موسكو: يرى المحلل السياسي الأميركي دميتري سايمس، رئيس مركز نيكسون في واشنطن، أن الولايات المتحدة وروسيا تتعاونان في مكافحة الإرهاب وتأمين نظام منع انتشار الأسلحة النووية، ولكنهما تتجادلان في مجال السياسة الخارجية، حيث quot;تستخدم موسكو النفط والغاز لخدمة أغراضها هناكquot;.. quot;ومن جهتها تعمل الولايات المتحدة على إشاعة الديمقراطية في الساحة السوفيتية سابقا وتوسيع حلف الناتو شرقاquot;.. وهكذا quot;تتوالى خيبات الأمل المتبادلة الأمر الذي يعرقل التعاونquot;.. وفي كل الأحوال لا يرى المحلل صداما بين quot;المصالح الأساسيةquot;.

وفي رأيه فإن وجهات نظر واشنطن وموسكو حيال إيران متفقة.. quot;فموسكو تمارس ضغوطا على إيران كما هو الحال بالنسبة لمشروع إنشاء محطة بوشهر النوويةquot;.. ولكنهما تظلان تختلفان على مدى الضغط، quot;فبعض أركان إدارة بوش يرون أن الضرورة ستقتضي في النهاية إجراء عملية عسكرية في حين ترى حكومة بوتين ضرورة أن يكون الحل العسكري مستبعداquot;.

وبخصوص العراق يقول المحلل إن إدارة بوش لم تعد تأمل في أن يصبح العراق نموذجا يحتذى به للتحول لتكوين المجتمع الديمقراطي في الشرق الأوسط في المستقبل المنظور، ولكنها تأمل في تحقيق الاستقرار عن طريق تنشيط سياسة بغداد وتليين الموقف من المناقشات مع جيران العراق، خاصة إيران وسورية.

أما في ما يخص نية الولايات المتحدة لنشر عناصر نظامها الدفاعي المضاد للصواريخ في أوروبا فإن المحلل يجد إدارة بوش صادقة حينما تقول إن العناصر المزمع نشرها في بولندا وتشيكيا وربما في القوقاز (جورجيا) لن تكون موجهة ضد روسيا، ولكن هناك داخل القيادة البولندية والجورجية من يرون في ذلك وسيلة لتوطيد التعاون مع واشنطن وتشديد الموقف تجاه موسكو، ولهذا فإن quot;قلق روسيا بشأن ذلك في محله الصحيحquot;.


حرب نفط وغاز ضد روسيا


لا يروق للأميركيين أن روسيا تصبح القوة الأعظم في مجال الطاقة. وكان مبعوثو الولايات المتحدة في العام الماضي، مثلا، يقنعون قادة بلدان أوروبا وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة برفض إنشاء خطوط أنابيب لنقل النفط والغاز من وعبر روسيا. ونجح الأمريكيون في منع تنفيذ مشروع مد خط أنابيب لنقل النفط الروسي إلى الأسواق العالمية عبر بلغاريا واليونان حتى الآن لأن اليونانيين والبلغاريين لم يريدوا أن يتشاجروا مع واشنطن. وتمكن الرئيس الروسي بوتين من إبعاد الخوف عنهم إلا قبل أسبوعين حينما زار اليونان.

وأثار ذلك حفيظة الأمريكيين حتى أنهم أقدموا على خطوة من شأنها إن لم تكن تتيح للولايات المتحدة استعادة المواقع المفقودة فعلى الأقل تمنع روسيا من احتلال المواقع الجديدة، ففي نهاية الأسبوع الماضي وقعت الولايات المتحدة وأذربيجان اتفاقية خاصة بأمن الطاقة في منطقة بحر قزوين ستدعم الولايات المتحدة بموجبها مشاريع إنشاء خطوط أنابيب جديدة لنقل النفط والغاز من آسيا الوسطى إلى تركيا وأوروبا عبر باكو وتبليسي. والمقصود إزاحة روسيا من موقع قوة الطاقة، فمن يسيطر على نقل النفط والغاز من آسيا الوسطى فهو يلعب دورا رئيسيا في تزويد العالم بموارد الطاقة. وتجدر الإشارة إلى أن اتفاق الأمريكيين مع أذربيجان قد ينذر بإحباط اتفاق روسيا وبلغاريا واليونان على مد خط أنابيب النفط من بورغاس إلى الكسندروبوليس.

ويرى رئيس اتحاد الصناعيين الروس العاملين في مجال النفط والغاز (غينادي شمال) أن الولايات المتحدة تصبو إلى تحقيق الأهداف السياسية وليست اقتصادية بدليل أن مشروع مد خط أنابيب لنقل الغاز من آسيا الوسطى إلى أوروبا دون المرور بروسيا، وهو المشروع الذي تنوي الولايات المتحدة تنفيذه، باهظ التكاليف ولن يستطيع بالتالي منافسة الغاز الروسي. واعتبر (غينادي شمال) أن هذا المشروع يندرج في إطار الضغط على روسيا لمنعها من تطوير العلاقات مع غيرها من مصدري النفط والغاز والمستوردين.






لا يروق للأمريكيين أن روسيا تصبح القوة الأعظم في مجال الطاقة. وكان مبعوثو الولايات المتحدة في العام الماضي، مثلا، يقنعون قادة بلدان أوروبا وبعض الجمهوريات السوفيتية السابقة برفض إنشاء خطوط أنابيب لنقل النفط والغاز من وعبر روسيا. ونجح الأمريكيون في منع تنفيذ مشروع مد خط أنابيب لنقل النفط الروسي إلى الأسواق العالمية عبر بلغاريا واليونان حتى الآن لأن اليونانيين والبلغاريين لم يريدوا أن يتشاجروا مع واشنطن. وتمكن الرئيس الروسي بوتين من إبعاد الخوف عنهم إلا قبل أسبوعين حينما زار اليونان.

وأثار ذلك حفيظة الأمريكيين حتى أنهم أقدموا على خطوة من شأنها إن لم تكن تتيح للولايات المتحدة استعادة المواقع المفقودة فعلى الأقل تمنع روسيا من احتلال المواقع الجديدة، ففي نهاية الأسبوع الماضي وقعت الولايات المتحدة وأذربيجان اتفاقية خاصة بأمن الطاقة في منطقة بحر قزوين ستدعم الولايات المتحدة بموجبها مشاريع إنشاء خطوط أنابيب جديدة لنقل النفط والغاز من آسيا الوسطى إلى تركيا وأوروبا عبر باكو وتبليسي. والمقصود إزاحة روسيا من موقع قوة الطاقة، فمن يسيطر على نقل النفط والغاز من آسيا الوسطى فهو يلعب دورا رئيسيا في تزويد العالم بموارد الطاقة. وتجدر الإشارة إلى أن اتفاق الأمريكيين مع أذربيجان قد ينذر بإحباط اتفاق روسيا وبلغاريا واليونان على مد خط أنابيب النفط من بورغاس إلى الكسندروبوليس.

ويرى رئيس اتحاد الصناعيين الروس العاملين في مجال النفط والغاز (غينادي شمال) أن الولايات المتحدة تصبو إلى تحقيق الأهداف السياسية وليست اقتصادية بدليل أن مشروع مد خط أنابيب لنقل الغاز من آسيا الوسطى إلى أوروبا دون المرور بروسيا، وهو المشروع الذي تنوي الولايات المتحدة تنفيذه، باهظ التكاليف ولن يستطيع بالتالي منافسة الغاز الروسي. واعتبر (غينادي شمال) أن هذا المشروع يندرج في إطار الضغط على روسيا لمنعها من تطوير العلاقات مع غيرها من مصدري النفط والغاز والمستوردين.