طهران- واشنطن: أكد مسؤولون إيرانيون وسويديون في طهران، أن السلطات الإيرانية أطلقت سراح مواطنين سويديين، كانا قد أدينا بالسجن لمدة عامين، لإتهامهما بالتجسس، بعد ضبطهما يقومان بتصوير مواقع عسكرية إيرانية، فيما حثت الولايات المتحدة إيران على تقديم معلومات حول عميل أف بي اي السابق المفقود منذ أكثر من شهر في جنوب البلاد.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أن المواطنين السويديين، وهما استيفان سوهانسون وياري هيور تمار، قد صدر قرار العفو عنهما قبل إنتهاء فترة إدانتهما، إستجابة لمناشدة أسرتيهما ولطلب دبلوماسيين سويديين.

وكانت السلطات الإيرانية قد ألقت القبض على المواطنين السويديين فيآذار (مارس)من العام 2004، بتهمة القيام بنشاطات غير قانونية، حيث تم تقديمهما للمحاكمة في مدينة بندر عباس جنوبي إيران، وقضت المحكمة بحبسهما لمدة عامين.

إلى ذلك، أكد نائب رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان السويدي، أوربان آهلين، نبأ إطلاق سراح المواطنين السويديين، قائلاً إن هذه الخطوة الإنسانية، من جانب طهران، تعزز رغبة البرلمان السويدي في تطوير علاقات التعاون مع مجلس الشورى الإسلامي الإيراني.

وجاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده البرلماني السويدي الإثنين، مع العضو بلجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي، إلهام أمين زاده، وفقًا لما نقلت وكالة quot;إرناquot; الإيرانية للأنباء.

وقالت مصادر إيرانية إن إطلاق سراح المواطنين السويديين تم بحضور كل من المدير العام لشؤون أوروبا المركزية والشمالية بوزارة الخارجية الإيرانية، والمسؤول في البرلمان السويدي، إضافة إلى عدد من المسؤولين والمراسلين المحليين والأجانب.

وكان آهلين قد زار العاصمة الإيرانية ثلاث مرات خلال الأشهر الثمانية الماضية، في إطار المساعي الرامية إلى تطوير العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين، ومتابعة موضوع إطلاق سراح المواطنين السويديين.

من جانبها، وصفت أمين زاده إطلاق سراح المواطنين السويديين بأنه مؤشر للنية الحسنة والإجراء الإنساني للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدة حرص مجلس الشورى الإسلامي على تنميه العلاقات البرلمانية مع البرلمان السويدي. ويأتي قرار quot;العفوquot; عن المواطنين السويديين، بعد قرار مماثل أصدره الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في وقت سابق هذا الشهر، بإطلاق سراح 15 بحارًا بريطانيًا، كانت طهران قد إحتجزتهم لنحو أسبوعين، بعد أن وجهت اتهامات لهم بدخول المياه الإقليمية الإيرانية بصورة غير مشروعة.

واشنطن تحث طهران على تقديم معلومات حول عميل الـ quot;اف بي ايquot; المفقود في ايران

على صعيد آخر،أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك إلى سخط أميركي لعدم تقديم طهران معلومات حول روبرت ليفينسون، العميل السابق المتقاعد في الشرطة الفدرالية الذي اختفى خلال زيارة قام بها إلى جزيرة كيش الإيرانية. وقال ماكورماك: quot;بعثنا رسالة إلى الحكومة الإيرانية خلال عطلة الأسبوع بوساطة السويسريين نطلب فيها ردًا على ما تعرفه عن تنقلاتهquot;.

وتمثل السفارة السويسرية المصالح الأميركية في إيران، إذ إن العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة مقطوعة منذ 27 عامًا.وأضاف: quot;إنطلاقًا من معلومات حصلنا عليها، نعتقد أنه في إيران، وأيضا سنعود إلى الحكومة بعد مهلة نعتقد أنها كافية كي تقوم الحكومة الإيرانية بتحقيقquot;.

وردًا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت واشنطن قلقة حيال إحتمال إعتقال ليفينسون، أوضح ماكورماك أن الولايات المتحدة لا تملك معلومات صلبة أو ذات صدقية حول تنقلاته.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن الرجل إختفى أثناء زيارته جزيرة كيش الصغيرة قبالة الساحل الجنوبي من إيران، الذي أصبح منتجعًا كبيرًا ومنطقة تجارية حرة للسلع الإستهلاكية. وذكرت معلومات الإعلام أنه كان يقوم ببحث وثائقي.وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية قد نقلت مطلع نيسان (أبريل) عن مسؤول إيراني في جزيرة كيش، رفض الكشف عن هويته، قوله إنه لا يوجد أي أثر لدخول مواطن أميركي إلى جزيرة كيش.