خلف خلف من رام الله: بعد ساعات فقط من إعلان شمعون بيرس النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي ترشيحه لنفسه لإنتخابات الرئاسة المقررة في 13 حزيران (يونيو) المقبل، بعثت جمعية الحرية لجوناثان بولارد الجاسوس الذي أدانته واشنطن بالتجسس لصالح تل أبيب برسالة مرفقة بملف مفصل إلى أعضاء الكنيست تطالبهم خلالها بالتفكير مرتين قبل التصويت لبيرس في السباق الرئاسي، كونه جرم بولارد حينما قام بإرسال ونقل وثائق لجورج شولتز وزير الخارجية الأميركي آنذاك.

وجاء في نص الرسالة التي أرسلتها جمعية الحرية لبولارد إلى الكنيست: quot;هذه هي الحالة الوحيدة في التاريخ المعاصر للتجسس يقوم خلالها رئيس الوزراء مباشرة بالمساعدة في تجريم شخص عميل يعمل نيابة عن البلد التي يرأسهاquot;.

وقال أعضاء اللجنة: quot;في ضوء قرار بيرس الترشح للرئيس لدولة اسرائيل، فإننا نرى من الإلتزام إرسال هذا التقرير إليكم، لقد وقال بيرس إن انتخابه لمنصب الرئاسة سيحقق الكرامة والشرف الذي يستحقه هذا المنصب، لكننا متأكدون من أنه بعد قراءة المواد المرسلة إليكم ستصلون إلى عكس النتيجة.

وطبقًا للملف، فإنه في ليلة القبض على بولارد قام شولتز بالاتصال بشمعون بيرس، فأجابه بأنه لا يتحمل المسؤولية ولا يعرف بتصرفات الجاسوس. وبعد اعتقال بولارد بوقت قصير أصدر بيرس والذي كان حينها (عام 1984) يشغل منصب رئيس الوزراء بيانًا يقول فيه: quot;إن التجسس على الولايات المتحدة يتنافى كليًا مع سياستناquot;.

وتشير الوثائق التي نشرتها جمعية الحرية لبولارد أن بيرس قام فيما بعد بإرسال وثائق سرية تحمل بصمات بولارد للولايات المتحدة، وهو ما أدى إلى إدانته، على الرغم من أن الاتفاق كان أن تسلم هذه الوثائق بشرط عدم استخدامها دليلاً في المحكمة ضد الجاسوس الإسرائيلي. وتشير بعض المصادر والتقارير أن بيرس استخدام المعلومات التي قدمها بولارد لإسرائيل لضرب مواقع منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وقبل ذلك موافقته كزعيم للمعارضة على غزو لبنان، 1982.
وكان إيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي رشح بيرس (84 عامًا) يوم الاثنين الماضي لمنصب الرئاسة، وقال اولمرت في اجتماع حزب كاديما الذي عقد للموافقة على ترشيح بيرس: quot;سأعمل أي شيء لضمان انتخاب بيري الرئيس القادم لدولة إسرائيلquot;. ومدح رئيس الوزراء الإسرائيلي نائبه بيرس قائلاً: quot;إذا حاولنا إعداد شكل للمرشح المثالي للرئاسة، فسيرة شيمون بيريز ستناسب بشكل رائع الشخصية المطلوبة، وأضاف: quot;لا يساورني شك في أن انتخاب بيرس رئيساً للدولة هو الاختيار الحق. ومما لا شك فيه انه إذا كان الرئيس المنتخب فأنه سيعيد لشرف للموقع الذي يستحقهquot;.

وعلى الأرض فأن مرشح حزب كاديما شمعون بيرس يبدو الشخصية ذات الحظ الأوفر في الفوز ارتكازًا على سجله الطويل والحافل في الخدمة العامة، الذي يتضمن شغله مناصب رئاسة الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية وهي المناصب التي توجها بحصوله على جائزة نوبل للسلام في عام 1994م. ولكن كثير من المراقبين يعتقدون أن بيرس لن يكون قادرًا على المضي في هذا المنصب بسبب كبر سنه.

ويتم انتخاب الرئيس في إسرائيل بعد الحصول على أغلبية عادية من أصوات أعضاء الكنيست من بين عدد من المرشحين تم ترشيحهم بناء على مكانتهم الشخصية ومساهمتهم طيلة حياتهم في حياة الدولة. وبموجب القانون المعدل (1998) ينتخب رئيس الإسرائيلي لفترة ولاية واحدة تدوم سبع سنوات.

ويحدد القانون المهام التي يكلف بها الرئيس والتي تحمل عادة طابعًا طقسيًا وشكليًا. وتشمل هذه المهام: افتتاح الجلسة الأولى لدورة الكنيست، تسلم أوراق اعتماد من دبلوماسيين أجانب، توقيع معاهدات وقوانين صادقت عليها الكنيست، تعيين رؤساء البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في الخارج، تعيين قضاة ومحافظ بنك إسرائيل بناء على توصيات الهيآت المعنية ومنح العفو لسجناء بناء على توصيات وزارة العدل. إضافة إلى ذلك تشمل مهام الرئيس الاستماع إلى طلبات من مواطنين وإضفاء نوع من الهيبة لمنظمات مجتمعية وتعزيز الحملات الهادفة إلى تحسين جودة الحياة في المجتمع بشكل عام.