كييف، موسكو: دخلت اوكرانيا في ازمة سياسية اليوم الثلاثاء بعد ان تعهد البرلمان بتحدي المرسوم الذي اصدره الرئيس فكتور يوتشينكو بحل البرلمان واجراء انتخابات عامة. وصرح رئيس الوزراء فيكتور يانوكوفيتش، الموالي لروسيا، في جلسة طارئة للبرلمان ان الرئيس ارتكب quot;خطأ قاتلاquot; ودعا البرلمان الى مواصلة العمل. وجاء ذلك عقب اعلان الرئيس رسميا حل البرلمان رسميا واجراء انتخابات مبكرة الشهر المقبل.

وعبرت موسكو عن قلقها من الوضع في الجمهورية السوفياتية السابقة، ودعت الى quot;تسويةquot; بين المؤيدين لروسيا والمؤيدين للغرب بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان quot;روسيا تتابع بانتباه وبقلق الوضع في اوكرانيا. وننطلق من مبدأ عدم وجوب ان يخرج من النطاق الشرعيquot;. واضاف البيان quot;نعتبر ان الدعوات للسعي الى تسوية في اوكرانيا يجب ان تؤخذ بالاعتبار من قبل الاطراف من اجل استقرار المجتمع الاوكرانيquot;.

كما دعت واشنطن كافة القوى السياسية في الجمهورية السوفياتية السابقة الى الهدوء واحترام القانون. وتجمع نحو الفي شخص من مؤيدي يانوكوفيتش وسط اوكرانيا، بعد ان امضى مئات من المناهضين ليوتشينكو الليلة بالقرب من مبنى البرلمان، كما يتوقع ان يحتشد الاف المحتجين اليوم الثلاثاء.

وصوت المشرعون من الاغلبية البرلمانية ليلة امس بحل اللجنة الانتخابية المركزية ومنع اجراء الانتخابات والطلب من المحكمة الدستورية النظر في حكم يوتشينكو. وفي اجتماع عاصف للحكومة، اعرب وزير الدفاع اناتولي غريتسينكو احد اثنين من مؤيدي يوتشينكو في الحكومة، عن دعمه للرئيس وقال ان الجيش الاوكراني سينصاع لاوامره.

وصوت باقي اعضاء الحكومة بالاغلبية لدعم تحدي البرلمان وطلب رئيس الوزراء من الرئيس سحب قراره من اجل استقرار البلاد. وتذكر الاحتجاجات التي جرت وسط كييف والتي تاتي في اعقاب مظاهرات واسعة جرت السبت، بquot;الثورة البرتقاليةquot; عام 2004 التي وضعت يوتشينكو في السلطة.

واجبرت الاحتجاجات يوشينكو على الغاء رحلة الى روسيا كان من المقرر ان تبدأ اليوم، حسب ما صرح مصدر في الكرملين لوكالة فرانس برس امس الاثنين. وفي خطاب تلفزيوني مؤثر في وقت متاخر من امس الاثنين عقب اجتماع مع زعماء البرلمان، اعلن يوتشينكو حل البرلمان وامر باجراء انتخابات جديدة في 27 ايار/مايو المقبل.

وتاتي الازمة نتيجة مباشرة للانتخابات التي جرت في اذار/مارس من العام الماضي، عندما فاز حزب quot;الاقاليمquot; الموالي لروسيا باغلبية ساحقة متغلبا على حزب quot;اوكرانيا بلدناquot; الموالي للغرب في الانتخابات التشريعية التي وصفها المراقبون الغربيون والروس بانها نزيهة وحرة.

وتعكس الازمة الانقسامات العميقة في اوكرانيا بين المناطق الشرقية الصناعية من البلاد والناطقة بالروسية، والمناطق الغربية الزراعية الناطقة بالاوكرانية. ومنذ تسلمه السلطة في 2005 سعى يوتشينكو جاهدا الى الاندماج التام مع الغرب بما في ذلك الانضمام الى حلف شمال الاطلسي. الا ان يانوكوفيتش يفضل تطوير العلاقات التقليدية مع موسكو. ويعتقد العديد من الاوكرانيين ان يوتشينكو فشل في الايفاء بوعوده بمستقبل اقتصادي افضل لبلاده وتسبب في اثارة عداء جارته العملاقة روسيا.

ويقول المحللون ان انخفاض مستويات شعبية يوتشينكو يعني ان حزبه لن يحرز نتائج جيدة في الانتخابات، فيما قالت يوليا تيموشينكو، حليفة يوتشينكو السابقة في quot;الثورة البرتقاليةquot;، انها ستفوز في الانتخابات. والقت تيموشينكو كلمة امام مئات المحتجين في ساحة الاستقلال في كييف في وقت متاخر من الاثنين، وقالت ان قوى quot;الثورة البرتقاليةquot; يمكن ان تتحد وتفوز في الانتخابات.

واضعفت الاصلاحات الدستورية التي جرى تطبيقها العام الماضي بعد quot;الثورة البرتقاليةquot; سلطات الرئيس وعززت اعضاء البرلمان مما ادى الى تفاقم الازمة بين الرئيس والبرلمان. ويسيطر التحالف الموالي لروسيا حاليا على 250 من مقاعد البرلمان البالغة 450 مقعدا. واتهم يوتشينكو حكومة يانوكوفيتش بانتهاك القوانين الدستورية بمحاولته اقناع اعضاء من البرلمان بتغيير تاييدهم.