لندن: جاء في تقرير اصدره رئيس اللجنة التي تحقق في مقتل عدد من المدنيين العراقيين في بلدة حديثة في محافظة الانبار عام 2005 على ايدي جنود من مشاة البحرية الامريكية ان قيادة هذا الصنف كرست مناخا يقلل من قيمة ارواح المواطنين العراقيين. وجاء في التقرير الذي صدر في العام الماضي ولم يرفع عنه طابع السرية حتى اليوم ان الجيش الامريكي تجاهل العديد من العلامات التي تشير الى حصول اساءات خطيرة من جانب العسكريين الامريكيين بحق المدنيين العراقيين.
وكانت وحدة من مشاة البحرية متعللة بتعرضها لنيران قناص قد قتلت 24 رجلا وامرأة وطفل في بلدة حديثة الواقعة في الفرات الاعلى. ولايزال التحقيق في الحادثة مستمرا. يذكر ان التحقيق في حادث حديثة هو احد عدة تحقيقات مماثلة يجريها الجيش الامريكي في حوادث قتل فيها جنود امريكيون مواطنين مدنيين عراقيين.
ويعد التقرير الذي حرره الجنرال الدون بارجويل ادانة لتصرفات سلسلة المراجع في الوحدة التي ينتمي اليها الجنود المتهمون بارتكاب مذبحة حديثة برمتها من الجنرال آمر الوحدة فما دون. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الجنرال بارجويل قوله: quot;سلسلة المراجع بكل مستوياتها تميل الى النظر الى الخسائر في صفوف المدنيين العراقيين - حتى لو كانت خسائر جسيمة - باعتبارها مسألة روتينية ونتيجة حتمية للتكتيكات التي يتبعها البمسلحون العراقيون.quot;
وقال الجنرال بارجويل إن الافادات التي ادلى بها الجنود المتورطون في مذبحة حديثة توحي بأن جنود مشاة البحرية يؤمنون بأن quot;ارواح المدنيين العراقيين لا توازي ارواح الامريكيين في الاهمية. فموت المدنيين العراقيين يعتبر ثمنا لاداء الواجب المكلف الجنود بادائه.quot;
وكان البيان الاولي الذي اصدره الجيش الامريكي حول ما وقع في حديثة في التاسع عشر من شهر نوفمبر تشرين الثاني 2005 قد تحدث عن مقتل جندي امريكي واحد و15 مدنيا عراقيا جراء انفجار عبوة ناسفة. ومضى البيان الى القول إن 8 مسلحين قتلوا بعدئذ نتيجة معركة نشبت بينهم وبين القوات الامريكية.
ولكن شريطا مرئيا سجله صحفي عراقي كشف النقاب عن ان رجالا ونساءا واطفالا قتلوا رميا بالرصاص وهم داخل دورهم. ونقل الصحفي عن سكان المنطقة قولهم إن جنود مشاة البحرية بدأوا باطلاق النار بشكل عشوائي لا على التعيين.
قرر الجيش الاميركي إذ ذاك التحقيق في الحادث، واستنتج ان 24 مدنيا عراقيا قتلوا ولم يكن موتهم نتيجة انفجار عبوة ناسفة كما قال البيان العسكري الاولي. وقد ادين بالفعل ثلاثة من الجنود المتورطين في الحادث بالقتل غير العمد، بينما ادين اربعة بمحاولة التستر على الحادث.
ونقلت الواشنطن بوست عن الجنرال بارجويل قوله إن ضباط الوحدة حاولوا حماية انفسهم وجنودهم عن طريق تعمد تجاهل الخسائر المدنية. ونقلت الصحيفة عن رئيس لجنة التحقيق قوله إنه في الوقت الذي لم يتسن التحقق من وجود محاولة مدبرة للتمويه، فإن الضباط الامريكيين لم يبدوا حماسة للتحقيق في التقارير القائلة بحصول مذبحة في حديثة.
ولم يتطرق التقرير الذي صدر في شهر يونيو حزيران من العام الماضي الى ما وقع فعلا في حديثة - وهو امر من اختصاص تحقيق جنائي منفصل - بل ركز جهوده على تصرف الهيكل القيادي للوحدة التي ينتمي اليها الجنود والاسلوب الذي تعامل به القادة مع التحقيق في الحادث. هذا ولم يقرر القضاء العسكري الاميركي بعد ما اذا كانت هناك من الادلة ضد الجنود السبعة المتهمين ما تكفي لاحالتهم الى محكمة عسكرية.
التعليقات