خاتمي يشارك في تأسيس دار التقريب بين المذاهب
مصدر دبلوماسي يستبعد زيارة نجاد إلى القاهرة

نبيل شرف الدين من القاهرة: استبعد مصدر دبلوماسي مصري أن تكون القاهرة محطة محتملة لاستقبال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، الذي أعلنت طهران أنه سيواصل جولاته في عدة عواصم عربية، بعد زيارته إلى السعودية والسودان، غير أن المصدر ذاته أكد أن الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي هو الذي سيزور مصر ممثلاً لبلاده في المؤتمر الإسلامي الدولي، الذي يعقد في القاهرة في الفترة من 27 حتى 30 آذار (مارس) الحالي ، كما سيشهد أيضاً إعلان تشكيل quot;دار التقريب بين المذاهبquot;، التي تعد امتداداً للجنة التقريب بين المذاهب الإسلامية، التي أنشأها وأسس لإطارها الفكري الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق، موضحاً أنها ستضم في عضويتها مذهب الإباضية ويمثله الشيخ أحمد بن سعود السيابي، الأمين العام للإفتاء في سلطنة عمان بالإضافة إلى ممثلين عن السُنة والشيعة في عدة دول إسلامية.

واتجهت العلاقات المقطوعة منذ 28 عاماً بين مصر وإيران إلى مزيد من التوتر، بعد اتهامات سربتها قبل أيام مصادر دبلوماسية في القاهرة، حول ضلوع أجهزة الاستخبارات الإيرانية في اختطاف واغتيال إيهاب الشريف سفير مصر السابق لدى بغداد,rlm; قائلة quot;إنها أقدمت على ذلك بهدف استبعاد الوجود المصري عن العراقrlm;quot;،rlm; على حد تعبيرهاrlm;.

وقال مصدر دبلوماسي في القاهرة إننا حريصون علي استمرار وتعزيز الحوار مع إيران، وأنها تأمل في أن تعود العلاقات الثنائية بين البلدين إلي سيرتها الأولى، وهو الأمر الذي يستوجب أن تلبي طهران عدداً من المتطلبات التي تعرفها طهران جيداًquot;، على حد تعبيره.

الأمن والسلام

نجاد يؤكد رفض بلاده التدخل في أحداث صعده في اليمن

وكثيراً ما أبدت دوائر دبلوماسية وأمنية مصرية مخاوف حيال أفكار تصدير الثورة التي ظلت تتبناها إيران منذ قيام الثورة الإسلامية، فضلاً عن اتهامات القاهرة لطهران بإيوائها ورعايتها بعض عناصر الجماعات الإرهابية المصرية، واعترفت المصادر ذاتها بأن هناك quot;أزمة ثقةquot; متبادلة وعميقة بين البلدين، فضلاً عن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية التي تعزز هذه المخاوف. وبالإضافة إلى ما تعتبره القاهرة تنامياً للنفوذ الإيراني في المنطقة، سواء في العراق أو لبنان أو غيرهما، فإن هناك أيضاً خلافات في المواقف حيال موضوع أمن الخليج لا تزال تقف حائلاً دون تفاهم العاصمتين، وأكدت المصادر أن التطورات في المنطقة عمقت هذه الخلافات التي برزت إبان تحرير الكويت عام 1991 وأعربت المصادر المصرية عن دهشتها إزاء تحفظ إيران على معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية وربطها الاقتراب من مصر بابتعاد مصر عن إسرائيل، وقالت المصادر ذاتها إن السلام خيار استراتيجي لمصر، وشأن يخصها وليس لأي دولة أخرى أن تقحم نفسها في هكذا قضية، خاصة وأن مصر خاضت سلسلة حروب ضد إسرائيل، ولا تقبل المزايدة عليها في هذا المضمار، بينما لم تطلق إيران رصاصة واحدة ضد إسرائيل، بل تفضل المزايدات والحروب بالوكالة في المنطقة.

وفي الملف النووي الإيراني كثيراً ما أكدت القاهرة إنها تتعامل معه من منظور فني وقانوني، وبما تطرحه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تقويم باعتبار أن الوكالة هي الجهة الفنية المنوط بها التأكد من مدى التزام الدول بتعهداتها بموجب اتفاق الضمانات الموقع بين إيران والوكالة الدولية.

وظلت العلاقات بين إيران ومصر خلال أكثر من نصف قرن مضى متوترة غالباً لاسيما منذ قيام شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي بطلاق quot;الأميرة فوزيةquot; شقيقة الملك فاروق، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت هناك قطيعة كاملة بين البلدين بسبب العلاقات الدبلوماسية بين إيران وإسرائيل، وكانت الفترة الوحيدة التي شهدت ازدهارا في العلاقات بين البلدين هي السنوات القليلة التي سبقت قيام الثورة في إيران حيث كانت هناك علاقة حميمة تربط شاه إيران بالرئيس المصري الراحل أنور السادات وسرعان ما تدهورت تلك العلاقات ووصلت إلى القطيعة الكاملة، في العام 1980 بعد اندلاع الثورة في إيران، وإبرام مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، ونشطت بين الحين والآخر مساع لتحسين العلاقات بين القاهرة وطهران، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل، بعد أن اصطدمت في أغلب الأحيان بمناخ عدم الثقة السائد بين العاصمتين، وصراع التيارات المحافظة، وتباين وجهات النظر حول جملة من القضايا أبرزها المسائل الأمنية وتراجع رصيد الثقة بين الجانبين .