اعتدال سلامه من برلين: اشتكى مسؤولون المان من تشرذم الجاليات الاسلامية في المانيا حيث يصعب اجراء حوار معها يتعلق بمسائل مهمة كوضع اطر للاندماج او التعامل مع الاخر. و في آخر لقاء معه، تطرق وزير الداخلية الالماني فولفغانغ شوبليه الى هذه القضية حتى انه اعتبرها من العوائق التي تحول دون اتخاذ برلين سياسة واضحة حيال الاقليات المسلمة. وظهر ذلك بوضوح ايضا خلال مؤتمر الاسلام الذي عقد الصيف الماضي في برلين حيث احتجت جمعيات اسلامية لعدم دعوتها، الا ان الوزير برر ذلك بوجود عدد كبير منها مما يصعب دعوة الجميع.

ويبدو ان الجاليات المسلمة ادركت اهمية الانضواء تحت سقف واحد من اجل الحوار مع الاخر الذي تم اختياره طوعا من اجل العيش معه. وانطلاقا من هذا المبدأ قررت اربع منظمات تغيير هذا الوضع وهي الاتحاد التركي الاسلامي ( ديتيب) ويعتبر اكبر تجمع تركي في المانيا واوروبا والمجلس الاسلامي والمجلس المركزي الاسلامي ورابطة المراكز الثقافية الاسلامية و قررت تشكيل مجلس تعاون اسلامي. وقال الامين العام للمجلس المركزي الاسلامي ايمن ميزك نجتاز حاليا مرحلة وضع نظام داخلي وانهاء مسائل شكلية اخرى.

وفكرة تكوين مجلس تعاون من الروابط السابقة الذكر وعمرها اقل من عام ومن اهم اهدافها تعيين مسؤولين يصبحون صلة الوصل بين الجاليات الاسلامية والحكومة الالمانية والحكومات المحلية في المانيا لمعالجة قضايا اساسية تتعلق بالهجرة والاندماج وطرح المشاكل لحلها بشكل واع وسليم. ومن المنتظر ان يعلن عن ولادة اول مجلس تعاون للجاليات المسلمة في الصيف المقبل.

و قد رحب بمشروع انشاء مجلس التعاون عدد كبير من السياسيين الالمان واعتبروه خطوة تسهل عملية فتح حوار مع المسلمين وتوفر لهم اطارا رسميا افضل. وفي هذا الصدد قال وزير الاندماج في ولاية وستفاليا شمال الراين من الحزب المسيحي الديمقراطي ارمين لاشيت ان الحوار مع المسلمين في المانيا ليس سهلا دائما لعدم سهولة العثور على الشريك الصحيح للحوار. وهو يرحب كثير بجمع الروابط الاربعة المسلمة تحت سقف واحد. وكان يورغن روتغرز رئيس حكومة هذه الولاية من الحزب المسيحي الديمقراطي قد اشار عند الاعلان عن حكومته في شهر حزيران( يوينو) عام 2005 الى انه يساند مثل هذه الخطوة، ويمكن للرابطة الجديدة ان تكون ممثلا مهما والشريك المحاور الصحيح ان على صعيد الحكومة الاتحادية او حكومات الاقاليم خاصة وان الاتحاد التركي( ديبيت) سيكون من المشاركين.