وسط سباق تسلح محموم
إسرائيل وإيران عين على الزناد وأخرى على الدبلوماسية

خلف خلف من رام الله: منذ انتهاء حرب لبنان الثانية والصناعات العسكرية الإسرائيلية تطور في أسلحة تكتيكه وذكية، ولا يمر أسبوع دون أن تعلن هذه الصناعات عن تطوير صاروخ جديد أو طائرة تجسس جديدة تعمل بالطاقة الشمسية. كما تجري تجارب لا أحد يعرف ماهيتها في مناطق عدة، بحيث تبث وسائل الإعلام الإسرائيلية بين الفينة والأخرى تحذيرات للسكان تطلب منهم عدم الارتعاب والخوف في حال سمعوا أصوات تفجيرات تدّوي في مواقع يتم تحديدها، وهو ما يطرح تساؤلا كبيراً حول الهدف من وراء هذه الموجة من الاستعدادات الحربية. فتل أبيب اعتادت دائماً على إخفاء أي تطور تجريه على أسلحتها ضمن مبدأ quot;الغموضquot; الذي تتبعه مع سلاحها النووي كذلك.

العديد من المراقبين يرون أن هذا الاستعداد الحربي يأتي في سياق سباق التسلح مع طهران التي تعمل من جانبها أيضا على تطوير أسلحتها تخوفاً من مواجهة عسكرية مع واشنطن وتل أبيب، ولكن لا يقف الأمر عند حد السباق العسكري، بل يشمل أيضا المعركة الدبلوماسية بحيث تواصلا - تل أبيب وطهران- اتصالاتهما واجتماعاتهما مع العديد من الدول في محاولة لكسب ود هذه الدول واتقاء دخول هذه الدول في محور تعتبراه معادي.

وقد اجتمع اليوم الأربعاء رئيس الوزراء أيهود اولمرت في القدس برئيس مجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف، وحسبما أفادت المصادر الإسرائيلية فأن نووي إيران كان في مركز المحادثات بين الجانبين، كما تناول الحديث مسألة جنود إسرائيل المخطوفين. وكانت ميري آيزِن المتحدثة باسم رئيس الحكومة الإسرائيلي إيهود أولمرت قالت في وقت سابق إن روسيا وعدت إسرائيل بأن تشدد رقابتها على الأسلحة التي تصدرها إلى دول quot;بهدف منع انتقالها إلى منظمات إرهابيةquot; في إشارة مباشرة لسوريا وحزب الله. وأشارت المتحدثة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا قد ناقشوا هذا الموضوع مع وزير الخارجية الروسي لافروف أثناء زيارته لإسرائيل مؤخرا.

وتعتبر إسرائيل طهران الخطر الاستراتيجي الأكبر عليها، وعرضت في وقت سابق عدة سيناريوهات حول إمكانية توجيه تل أبيب ضربة عسكرية لطهران، وتوقع خبراء إسرائيليون بأن ترد طهران في حال تعرضها لهجوم إسرائيلي بصورايخ بالستية تستهدف منشآت استراتيجية في إسرائيل وضمنها المفاعل النووي في ديمونا ومقر هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي -ووزارة الدفاع- في تل أبيب.

وشكك خبراء عسكريون في قدرة إسرائيل على مهاجمة طهران بواسطة قصف جوي يدمر المنشآت النووية، كما حصل مع الفرن العراقي عام 1981. ويشترط الخبراء ثلاثة أمور لتحقيق ضربة ناجحة لنووي إيران، وهذه الشروط أولها: توفير معلومات استخبارية دقيقة حول الأهداف المنوي قصفها، وثانياً: إيجاد قنابل عملاقة قادرة على تدمير المواقع بشكل كامل وبخاصة أن بعضها مخفي تحت باطن الأرض، أما الشروط الثالث لإنجاح هذا السيناريو فهو الحصول على ضوء أخضر أميركي.

ويلحظ المتابع للصحافة العبرية حجم التحليلات والأهمية التي توليها تل أبيب للتهديد الإيراني، كما أن إسرائيل لا تخفي استعدادها وتحضيرها لحرب مستقبلية، فقد طلبت قيادة جيشها لهذا العام ميزانية هي الأكبر في تاريخ الدولة العبرية منذ تأسيسها عام 1948، وتراوحت الزيادة بين 6 إلى 6ر7 مليار دولار، علاوة على ميزانية الوزارة السنوية البالغة 2ر10 مليار دولار، يضاف إليها 2ر2 مليار دولار مساعدات عسكرية سنوية من الولايات المتحدة.

وكانت تل أبيب أبرمت في شهر تموز/ يوليو الماضي صفقة مع شركة ألمانية، لشراء غواصتين، من نوع quot;دولفينquot; طراز quot;يو 212quot;، من إنتاج شركة quot;هفالدتسفيركي- دوتش فيرت آي جيquot;، وتم تجهيزهما بنظام دفع يتيح لهما البقاء تحت المياه لفترة أطول مقارنة مع الغواصات التي تملكها إسرائيل، وبلغت قيمة الغواصتين 27ر1 مليار دولار، وتولت المانيا تمويل ثلث المبلغ، وهذه تعتبر صفقة من ضمن عدة صفقات عقدتها إسرائيل مع عدة دول خلال الأشهر الماضية، وتنسب بمعظمها لتخوفات إسرائيلية من مواجهة محتملة مع طهران.

ويشار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت كان قال في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية يوم 28//20071 إنه quot;بالإضافة إلى ما تقوم به إسرائيل لتتأكد من قدراتها على مواجهة التهديدات المتربصة بهاquot; فإنها quot;لن تسمح للعالم بأن يتجنب المواجهة مع دولة (إيران) تدعو إلى إبادة إسرائيل بشكل يذكرنا بأشد أيام الإنسانية حلكة خلال القرن الماضيquot;، على حد قوله.