موسكو: أعربت روسيا في إطار مشاورات خبراء روسيا والإتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان في برلين عن احتجاجها على قيام السلطات الاستونية بتفكيك تمثال quot;الجندي المحررquot; في وسط تالين. وذكرت دائرة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية أن الجانب الروسي لفت انتباه ممثلي الاتحاد الأوروبي إلى أن ما يحدث في العاصمة الاستونية تالين يشكل الحلقة الأخيرة في سلسلة الممارسات السياسية لاستونيا (ولاتفيا أيضًا) في السنوات الأخيرة، والتي ترمي إلى تحويل النازيين وأعوانهم إلى أبطال، وإعادة النظر في نتائج الحرب العالمية الثانية.
وأعرب الجانب الروسي عن أسفه لصمت الاتحاد الأوروبي على السياسة المنافية للمعايير الأخلاقية والتفكير السليم التي تنتهجها كل من ريغا وتالين على الرغم من أن روسيا قد تقدمت أكثر من مرة إلى الهيئات التابعة للاتحاد الأوروبي داعية إياها للنظر في هذه المسائل. وأكد أن تلك السياسة تجرح مشاعر المواطنين الروس وجميع من يقف ضد الفاشية والتطرف.
ويذكر أن السلطات الاستونية قامت وبدون مراعاة لرأي ومشاعر الكثير من سكان استونيا وبلدان رابطة الدول المستقلة والدول الأوروبية التي عانت من النازية وويلات الحرب العالمية الثانية بتفكيك نصب quot;الجندي المحررquot; (الجنود السوفيت الذين حرروا استونيا من النازية في الحرب العالمية الثانية) في ليلة السابع والعشرين من شهر أبريل الماضي.
وقد أثارت هذه الخطوة استياءً كبيرًا لدى سكان العاصمة تالين، مما أدى إلى خروج مظاهرات احتجاج شارك فيها المئات، اعتقلت الشرطة 500 شخص منهم.
وأكدت منظمة quot;الخفر الليليquot; الاجتماعية أن الشرطة الاستونية ضربت الأشخاص الذين اعتقلتهم ليلة السبت بسبب مشاركتهم في تظاهرات الاحتجاج.
ولم تتأخر ردة فعل موسكو على تصرفات السلطات الاستونية طويلاً، حيث طالب مجلس الدوما الروسي (مجلس النواب) في بيان أصدره في السابع والعشرين من شهر نيسان (أبريل) الماضي الحكومة باتخاذ إجراءات تجارية اقتصادية، وخاصة في مجالات النقل والطاقة والمعاملات المالية، وتدابير أخرى ذات طابع سياسي تصل إلى حد قطع العلاقات الدبلوماسية مع استونيا.
أما مجلس الفيدرالية الروسي (مجلس الشيوخ) فقد اقترح على الرئيس فلاديمير بوتين في بيان أصدره بالإجماع قطع العلاقات الدبلوماسية مع استونيا بسبب اعتدائها على نصب الجندي المحرر.
ودعا عمدة موسكو يوري لوجكوف مؤسسات الدولة والبلديات في روسيا إلى وقف كافة العلاقات المالية والاقتصادية مع استونيا بسبب إزالة نصب quot;الجندي المحررquot; في تالين من موقعه.
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيره الاستوني أورماس بايت في الثالث من هذا الشهر السلطات الاستونية إلى عدم القيام بخطوات استفزازية بوسعها توتير الوضع أكثر.
واستدعت وزارة الخارجية الروسية في الثالث من هذا الشهر سفراء ألمانيا والبرتغال والمفوضية الأوروبية. وأعرب الجانب الروسي للسفراء عن الاستغراب من عدم صدور تقييم مبدئي من جانب الاتحاد الأوروبي لإجراءات استونيا المتعلقة برفع نصب quot;الجندي المحررquot; من مكانه وكذلك استخدام السلطات الاستونية القوة بشكل مفرط ضد المتظاهرين.
التعليقات