أسامة مهدي من لندن: قالت مصادر في حركة المقاومة الشعبية الإيرانية quot;جنداللهquot; بقيادة عبد الملك بلوش زهي، والتي تتخذ من إقليم بلوشستان في شرق إيران مقرًا لها وتشن منذ ثلاث سنوات هجمات مسلحة ضد السلطات الإيرانية في الإقليم الذي تسكنهغالبية من قومية البلوش السنة، إن الحكومة الإيرانية بدأت بفتح باب التفاوض والحوار مع الحركة بوساطةً شيوخ عشائر وعلماء دين من أهل السنة يحظون بثقة الحركة ويتمتعون بعلاقات حسنة مع السلطات الإيرانية في الإقليم في وقت سقطت طائرة إيرانية طراز ألف 5 في اقليم الاهواز الجنوبي الغربي اليوم .

وأبلغت المصادر quot;إيلافquot; اليوم أن هذا التفاوض بدأ بعد العمليات الأخيرة التي نفذتها الحركة في مدينة زاهدان في يوم الجمعة السادس عشر من شباط فبراير (الماضي)، والتي سقط فيها اكثر من عنصر من عناصر الحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى عملية اخرى نفذتها الحركة في منطقة جابهار الساحلية في الإقليم وأسفرت عن مقتل وجرح أكثر من عشرة عناصر في الشرطة الإيرانية .

وأشارت الى أن حركة جندالله التي كانت منذ بداية عملها قد أكدت على مبدأ الحوار بدل اللجوء إلى العنف لحل الخلافات مع الحكومة، قد قبلت بدعوة السلطاتالإيرانية إلى فتح هذا التفاوض، طارحة شروطها التي ترى أنها الأساس لحل القضية وإنهاء العنف المتواصل في إقليم بلوشستان.

وأوضحت مصادر الحركة أن حكومة الرئيس السابق محمد خاتمي كانت قد فتحت بابًا للتفاوض والحوار مع جندالله، إلا أن هذا الحوار توقف مع مجيء حكومة الرئيس احمدي نجاد التي أغلقت جميع الأبواب ضاربة بعرض الحائط جميع المطالب التي عرضها الشعب البلوشي وحركة جندالله على الحكومة السابقة ومنفذة حملة إعتقالات وإعدامات واسعة في صفوف المعارضين من أبناء الشعب البلوشي على أمل ان تتمكن من خلال هذه الممارسات القمعية اسكات صوت المعترضين، والقضاء على الحركة التي أصبحت كابوسا لطهران بعد الضربات العسكرية الموجعة التي وجهتها إلى الأجهزة الأمنية والعسكرية في إقليم بلوشستان وهذه الضربات التي أرغمت على مايبدو حكومة احمدي نجاد على اللجوء الى وجهاء البلوش للقيام بإقناع قيادة جندالله قبول فكرة التفاوض عارضة عليها جملة من الوعود كمقدمة لحسن النوايا . وقالت ان من بين هذه الوعود : عزل محافظ بلوشستان الحالي quot;حبيب الله دهمردهquot; وهو شيعي من أصول فارسية وتنصيب بلوشي سني محله وعزل جميع مسؤولي الدوار الحكومية من غير أبناء الإقليم وضمان حرية التعبير وذلك مقابل قيام الحركة بوقف هجماتها المسلحة والجلوس على طاولة المفاوضات مع الحكومة .

وردا على هذا العرض فقد اشترطت الحركة قبول المفاوضات على ان تجري بصورة علنية ومتكافئة، وبحضور ممثلين للأمم المتحدة ودول الجوار، وأن تشمل المفاوضات المطالب التي تعرضها والتي في حال قبلت بها الحكومة الإيرانية، فإن الحركة سوف تتخلى عن كفاحها المسلح... وهذه المطالب هي ما يلي:

أولاً : إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين البلوش من دون قيد أو شرط .
ثانيًا: السماح لشعب البلوشي بتشكيل الحركات والأحزاب السياسية وإنشائها.
ثالثًا: توزيع جميع المناصب والمراكز بشكل عادل بين سكان إقليم بلوشستان، وبما أن أغلب السكان هم من القومية البلوشية، فإن المناصب المهمة من قبيل منصب المحافظ وحكام المدن وقيادة الأجهزة الأمنية يجب أن تكون من حصة السكان البلوش .
رابعًا : خروج جميع قوى الضغط من الإقليم كقوات الحرس الثوري وإخلاء قاعدة مرصاد وسائر القواعد العسكرية التابعة للحرس التي أنشئت لمواجهة الحركات السياسية في الإقليم، ما عدا قوات الأجهزة الأمنية والشرطة التي تقع إدارتها بيد سكان الإقليم من البلوش .
خامسًا: السماح غير المشروط لعودة لجميع المنفيين واللاجئين البلوش .
وبحسب المصادر المطلعة، فإن الحكومة الإيرانية وافقت على مناقشة جميع هذا المطالب ما عدا علنية المفاوضات التي رفضتها. وأصرت على أن تكون سرية وتختصر على الجانبين فقط، غير أن حركة جندالله أصرت من جانبها على علانية المفاوضات وضرورة حضور ممثلين للأمم المتحدة ودول الجوار . واشارت المصادر الى ان هذا التباين في المواقف قد تسبب لحد الآن في عدم بدأ المفاوضات التي أعلنت الحركة وقفا لاطلاق النار من جانب واحد لمدة شهرين، تعبيرًا عن حسن نواياها لإنجاحها، مؤكدة على أنها سوف تعاود ممارسة عملياتها إذا لم تلبِ الحكومة الإيرانية المطالب التي عرضتها .

ومن جهة أخرى، قالت وكالة أخبار الأحواز إن شهود عيان قالوا أن طائرة حربية إيرانية سقطت صباح هذا اليوم الأربعاء في شمالي الأحواز، وإن قوات من الشرطة والحرس الثوري قامت على الفور بتطويق المنطقة ومنعت الأهالي والصحافيين من الوصول إلى موقع الحادث .
وقد اعترف quot;على اصغر وحيديquot; القائم بأعمال حاكم الأحواز بعد ظهر هذا اليوم، بسقوط الطائرة الحربية وهي من نوع أف 5 أميركية الصنع في أطراف مدينة اندميشك ( الصالحية ) شمال الأحواز ومقتل قائدها على الفور، قائلاً إنها سقطت بعد إقلاعها من قاعدة دزفول الجوية من دون أن يعلن عن أسباب سقوط هذه المقاتلة .
يذكر أن لدى القوات الإيرانية قاعدتين جويتين في الاحواز، هما القاعدة الجوية الرابعة في دزفول والتي كانت تعرف باسم قاعدة quot;وحدتيquot; والثانية القاعدة الجوية الخامسة وتقع في الجنوب الشرقي من مدينة الأحواز على طريق مدينة العميدية.