في ختام زيارته التاريخية للإمارات:
نجاد كسر الجليد المحيط بقضية الجزر ولم يقدم حلا
ابوظبي ايلاف خاص: لم تستطع التصريحات الاماراتية و الايرانية الايجابية التي تناولت محادثات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مع نظيره الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان ، إخفاء الخلافات السياسية بين الجانبين في كثير من المسائل والتي حالت في ما يبدو دون صدور بيان مشترك عن نتائج الزيارة التاريخية التي كانت اول زيارة لزعيم ايراني للامارات منذ قيامها.أحمدي نجاد خلال لقائه السلطان قابوس في مسقط أمس
ومع ان المراقبين والدبلوماسيين الذين تابعوا الزيارة وما احيط به الرئيس نجاد من حفاوة طوال مدتها التي استغرقت يومين حافلين ، وجدوا ان الزيارة على الرغم من انها لم تسفر عن نتائج محددة في الموضوع الشائك المتعلق بخلاف الامارات مع ايران حول جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى ، الا انهم اعتبروا انها كسرت الجليد السياسي الذي احاط بهذه القضية والتي كانت سببا في تجنب القادة الايرانيين زيارة دولة الامارات حتى اثناء جولات سابقة لهم في المنطقة.
ويبدو ان المسؤولين الاماراتيين والايرانيين كانوا حذرين في تصريحاتهم حول الزيارة للابقاء على قوة الزخم التي مثلتها سواء على صعيد العلاقة الثنائية او على صعيد البعدين الاقليمي والدولي لها. فالشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة حرص خلال اشارة ضمنية لخلاف بلاده مع ايران بخصوص الجزر على وضع هذه الاشارة في اطار عام يسمح بالابقاء على خيوط الحوار السياسي مع ايران قائمة. فقد قال عقب جلسة محادثاته مع نجاد ان دولة الامارات حريصة على تحقيق الاستقرار والامن والسلام العادل ( وإزالة مسببات التوتر في الشرق الاوسط وخاصة في الخليج دون ان يسمي ايا من هذه المسببات ).
اما الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الامارات فقد اكد هو الآخر على المعنى ذاته بلغة بروتوكولية لا تضر بالعلاقات الاقتصادية المتطورة بين بلاده وايران حيث يتعدى التبادل التجاري السنوي 10مليارات دولار حيث قال ( ان الحوار السياسي والثقافي هما عنصران مهمان في تحقيق السلام والتعايش السلمي بين شعوب المنطقة.
ورغم ان تصريحات الرئيس نجاد لم تظهر المرونة المتوقعة ازاء قضية الجزر الا انه حرص في مؤتمره الصحافي على إضفاء طابع ايجابي على الزيارة حيث تجنب الاجابة على عدة اسئلة طرحت عليه بصيغ مختلفة حول الجزر محاولا التقليل من اهمية هذه القضية والتركيز على قضايا التعاون الاقتصادي الثنائي وقضايا الامن الاقليمي . و مع انه لم يؤكد أو ينفي وجود عرض ايراني لبحث تفعيل اتفاقية ادارة جزيرة ابوموسى الموقعة مع حاكم امارة الشارقة قبل قيام الاتحاد والتي آلت المسؤولية القانونية لها للدولة الاتحادية فإنه وصف ما يطرح في هذا الصدد بالتكهنات وطروحات القيل والقال التي ( لايعول عليها المسؤولون في البلدين ).
وقال نجاد (ان اعداء المنطقة لايريدون لمنطقتنا ان تعيش بسلام قائلا ان منطقتنا لم تكن مختلة امنيا قبل حضورهم ؟) واضاف ان المشاكل التي تعيشها المنطقة سببها تدخل وحضور القوى الاجنبية وان الهدوء والتهدئة يتحققان عند جلاء القوات الاجنبية عن المنطقة مشيرا الى ان شعوب المنطقة قادرة بالتعاون في ما بينها على ازالة العقبات والمشاكل وتحقيق ما وصفه بالامن المستدام ) ووصف نجاد محادثاته مع نظيره الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان بأنها جيدة جدا وانها اظهرت كما قال وجهات نظر مشتركة في مجال العلاقات الثنائية والتعاون الاقليمي . كما اظهرت تصميم الجانبين على التواصل المستمر . وذكر انه تم التطرق الى عدد من قضايا التعاون الثنائي المتصلة بالتجارة والطاقة والاستثمارات والسياحة والشؤون الثقافية .
وقال انه تم التطرق الى موضوع تعزيز الامن الاقليمي ودعم الشعب العراقي من أجل الحفاظ على استقلاله ووحدته وتآلفه . ووصف التبادل التجاري بين بلاده والامارات بأنه جيد جدا لكنه قال علينا ان نبذل جهدا اضافيا لتوسيع رقعة التعاون ليشمل كافة المجالات مؤكدا وجود ارادة قوية لتعزيز العلاقات بين الجانبين ودفعها الى الامام .
واستخف نجاد بما وصفه بالتهديدات الاميركية التي اطلقها نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في جولته العربية الاخيرة وقال متجنبا الاشارة الى تشيني بالاسم ( ان الجهة التي ذكرت في السؤال لاتستطيع توجيه ضربة لايران وان الايرانيين في كل الاحوال قادرون على الدفاع عن انفسهم ولا يحتاجون في هذا الى دعم من الآخرين . وقال ان ايران بلد مقتدر وصديق لبلدان المنطقة مضيفا ان من يوجهون التهديدات لايعيرون أي اهتمام لشعوب المنطقة كما انهم لايريدون ان يروا هذا الواقع .
واضاف قلنا مرارا وتكرارا ان برنامج ايران النووي هو برنامج سلمي مدني (ونعتقد ان الظروف تساعدنا على مواصلة الطريق حتى النهاية وليس هناك حاجة لتغيير سياستنا في هذا المجال ومن الافضل للاخرين بدل ان يكشروا انيابهم ويعرقلوا طريق الشعوب في المنطقة ان يغيروا سياساتهم )
وحول الحوار المقبل بين الولايات المتحدة وايران وعما اذا كان سيتطرق الى امور اخرى غير العراق قال نجاد ان هذا الحوار كما قلنا سابقا هو مخصص لبحث القضايا الامنية مشيرا الى ان واشنطن هي التي طلبت التحدث الى ايران وان بلاده قبلت ذلك من أجل دعم الشعب العراقي . وقال انه لم يتم الى الآن تحديد زمان ومكان الحوار لكنه قال ان من المحتمل ان يعقد في بغداد.
وأعاد الرئيس الايراني طرح قضية توقيع اتفاقيات دفاعية مع دول المنطقة كسبيل لتحقيق الامن الاقليمي وقال في هذا الصدد ان شعوب المنطقة قادرة على تأمين امن المنطقة دون حاجة إلى حضور الاجنبي مشيرا الى ان القوى الخارجية تريد تأمين تكاليف حضور قواتها من شعوب المنطقة. واعرب نجاد عن ثقته بأن الاجانب سيغادرون المنطقة في نهاية المطاف وان من سيبقى هم شعوب المنطقة التي عليها ان تتعايش وتتعاون لتطوير المنطقة.
التعليقات