موسكو:إقترح سيرغي ميرونوف رئيس مجلس الشيوخ الروسيعلى المجالس التشريعية في الأقاليم الروسية، أن تدرس إمكانية إجراء تغييرات على الدستور تقضي بتمديد مدة ولاية رئيس دولة روسيا الإتحادية وتسمح للشخص الواحد أن يظل في منصب رئيس الدولة خلال ثلاث فترات رئاسة متتالية. وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها سيرغي ميرونوف بإقتراح يدعو إلى تمديد مدة ولاية الرئيس الروسي. وكانت المرة الأولى وليست الأخيرة في عام 2001.

وكما هو معلوم فإن الرئيس الروسي الحالي فلاديمير بوتين المنتهية مدة ولايته الثانية المتتالية في عام 2008 كان قد أعلن أكثر من مرة ما معناه أنه سيترك منصبه عندما تنتهي مدة ولايته لأنه يحترم الدستور ولا يريد المساس بحرمته. وسارع الجهاز الإعلامي الرئاسي بعدما أعلن سيرغي ميرونوف إقتراحه في 30 آذار (مارس)2007 إلى تأكيد ثبات موقف الرئيس فلاديمير بوتين، فيما قال مصدر من مكتب رئيس الدولة إن إقناع بوتين بالترشيح لفترة رئاسة ثالثة أمر مستحيل. ومن ناحيته قال quot;بوريس غريزلوفquot; رئيس مجلس النواب الروسي (مجلس الدوما) وهو رئيس حزب quot;روسيا الموحدةquot; الذي يعتبر حزبًا للسلطة إنه لا يقف مع من يتحدث حول تعديل الدستور مشيرًا إلى أن أنصاره في مجلس الدوما الذين يحتلون أغلبية المقاعد النيابية سيبقون حريصين على حرمة الدستور المعمول به.

وهكذا إعتبر قادة حزب quot;روسيا الموحدةquot; أن ما إقترحه سيرغي ميرونوف يعبر عن رأيه الشخصي فحسب. غير أن بعض المراقبين لم يستبعدوا أن يعبر رأي سيرغي ميرونوف عن رأي مناصري بوتين في المؤسسة الحاكمة العليا وإن لم يروا مبررًا لقلق من يساعدون بوتين في تولي أمور السلطة وربما يريدون أن يبقوا في مناصبهم عندما تنتهي مدة ولاية بوتين، إذ أظهر إستطلاع حديث للرأي العام أن مرشحي فريق الحكم المحتملين لخلافة بوتين - دميتري ميدفيديف وسيرغي إيفانوف وكل منهما النائب الأول لرئيس الحكومة - يتقدمان بفارق كبير على غيرهما من المرشحين المحتملين للإنتخابات الرئاسية المقبلة بمن فيهم رئيس الحزب الشيوعي الروسي (غينادي زيوغانوف).

وقد يكون هناك هدف آخر من إطلاق مبادرات كتلك التي تقدم بها سيرغي ميرونوف. ويقول الخبير السياسي ستانيسلاف بيلكوفسكي إن البيرقراطية لا تعود، برأيه، تخضع لرقابة الرئيس بوتين كونه رئيسا منتهية مدة ولايته قريبا. ولكيلا تخرج البيروقراطية في العاصمة وفي الأقاليم - يقول الخبير - عن نطاق سيطرة السلطة العليا الحالية ينبغي إشعارها بأن بقاء بوتين في الحكم أمر ممكن.