقاتهم، وذلك بعد اقل من ثلاثة أسابيع على الاتفاق حول تخلي بيونغ يانغ عن برامجها النووية، وفق ما أعلن مسؤول أميركي.

باشر الأميركيون والكوريون الشماليون الثلاثاء اليوم الثاني من مفاوضاتهم في نيويورك حول استئناف علاقاتهم، وذلك بعد اقل من ثلاثة أسابيع على الاتفاق حول تخلي بيونغ يانغ عن برامجها النووية، وفق ما أعلن مسؤول أميركي.

وقال هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته إن المفاوضات بين الوفدين اللذين يترأسهما الأميركي كريستوفر هيل ونظيره الكوري الشمالي كيم كي-غوان بدأت قرابة الساعة (40،15 ت غ).

وكان هيل وكيم باشرا مشاوراتهما الاثنين لينهيا قطيعة بين واشنطن وبيونغ يانغ استمرت أكثر من خمسين عاما.

ويوم أمس بدأ الاميركيون والكوريون الشماليون محادثات لا سابق لها حول الانفراج في العلاقات بينهما بعد اقل من ثلاثة اسابيع من الاتفاق على تفكيك البرنامج النووي الكوري الشمالي. والتقى المفاوض الاميركي كريستوفر هيل ونظيره الكوري الشمالي كيم كي-غوان في احد الفنادق الكبرى في بارك افنيو بنيويورك خلال اربع ساعات على ان يجريا مباحثات اليوم الثلاثاء طيلة النهار.

وصرح هيل للصحافيين في اعقاب اللقاء quot;اجرينا محادثات تمهيديةquot; فيما عبر كيم من جهته عن تفاؤله. وقال لوكالة الانباء الكورية الجنوبية (يونهاب) quot;اعتقد ان كل شيء سيسير على ما يرامquot;. ووصل هيل الى فندق ولدورف استوريا بسيارة اجرة نيويوركية صفراء اللون حوالى الساعة 17:30 بالتوقيت المحلي (22:30 ت غ).

اما نظيره الكوري الشمالي فوصل بعد حوالى نصف الساعة ودخل الفندق من باب جانبي. وتبع اجتماعهما عشاء عمل في احدى القاعات الخاصة في مطعم بيكوك الي بفندق ولدورف. وهذا اللقاء لا سابق له بالنسبة لادارة بوش اذ لم يعقد اي اجتماع رسمي بين البلدين منذ ان قطع جورج بوش الحوار مع بيونغ يانغ في العام 2002.

وهذه المحادثات التي من شأنها ان تضع حدا لنزاع مستمر منذ اكثر من خمسين عاما بين الدولتين، تأتي بعد توقيع اتفاق متعدد الاطراف في 13 شباط/فبراير الماضي في بكين تعهدت بموجبه كوريا الشمالية بالبدء بتفكيك برامجها النووية مقابل الحصول على مساعدة في مجال الطاقة. وكان هيل وكيم التقيا كثيرا خلال السنتين الاخيرتين في بكين على هامش المفاوضات السداسية (الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية). لكنها المرة الاولى التي يجتمعان فيها في اطار ثنائي.

وكانت العلاقات بين البلدين قد سجلت تحسنا في التسعينات في عهد الرئيس بيل كلينتون وتوجت بزيارة وزيرة الخارجية الاميركية انذاك مادلين اولبرايت اواخر العام الفين. لكن بوش وضع نظام بيونغ يانغ في 2002 في quot;محور الشرquot; اثر معلومات استخباراتية اميركية مفادها ان كوريا الشمالية تطور برنامجا لليورانيوم المخصب لمآرب عسكرية.

وتتناول محادثات نيويورك خصوصا وضع جدول زمني للتفاوض بشأن التطبيع. غير ان واشنطن حذرت من ان العملية قد تأخذ سنوات تبعا لاوضاع حقوق الانسان والموجبات القانونية الاميركية المرتبطة بادارة اللائحة الاميركية للدول المساندة للارهاب. وصرح كريستوفر هيل لصحيفة quot;نيويورك تايمزquot; ان الامر يتعلق بquot;تحديد روزنامة عمل حول علاقاتنا الثنائية -- ما يتضمن اقامة علاقات دبلوماسية وهذا يأتي قبل اخراج كوريا الشمالية من لائحة الدول الراعية للارهابquot;.

ومن القرارات المتوقعة تحديد موعد للاجتماع اللاحق الذي يمكن ان يعقد في بيونغ يانغ. وبعد ظهر الاثنين جمع لقاء غير رسمي في الجمعية الكورية quot;كوريا سوسايتيquot; شخصيات من البلدين بينها وزيرا الخارجية الاميركيان الاسبقين مادلين اولبرايت وهنري كيسنغر وموفد البيت الابيض فكتور شا ونائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم كي-غوان.

وسادت اللقاء quot;اجواء وديةquot; كما قالت الجمعية الكورية مضيفة ان quot;المشاركين من الطرفين رحبا بهذه المناسبة التي مكنت من البحث في مواضيع ذات اهتمام مشترك ولم تبحث منذ بعض الوقت في اطار ثنائي. ويعتبرون ان حوارا مستمرا من هذا النوع يمكن ان يسهم في تأسيس علاقات رسمية افضل ينبغي اقامتها من خلال المفاوضات المقبلةquot;. لكن الولايات المتحدة تؤكد مع ذلك انها ستواصل الضغوط على بيونغ يانغ لتكشف عن كل انشطتها النووية بالرغم مما قاله مسؤول في الاستخبارات الاميركية في اواخر شباط/فبراير بان اجهزة الاستخبارات ليست اليوم على يقين تام بوجود برنامج كوري شمالي لتخصيب اليورانيوم.