فندق فلسطيني يستضيف لاجئين من سديروت

القوات الاسرائيلية تعتقل ثمانية فلسطينيين

إسرائيل تصعد غاراتها الجوية على الفلسطينيين

حماس تهدد بحرب مفتوحة واسرائيل تواصل غاراتها على غزة

اسرائيل تهدد باستهداف هنية ومشعل

أسامة العيسة من القدس : لم يكن سكان مدينة سديروت، يحتاجون إلى سقوط ضحية منهم، ليؤكدوا مدى ما يعتبرونه خطرًا يواجههم باستمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية، محلية الصنع، على مدينتهم. فمنذ تجدد القصف الفلسطيني للبلدة والنقب الغربي، تحولت المدينة، إلى مدينة أشباح، هجرها سكانها، ولم يستجب حتى موظفو بلديتها، لمناشدات رئيسهم بالبقاء فيها، فغادروا مع عائلاتهم.

ولكن مقتل شيرئيل فيلدمان (32عامًا) ، أمس بسقوط صاروخ على سيارتها، أثناء خروجها للتسوق، وأمام كاميرات التلفزة الإسرائيلية التي تنقل في بث مباشر ما يجري في سديروت، عزز مطالبتهم لحكومتهم باتخاذ إجراءات لوقف سقوط الصواريخ الفلسطينية.
ولدى سقوط الصاروخ، وظهور فيلدمان ممدة في حالة خطرة، قطعت المحطات الإسرائيلية البث، كي لا تثير الفزع أكثر لدى سكان المدينة، وما حدث من تصرف السكان الذين كانوا في جوار الضحية، يظهر مدى الفزع الذي يعيشونه، فحسب المصادر الصحافية الإسرائيلية، فإن الذين رأوا فيلدمان تسقط أمامهم، وتحترق سيارتها، لم يسارعوا إلى إسعافها، كما يحدث في حالات مماثلة في الجانب الآخر الفلسطيني، ولكنهم استنكفوا بعضهم هرب، وبعضهم وقف عاجزًا لإصابته بالهلع والصدمة.

وبعد استيعاب الصدمة، خرج من تبقى من شبان سديروت إلى شوارع المدينة، يتظاهرون، ويغلقون الشوارع، ويحرقون إطارات السيارات، ويهتفون ضد رئيس البلدية ايلي مويال ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت.

وعندما انتشرت شائعات بأن أولمرت في طريقه إلى المدينة، توجه المتظاهرون إلى البلدية ورشقوها بالحجارة، ودمروا الأشجار والزهور حول مبنى البلدية.

وأقدمت الشرطة، التي لم تستطع إيقاف غضب المتظاهرين، على مصادرة صناديق البندورة من المحتجين، الذين خططوا لإلقائها على أولمرت وحاشيته.

فزع كبير لدى الاسرائيليات في سديروت
وهتف المتظاهرون معلنين تأييدهم للثري الروسي الأصل اركادي غايداماك، الذي تبرع بأموال هائلة للسكان، واجلى من رغب منهم إلى فنادق خاصة استأجرها لهم، واعلن عن نيته فيالبدء بتصفيح منازلهم بمبلغ 30 مليون دولار، وما زال ينتظر موافقة البلدية على ذلك.

ما يحدث في سديروت، وحالة الفزع التي يعيشها السكان، والتي امتدت إلى المستوطنات اليهودية الأخرى، على طول الحدود الجنوبية مع قطاع غزة، وما يعتبر الموقف الحكومي العاجز عن إيجاد حل لما يجري، جعل ابرز الكتاب في الصحف العبرية، يصبون جام غضبهم على الحكومة.

وكتب دان مرغليت، أبرز كتاب صحيفة معاريف اليوم مقالاً على الصفحة الأولى تحت عنوان quot;سديروت الغضبquot;، واصفًا ما يجري في المدينة بأنها الفوضى quot;التي تبعث على الخجلquot;، وقال إن حالة عدم التوازن في المدينة والفوضى العارمة، وانعدام البوصلة، هي حالة لم تشهدها إسرائيل في حرب لبنان الثانية، عندما كانت تتعرض المدن الإسرائيلية للقصف الصاروخي من قبل حزب الله اللبناني.

واتهم الحكومة الإسرائيلية بأنها لم تقم بما يجب أن تقوم به، في سديروت، ووضع حد للفوضى العارمة في المدينة التي quot;لم يعد للحظ فيها وجودquot; بعد مقتل المرأة أمس، واثبت أن أي واحد من السكان يمكن أن يكون الضحية المقبلة.

المعلق البارز بن كسبيت، كتب بان الجيش الإسرائيلي على قناعة بأن مطلقي الصواريخ الفلسطينيين، لا يفهمون إلا لغة القوة، وأن قيادة الجيش تفقد الصبر رويدًا رويدًا، وكشف أن رئيس الأركان غابي اشكنازي، عرض على المستوى السياسي خطة من خمس مراحل، لوضع حد لإطلاق صواريخ القسام.

أما الكاتب الصحافي عمير ريبرويت فعنون تعليقه بـ quot;تسعيرة الدماءquot;، قائلاً إن الجيش الإسرائيلي يفرق بين دم ودم، ولو ان ثلاثة أطفال قتلوا أمس، في القصف الفلسطيني، بدلاً من المرأة، لصعد الجيش عملياته، ودخل الى قطاع غزة بدون تردد.

ولكن ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سارع للذهاب إلى سديروت، والمستوطنات المجاورة، بعد مقتل المرأة، قال إنه ليس لدى حكومته أي نية الآن بالدخول إلى قطاع غزة، وكشف في حديث صريح مع مواطنيه الغاضبين، بأنه ليس لديه أي حل سريع لوقف إطلاق صواريخ القسام، ورأى اولمرت، بنفسه، تدافع المواطنين للاختفاء بعد أن أطلقت صفارات الإنذار.

وقال إن تصفيح منازل السكان لن يكون حلاً مثاليًا لدرء خطر صواريخ القسام، الذين سيواجهون سقوط هذه الصواريخ في طريقهم للتسوق أو الدراسة، أو لقضاء أشغالهم اليومية.

مقاومان فلسطينيان يستعدان لإطلاق صاروخ محلي على سديروت
وأشار إلى أنه مع ذلك، فإن حكومته تعمل كل ما هو ضروري للتصدي للصواريخ الفلسطينية، وانه أصدر تعليماته إلى جميع الدوائر الحكومية برصد كافة الإعتمادات المالية وتقديم جميع التسهيلات البيروقراطية لسكان مدينة سديروت لتمكينهم من تحصين منازلهم.

أما وزير الداخلية روني بار أون، الذي رافق اولمرت في زيارته الليلية لسديروت، فهدد قادة حماس بدفع ثمن غالٍ، وقال إن إسرائيل لن تتوانى عن محاسبة مطلقي الصواريخ، وستلاحقهم وتجعلهم يدفعون ثمن أفعالهم.

ولكن على الجانب الآخر، ورغم العدد الكبير النسبي من الضحايا الذي يسقط في قطاع غزة، فإن قادة فلسطينيين، يرون بأنهم ما زالوا قادرين، على فرض شروطهم، مثل الدكتور احمد يوسف، المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية.

تحدث يوسف لصحيفة هارتس، قائلاً إنه إذا وافقت إسرائيل على وقف موقت لإطلاق النار في الضفة الغربية، فإن حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ستكون قادرة على إقناع الفصائل الفلسطينية بالإلتزام بوقف إطلاق النار.

وقال يوسف إن لدى الحكومة الأدوات اللازمة لإقناع الفصائل بوقف إطلاق النار، في حالة موافقة إسرائيل على تهدئة في الضفة الغربية.

وأضاف يوسف: quot;نحن مهتمون بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، والسؤال هو ما إذا كانت إسرائيل مهتمة أيضًا في الأمرquot;.

ودعا إسرائيل إلى الموافقة على إعلان عن وقف شامل لإطلاق النار، في الضفة وغزة، حاثًا إسرائيل على وضع أفق سياسي لاحتواء التصعيد الأخير.

ورأى وزير الإعلام الفلسطيني الدكتور مصطفى البرغوثي، أن توسيع اتفاق وقف إطلاق النار ليشمل الضفة الغربية هو أمر ضروري من اجل إعادة الهدوء إلى قطاع غزة.

ولكن المؤشرات التي تأتى من إسرائيل، غير مشجعة، فالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أعطى الضوء الأخضر للجيش باستهداف قياديين في حركة حماس، سواء كانوا سياسيين أم عسكريين.

الجيش الاسرائيلي يقصف غزة
وهذا يعني مواصلة إسرائيل لعمليات الاغتيال التي رأى فيها ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي حلاً ولو جزئيًا لوقف إطلاق الصواريخ، قائلاً:quot;إنتكثيف عمليات القتل المستهدف إلى تقليص الاعتداءات الصاروخية على الأراضي الإسرائيلية على المدى القريب، على الرغم منقناعتنا بأن هذه السياسة لا تشكل حلاً شاملاً لقضية إطلاق القذائف الصاروخيةquot;.

أما تيسبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية، فدعت إلى إغراق الأنفاق التي تقول إن الفلسطينيين يهربون من خلالها الأسلحة بالمياه.

وكانت ليفني تتحدث خلال استقبالها خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، في سديروت، عندما وصلها خبر مقتل المرأة.

وحمل سولانا لليفني خبر موافقة الإتحاد الأوروبي على تمديد مهمة مراقبيه على معبر رفح 12 شهرًا أخرى مع إمكانية تمديدها ستة أشهر بعد ذلك.

وتطالب إسرائيل المراقبين بمنع السماح بإدخال أموال تزيد عن العشرة آلاف دولار إلى قطاع غزة عبر المعبر، وزودت هؤلاء بقائمة تضم أسماء 200 فلسطينيّ طلبت بعدم السماح لهم بالمرور عبر المعبر، لأنهم يشكلون خطورة على أمن إسرائيل.