بنوم بنه: توصل قضاة أجانب وكمبوديون اليوم الجمعة، إلى اتفاق حول القوانين والإجراءات الخاصة بمحاكمة قادة الخمير الحمر في كمبوديا، على ما أفاد مسؤولون.وتغطي هذه القوانين كل نواحي المحاكمات المتعلقة بعمليات الإبادة في البلاد وتعتبر ضرورية لإجراء محاكمة قادة النظام السابق. غير أن خلافًا حول دور محامي الدفاع الدوليين لا يزال يهدد بإفشال المحاكمات التي طال تأجيلها، على ما قال مسؤولون في نهاية محادثات إستمرت عشرة أيام.

وتطالب رابطة المحامين الكمبوديين التي يتعين الحصول على موافقتها على كافة محامي الدفاع الأجانب، من المحامين الدوليين الراغبين في المشاركة في المحاكمات، بدفع رسوم تصل إلى نحو 4900 دولار أميركي سنويًا.غير أن قضاة المحكمة الدوليين يقولون إن هذا الطلب يشكل عائقًا، وأكدوا أنه لن يكون من الممكن تبني تلك القوانين رسميًا من قبل هيئة القضاة الشهر المقبل إلا إذا أعادت الرابطة النظر في مطلبها.

وجاء في بيان للمحكمة أن القضاة مستعدون لعقد جلسة نهاية نيسان (أبريل)، وبالنسبة إلى القضاة الدوليين، فذلك لن يكون ممكنًا إلا إذا تم التوصل إلى قرار مرض حول هذه المسألةquot;.ويجتمع القضاة للمرة الثالثة لمناقشة القوانين والإجراءات بعد فشل محاولات سابقة في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الثاني (يناير).ويتوقع أن تبدأ أولى جلسات الاستماع العلنية هذا العام، إلا أن التأخير المتكرر يعني أنه من غير المرجح أن تبدأ المحاكمات قبل مطلع 2008، حسب المسؤولين.

ودعت جماعات حقوقية ومحامون إلى إجراء محاكمات سريعة وسط مخاوف من وفاة قادة الخمير الحمر الكبار في السن، قبل محاكمتهم على إحدى أسوأ عمليات الإبادة الجماعية في القرن العشرين.والشخص الوحيد الذي إعتقل بتهمة إرتكاب جرائم خلال حكم الخمير الحمر من عام 1975 وحتى عام 1979، هو القائد العسكري تا موك الذي توفي في سجنه في تموز (يوليو) الماضي. ولا يزال عدد آخر من زعماء الخمير الحمر طلقاء في كمبوديا.

وكان نحو مليوني شخص قتلوا بسبب الإرهاق والجوع والإعدامات إبان حكم الخمير الحمر الذي ألغى الدين وحقوق الملكية والعملة والمدارس.كما تم أخذ الملايين من سكان المدن إلى مزارع جماعية شاسعة في إطار مساعي النظام الناوي إقامة دولة مثالية زراعية.

وبعد سبع سنوات من المفاوضات الصعبة، إتفقت كمبوديا والأمم المتحدة عام 2003 على محاكمات مشتركة. إلا أن الجهود لإجراء تلك المحاكمات فشلت عدة مرات بسبب إتهامات للحكومة بالمماطلة.