محمد الخامري من صنعاء: فيما يبدو أنه ترميم للعلاقات الدبلوماسية بين كل من الجمهورية اليمنية والجماهيرية الليبية، التي شهدت خلال الفترة الماضية وتحديدًا منذ مطلع العام الجاري تدهورًا كبيرًا عندما إتهمت بعض المصادر القريبة من مصدر القرار اليمني ليبيا بدعم أتباع الحوثي الذين يقاومون الدولة منذ أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي في محافظة صعده (شمال اليمن على الحدود مع السعودية)، أعلن اليوم في صنعاء عن زيارة من المقرر أن تبدأ غدًا لأمين عام اللجنة الشعبية للإتصال الخارجي والدولي الليبي عبد الرحمن شلقم في زيارة رسمية لليمن ينقل خلالها رسالة من الرئيس القذافي إلى الرئيس علي عبدالله صالح.
على الصعيد نفسه،قالت وكالة الجماهيرية الليبية للأنباء إن المدير العام التنفيذي لمؤسسة الصالح للتنمية باليمن التي يرأسها نجل الرئيس علي عبدالله صالح وصل العاصمة الليبية مساء أمس الجمعة على رأس وفد يمني لزيارة مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية التي يرأسها نجل الرئيس القذافي.
المسؤول اليمني قال لوكالة الأنباء الليبية عند وصوله طرابلس إن هذه الزيارة تأتي لتبادل التجارب والخبرات بين المؤسستين حسب ما تم الإتفاق عليه خلال الزيارة التي قام بها سيف الإسلام معمر القذافي، رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية إلى اليمن أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وحيثإلتقى رئيس مؤسسة الصالح الخيرية العقيد أحمد علي عبدالله صالح.
وكانت العلاقات اليمنية الليبية قد شهدت خلال الفترة الماضية تدهورًا كبيرًا في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بسبب ما قيل عن دعم ليبيا للحوثيين وبعض مشائخ القبائل الذين إستقبلهم في طرابلس وأسبغ عليهم بعض الألقاب المتصلة بالقبائل.
وكانت مصادر مقربة قد إتهمت خلال الفترة الماضية ليبيا وإيران بدعم الحوثيين، وعملت خلال الفترة الماضية على تنسيق الجهود والتواصل مع بعض الدول العربية والإسلامية وبعض القادة للتدخل لدى السلطات الإيرانية والليبية لإيقاف الدعم الذي يقدم منهما إلى تنظيم الشباب المؤمن أو ما يعرف بأتباع الحوثي في محافظة صعده.
وأضافت المصادر التي يمكن وصفها بالمقربة أنها حصلت على معلومات مؤكدة من جهات إستخبارية أن ليبيا وإيران تقدمان دعمًا ماليًا كبيرًا لأتباع الحوثي ممثلين في البرلماني يحيى بدر الدين الحوثي الذي يقيم حاليًا في ألمانيا وحصل على حق اللجوء السياسي فيها وشقيقه عبد الملك الذي يقود المواجهات في صعده.
وتوقعت المصادر آنذاك، أن تشهد الأيام القادمة تحركًا دبلوماسيًا لإقناع الدولتين بالكف عن التدخل في شؤون اليمن، معتبرة ما يجري في صعده تصفية لحسابات إقليمية ودولية تسعى من خلالها إيران لمواجهة الولايات المتحدة الأميركية في العراق ولبنان واليمن، وإحتمال إمتداد تحركاتها إلى البحرين ثم المنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية.
إلى ذلك كشفت مصادر مطلعة عما وصفتها بطموحات ليبية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تهدف إلى تصفية حساباته مع المملكة العربية السعودية من خلال استغلال أحداث صعده ، مشيرة إلى أن القذافي يُحاول إيجاد منفذ للعمل داخل السعودية من أي منطقة كانت بعد أن كان هدفه الأول العمل في المنطقة الشرقية فقط، واستهداف منابع النفط.
وأشارت المصادر إلى فشل محاولات ليبية سابقة لإستقطاب بعض مشائخ القبائل من أبناء محافظة صعده، ومحافظة مجاورة بغرض القيام بعمليات في المملكة العربية السعودية إلا أن السلطات اليمنية تنبهتباكرًا وقامت بردع تلك الجهات التي تواصلت مع العقيد القذافي ومكثت لأشهر في طرابلس.
التعليقات