اعتدال سلامه من برلين: ما حصل مطلع هذا الشهر في المؤتمر الاسلامي للحوار يطرح علامة استفهام حول الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الاتحادية لاختيار الشخصيات المدعوة اليه ويشير الى عدم وجود تنسيق بين المشاركين، اذ كان من بين الحاضرين للمؤتمر مصري معروف لدى دوائر الامن الالمانية بافكاره المتشددة، واكتشاف هذا الامر بعد ايام من انعقاد المؤتمر اغضب السياسيين الالمان الذين شاركوا فيه وكانوا من كل الاحزاب.

والشخص المقصود هنا هو المصري ابراهيم الزيات ويترأس تجمعا مقربا من الاخوان المسلمين في مصر وادرج منذ فترة طويلة على قائمة المنظمات التي يراقبها مكتب حماية الدستور. وحسب تصريح مسؤل في وزارة الداخلية في اقليم وستفاليا شمال الراين تربط هذا التجمع علاقة مع منظمات اسلامية عربية وتركية متشددة وجمعية اغاثة اسلامية تحوم حولها الشبهات لعلاقتها المباشرة بارهابيين.

وحسب تصنيف مكتب حماية الدستور فان quot;الزيات يترأس مجموعة للاخوان المسلمين وجدت ارضا خصبة في المانيا من اجل ممارسة انشطتها المشكوك فيهاquot;. واشار مصدر اعلامي الماني ان زعيم الاخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف عين بنفسه الزيات ليكون مسؤولا عن مجموعة المانيا، لكن الزيات نفى ذلك مؤكدا بان اقوال السيد عاكف المتعلقة به قد حرفت.

وصدر بحق الزيات في مصر حكم غياب ضده وضد 39 اخرين بتهمة تمويل منظمات تعمل ضد الدولة المصرية. لكن احدى المجلات الالمانية ذكرت بان مصر ليست دولة قانون وليس واضحا نوع التهمة التي وجهتها اليها الى الان.

وابراهيم الزيات شخصية معروفة في المانيا، اذ ادرج اسمه قبل سنوات ولفترة على لائحة خبراء شؤون اندماج الاجانب في المانيا لدى احدى المؤسسات الحكومية بعدها رفع من اللائحة نتيجة احتجاجات سياسية كثيرة. رغم ذلك ظهر في مؤتمر الاسلام الذي عقده وزير الداخلية فولفغانغ شويبليه بشكل غير متوقع حتى انه جلس في الصفوف الثانية خلف المدعويين الرئيسيين وتحدث مع عدد من السياسيين المشاركين.

واكدت وزارة الداخلية الاتحادية ان لا علم لها بحضور الزيات مع العلم ان توجيه الدعوات يتم عبرها وتتفحص كل شخصية تدعى من قبل المنظمات المشاركة وكلها معروفة لديها لكنها كما تبرير مسؤول فيها لم يُطرد من المؤتمر لياقة.

واتضح فيما بعد ان رئيس المجلس المركزي للمسلمين في المانيا يعقوب اكسل كولر هو الذي احضره معه الى المؤتمر وكان يتمنى منذ سنوات ان يشارك في اجتماعات كهذه، وذكر بان الزيات ساعده كثير في اعماله ببرلين. الا ان شخصيات المانية كثيرة تعتبره شخصا غير مرغوب بوجوده خاصة في مؤتمر لتشجيع الحوار بين المسلمين والحكومة الالمانية. وقال فولفغانغ بوسباخ خبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي المشارك في الحكم رجل مثل الزيات لا يمكن ان يكون شريكا لحوار يقام مع الحكومة الاتحادية فهو لا يساند المزيد من اندماج بل المزيد من التشدد الاسلامي. وتبنى كنعان كولات رئيس الجالية التركية في المانيا نفس الموقف ووصف حضوره بالغريب جدا. والزيات من وجهة نظر كولات شخص يدير منظمة اسلامية متشددة ولا مكان له في مؤتمر الحوار.