إيرانيون وفرنسيون يتحدثون عن صفقة بين باريس وطهران
عواصم: اعربت مفوضة الاتحاد الاوروبي لشؤون العلاقات الخارجية بينتا والدنر عن قلق الاتحاد البالغ من التصريح الاخير للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد حول بدء بلاده انتاج الوقود النووي على مستوى صناعي مذكرة طهران بان باب المفاوضات لا يزال مفتوحا. وقالت المفوضة بعد اجتماعها الى السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون quot;نحن قلقون للغاية حول هذا الامر وهو غير مفيد على الاطلاق في هذه المرحلةquot;. واضافت ان quot;من المهم للغاية ان يتفهم الايرانيون ان عليهم القيام باجراءات لبناء الثقة من خلال التوقف عن انشطة تخصيب اليورانيوم والدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدةquot;.

واكدت ان الاتحاد الاوروبي quot;بامكانه تقديم الكثير لايران التي تحتاج لوظائف للاعداد الضخمة من شبابها كما يمكننا منحهم المزيد من الناحية الاقتصادية لكن عليهم التفاوض اولاquot;. وقالت ان المجتمع الدولي يتبع مقاربة مزدوجة حيال ايران فمن جانب يقوم بتطبيق قراري مجلس الامن 1737 و 1747 بفرض عقوبات على طهران ومن جانب آخر يترك الباب مفتوحا امام استئناف الحوار معها quot;ونحن نقول لهم اننا مستعدون للتفاوض وقد تركنا الباب مفتوحا لكننا نرجوكم..استخدموه واعبروا من خلالهquot;.

طهران تدعو و اشنطن الى اتباع اساليب منطقية

في المقابل، دعت ايران الادارة الاميركية الى اتباع ما اسمته اساليب منطقية وواقعية واحترام مطالب وتطلعات الشعب الايراني في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية المشروعة. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد حسيني اليوم ردا على تصريحات مساعد وزيرة الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنيز ان quot;اتباع المسؤولين الامريكيين الاساليب المنطقية والواقعية الى جانب احترام مطالب الشعب الايراني في ضمان حقوقه النووية المشروعة بامكانهما تحقيق هذه المطالب واعطاء فرصة مناسبة لازالة الغموض المحتمل وعدم الانحراف في اطار معاهدة حظر الانتشار النوويquot;.

واعتبر ان اطلاق تصريحات ومواقف quot;غير واقعية ودعائيةquot; من جانب المسؤولين الامريكيين بهدف حرف انظار الرأي العام العالمي quot;لا علاقة لها اطلاقا بتوجهات ايران القانونية في اطار معاهدة الحد من الانتشار النوويquot;. وقال حسيني ان quot;التطور العلمي الذي تحقق على يد العلماء الايرانيين الشبان نابع من ارادة ورغبة كافة شرائح المجتمع الايراني لتحقيق التنمية والتطور والازدهار لذا فان مثل هذه التصريحات غير المنطقية سيكون مصيرها الفشل امام هذا المطلب العام والاجماع الوطني الداخليquot;.

وكان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنز قد صرح لهيئة الاذاعة البريطانيةامس انه quot;من الضروري اعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية من اجل تسوية الازمة مع ايران بسبب برنامجها النوويquot; مستبعدا في الوقت نفسه وقوع نزاع عسكري معها باعتبار ذلك امرا غير مرغوب فيه.

لاخطط اميركيةلضرب ايران

في الاطار ذاته، اكد نائب مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى السفير جيمس جيفري امسان الوسائل الدبلوماسية يظل لها الاولوية في حل الخلاف حول برنامج ايران النووي مؤكدا عدم وجود خطط حالية لضرب ايران. جاء ذلك في حديث ادلى به جيفري للصحافيين في الكويت من واشنطن عبر مؤتمر عن بعد بتقنية الفيديو الرقمي اقامته السفارة الاميركية لدى دولة الكويت قال فيه quot;كما في كل حالات الانخراط الامريكي الاخرى نستجيب بالقوة عندما نواجه القوة وهذا ليس خيارنا الاول لكنه يظل مطروحا على الطاولةquot;.

واضاف قائلا ان الاستراتيجية الامريكية تجاه ايران لم تتغير quot;والاولوية لحل الخلاف دبلوماسيا عبر مجلس الامن الدولي ومع اصدقائنا وحلفائنا بما فيهم الكويت للعمل معا لتامين السلام والاستقرار في الخليج وفي الشرق الادنى عموماquot;. واوضح اهمية العمل الجماعي من خلال القرارات التي اصدرها مجلس الامن quot;والاكثر اهمية اننا نؤمن بأن لدينا الوقت اللازم لممارسة سياسة العصا والجزرة من خلال عرض الحوار في نفس الوقت الذي نشدد فيه العقوبات على طهران قبل ان يصبح لديها اسلحة نوويةquot;.

وردا على سؤال حول النقطة التي ستلجأ عندها الولايات المتحدة للقوة العسكرية ضد ايران قال السفير جيفري quot;من الصعب للغاية توقع الموقف المستقبلي لكن كقاعدة عامة في الانخراطات العسكرية الامريكية السابقة من المرجح حدوث ذلك عندما نواجه تحديا عسكريا مباشرا او عدوانا ضد احد اعضاء الامم المتحدة تحت ظروف معينةquot;. لكنه اردف قائلا ان هذه القاعدة ليست محصورة على ايران quot;ونؤمن باننا نحقق تقدما على المسار الدبلوماسي كما نؤمن بان لدينا الوقت لانجاح هذا المسارquot;.

ونفى الدبلوماسي الامريكي التقارير التي تتحدث عن عزم الولايات المتحدة شن هجوم عسكري على ايران اواخر ابريل الجاري مشيرا الى ان تعزيز القوات الامريكية في المنطقة يستهدف دعم العمليات في العراق ..لكن مع دولة مثل ايران تقوم باعمال تلفت الانظار اليها كما حدث في مسألة البحارة البريطانيين علينا ان نكون مستعدين ومجهزينquot;. واوضح ان سياسة بلاده تقوم على استخدام كافة الوسائل المتاحة لضمان عدم حيازة ايران أسلحة نووية quot;لان هذا سيكون عاملا لزعزعة استقرار الخليج والسوق البترولي الدولي وامن الشرق الاوسط برمته ومن المهم ان تقوم دول المنطقة والمجتمع الدولي بالتاكيد لايران ان طموحاتها النووية غير شرعية وانها ستواجه باعمال دبلوماسية وسياسية واقتصاديةquot;.

وردا على سؤال آخر حول ما اذا كانت الولايات المتحدة تجري محادثات مع دول المنطقة حول ضربة عسكرية محتملة لايران وتاثيرات ذلك على المنطقة قال جيفري انه quot;بسبب عدم وجود خطط لضرب ايران فان موضوع العمل العسكري لم تتم مناقشته واذا حدثت اي حالة طارئة في اي مكان في الخليج فستتشاور الولايات المتحدة مع الاصدقاء والحلفاء في المنطقة للخروج بعمل جماعي وهذا هو النموذج الذي سنطبقه على اي نزاع مستقبلي يتعلق باي دولة عدوانيةquot; حسب تعبيره.

واوضح ان المباحثات الامريكية مع دول المنطقة quot;عمومية في طبيعتها واجتماعاتنا معهم ليست مجالس حرب للتخطيط لاي عمليات عسكرية لاننا لا نملك حاليا اي خطط عسكرية حتى نناقشهاquot;.
ويترأس السفير جيفري فريقا مختصا بايران في مكتب شؤون الشرق الادنى في الخارجية الامريكية وهو سفير امريكي اسبق لدى الكويت