اعتدال سلامه من برلين: مع ان وزير الخارجية الالماني فرانك فلتر شتاينماير كان مسلحا بحجج قوية عندما سافر الاسبوع الماضي الى واشنطن تتعلق بخطورة بناء الولايات المتحدة درعا واقيا في اوروبا الشرقية الا ان لهجته تغيرت حاليا حيث يحذر من التقليل من شان حماية الاراضي الاميركية واوروبا.

ومن يقوم بمسح لاراء اعضاء الحكومة المشكلة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي البافاري والاشتراكيين يلاحظ التفاوت بينهم فيما يتعلق بهذا المشروع العسكري الاميركي الذي طرح اليوم للمناقشة في البرلمان الاتحادي بطلب من الحزبين الليبرالي واليساري.

وفي الوقت الذي اصبح يقول فيه شتانيماير ان للولايات المتحدة الاميركية الحق في الدفاع عن نفسها في كل مكان وحماية اراضيها من خطر الصواريخ المعادية وعلينا احترام ذلك ولم يعد ياتي على ذكر خطر زيادة التسلح بل يشير الى ان هذه القضية تحتاج لبعض المناقشات خاصة في اطار الناتو، لم تعد تبحث المستشارة انجيلا ماركل عن اتفاق داخل حلف شمال الاطلسي كما كانت تردد من قبل بل عليها ايجاد اتفاق في صف حكومتها، في نفس الوقت تحذر من الاستفراد من بناء هذا الدرع. وقالت اليوم من الواجب ان نراعي امرا مهما وهو الثقة المتبادلة بين الشركاء الاطلسيين والحديث معا في القضايا المهمة.

والوضع ليس افضل ضمن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي اليه الوزير شتاينماير لان رئيسه اي زعيم الحزب كورت بك الذي رافقه في رحلة الى واشنطن يعارض بشدة بناء الصواريخ الدفاعية الاميركية في بولندا وتشيكيا. الا ان عددا من السياسين فضلوا مساندة مقولة ان افضل مكان لمناقشة قضية الدرع الصاروخي هو مقر حلف شمال الاطلسي، وهذا ما روجت له ماركل خلال زيارتها الى بولندا الاسبوع الماضي وقبلت الحكومة البولندية مبدئيا به.

وحذر الحزب الليبرالي من ان يشق الدرع الصاروخي الاميركي الصف الاوروبي ، وقال ان نظام دفاعي كهذا يجب ان لا يجعل لاوروبا تاريخين، وحذر كما حزب اليسار من مخاطر التسارع على التسلح، فيما قالت زعيمة حزب الخضر كلوديا روت ان اوروبا ليست لا مستعمرة اميركية ولا مسرحا لتطلعاتها التسلحية.