سمية درويش من غزة : شنت منظمات فلسطينية تتخذ من العمليات العسكرية ضد إسرائيل طريقًا لها، هجومًا ناريًا على أحد مستشاري رئيس السلطة الوطنية محمود عباس، لدعوته إلى إستئناف التعاون الأمني بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بوساطة مكتب الرئيس عباس.
وتوصلت إسرائيل والمنظمات الفلسطينية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في عهد حكومة حماس إلى هدنة لوقف إطلاق النار والهجمات الصاروخية ضد البلدات اليهودية، إلا أنها فشلت عقب استئناف إسرائيل مسلسل الإغتيالات بحق النشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية.
واعتبرت حركة حماس التي تترأس سدة الحكم في الأراضي الفلسطينية، التنسيق الأمني المسبق مع الإحتلال، عبارة عن إغتيالات للعناصر المسلحة quot;المقاومةquot;، وبمثابة إعطاء معلومات مجانية للإحتلال عن أماكن وجود القادة ورموز المقاومة، وتعاطي خطر مع الإحتلال.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن نمر حماد مستشار الرئيس عباس للشؤون السياسية، دعوته إلى موافاة مكتب رئيس السلطة الفلسطينية بمعلومات عن خلايا فلسطينية، ووعد بأن تعمل الأجهزة الأمنية الخاضعة لإمرة رئيس السلطة الفلسطينية على إحباط نشاطات هذه الخلايا، بحسب قولها.
وحذر فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس، من خطورة هذه التصريحات، داعيًا رئيس السلطة والحكومة ورئيسها وكافة فصائل العمل الوطني الفلسطيني، إلى تقديم المستشار quot;حمادquot;، إلى اللجنة القانونية للمجلس التشريعي حتى يحال إلى محاكمات عادلة.
من جهتها طالبت حركة الجهاد الإسلامي، بإقالة المستشار نمر حماد من منصبه، حيث قال خالد البطش عضو القيادة السياسية للحركة الرافضة للإنتخابات والمشاركة بأي حكومة تحت إفرازات أوسلو،إنه إذا ثبتت صحة هذا التصريح فهو يرخص للإحتلال الإسرائيلي مواصلة عمليات الإغتيال والإقتحامات ضد المدن الفلسطينية وتدمير ممتلكات أبناء الشعب الفلسطيني. وأضاف البطش في تصريح وزع على وسائل الإعلام، أن هذا تصريح غير مسؤول ومحاولة فاشلة لإسترضاء الإحتلال الإسرائيلي والأميركيين ووضع عراقيل أمام الوحدة الوطنية التي لم تتعافَ بعد.
ونفذت حركة الجهاد عدة عمليات تفجيرية في قلب إسرائيل، كان آخرها في نهاية كانون ثاني (يناير) الماضي، حيث فجر ناشط من قطاع غزة جسده في مدينة ايلات الساحلية القريبة من البحر الأحمر بعد أن نجح بالتسلسل وإجتياز آلاف الكيلوات.
إلى ذلك حذرت حركة الجهاد، الجميع من الجولات الأميركية التي تقوم بها وزيرة خارجية واشنطن إلى المنطقة، مشيرة إلى أن هذه الجولات لن تأتي للشعب ولا للمنطقة بأي خير، وإنما تأتي فقط لخدمة إسرائيل والمشروع الأميركي في المنطقة. وطالبت الجهاد في بيان لها، بوصد الأبواب في وجه رايس وأن ترد على أعقابها خائبة، مبينة أن جولة جديدة لوزيرة الخارجية الأميركية إلى المنطقة تضاف إلى جولاتها المتكررة والتي تعكس عمق الأزمة التي يمر بها المشروع quot;الصهيوأميركيquot; في كل محاورة في المنطقة.
ولفت بيان الجهاد، إلى أن هذه الزيارة في سياق الضغط على المعتدلين من العرب طبقًا للتقسيم الأميركي للعرب إلى معتدلين ومتشددين حتى يعملوا على تعديل هذه المبادرة العربية التي قفزت في الآونة إلي محور ومركز الجدل والنقاش السياسي بشأن الحل في الشرق الأوسط، ولتعديل المبادرة العربية من خلال شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإعطاء شرعية للتجمعات الإستبطانية الكبرى والتنازل عن القدس وضرب مشروع المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق.
من جهته قال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن الرأي العام الفلسطيني لا يتوقع الكثير من جولة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في المنطقة، ولقائها المرتقب مع رئيس السلطة الوطنية. وطالب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان تلقته quot;إيلافquot;، القيادة الفلسطينية وجميع القادة العرب بإسماع وزيرة الخارجية الأميركية على أبواب عقد القمة العربية في الرياض بعد أيام موقفًا واضحًا وصريحًا يدعوها إلى التوقف عن ممارسة الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني، وإلى الإنفتاح على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإلى التوقف عن تسويق مشاريع تطبيع مجانية بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وعن بيع الفلسطينيين والعرب بضاعة رؤية ليس لها رصيد حقيقي حتى الآن في حسابات الإدارة الأميركية.
التعليقات