سنغافورة: حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الأحد تركيا من توغل قواتها في شمال العراق لإجتثاث متمردي حزب العمال الكردستاني، الذي تتهمه أنقره بشن هجمات إرهابية داخل أراضيها. وجاء تحذير غيتس خلال مؤتمر صحافي في قمة الأمن الآسيوية السادسة المنعقد في سنغافورة، quot;نأمل ألا يكون هناكعمل عسكري أحادي الجانب عبر الحدود إلى العراقquot;.

وأوضح أن واشنطن تتفهم المخاوف التركية من الهجمات الإرهابية الكردية، وأنها تسعى لمساعدة أنقره في السيطرة على الأوضاع، ونوه قائلاً للأتراك إن هناكمخاوف جادة بشأن الهجمات التي تجري داخل أراضيهم. وتابع: quot;فعدة مئات من الأتراك يفقدون حياتهم سنويًا... ونحن نعمل مع تركيا لمساعدتها في السيطرة على هذه المشكلة، نقلاً عن الأسوشيتد برس.

وتصاعدت حدة التوتر، خلال الأسابيع القليلة الماضية، على حدود العراق الشمالية إثر تعزيز تركيا لحشودها العسكرية في المنطقة، في خطوة عنت بها أنقرة وضع ضغوط على حكومة بغداد لكبح جماح متمردي quot;حزب العمال الكردستانيquot;، الذين ينطلقون من قواعدهم بالعراق لشن ضربات في جنوب شرقي تركيا.

وناقش القادة الأتراك في الآونة الأخيرة شن ضربات عسكرية لتدمير قواعد المتمردين في المنطقة وإمكانية إقامة منطقة عازلة عبر الخطوط الأمامية. وأعلن قائد أركان الجيش التركي الخميس أن قواته جاهزة في انتظار الأوامر لبدء عملية عسكرية عبر الحدود.

ووسط جدل ساخن حول ضربة تستهدف قواعد المتمردين الأكراد، بعث الجيش التركي الأربعاء بأفواج من التعزيزات العسكرية من الجنود والدبابات والعربات المدرعة إلى الحدود مع العراق.

وتأتي التحركات العسكرية إثر دعوة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء واشنطن وبغداد إلى التحرك لتدمير قواعد quot;حزب العمال الكردستانيquot; في شمال العراق. وتبوأت صور التحركات والتعزيزات العسكرية صدارة الإعلام المرئي والمقروء خلال الأسابيع القليلة الماضية، وسط إعلان الجيش التركي أنه quot;إجراء روتينيquot; لتشديد الرقابة على الحدود خلال فصل الصيف للحيلولة دون تسلل المقاتلين الأكراد.

وطالب المبعوث التركي الخاص للعراق، اوكوز سيليكول، خلال حديث مع CNN التركية الأربعاء، قبيل زيارته بغداد لمطالبتها وواشنطن بقمع الحركة، quot;يجب تحجيم متمردي حزب العمال الكردستاني، كمشكلة بين العراق وتركيا...quot; وجاء رده على سؤال بشأن إمكانية تحرك تركي أحادي الجانب، quot;توقعاتنا أنه يجب حل تلك القضية قبيل أن تصل إلى تلك النقطةquot;.

ومن جانبه،حث رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، السبت تركيا عدم التوغل عسكريًا في شمالي بلاده قائلاً إن حكومة لن تسمح بتحول المنطقة، الهادئة نسبيًا، إلى ساحة قتال.

وإلى ذلك أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية الجمعة إنّ فريقًا ثلاثيًا يضم مسؤولين أميركيين وأتراكًا وعراقيين، بصدد العمل من أجل تخفيف حدة التوتر بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.

وحتى قبل أسبوعين، كان هناك 150 ألف جندي تركي منتشرين على أو بالقرب من الحدود التركية العراقية، فيما شن مقاتلو حزب العمال الكردستاني هجمات في المنطقة مخترقين الحدود إلى داخل المناطق التركية الجبلية. وقالت رايس: quot;نحن قلقون لإستخدام حزب العمال الكردستاني الأراضي العراقية (لشنّ) هجمات ضد تركياquot;. وأضافت رايس أن واشنطن وأنقرة يعقدان quot;محادثات مكثفةquot; على جميع المستويات، وأنها تحدثت قبل أسبوع فقط مع نظيرها عبد الله غول. وأضافت أنّ المبعوث الأميركي الخاص الجنرال المتقاعد جوزيف رالتسون يعمل بصفة دائمة مع تركيا بشأن هذا الصدد.

وردًا على سؤال يتعلق بموقف بلادها في حال قامت تركيا بعمل عسكري في العراق، قالت رايس: quot;لن يساعد الإستقرار في العراق أن نشهد نزاعًا جديدًا على هذه الحدود من هذه الجهة أو تلك، ولكن نحن حقيقة نعمل عن كثب مع الأتراكquot;.

ورفض غيتس التعليق على عملية الجيش الأميركي في الصومال قائلاً: quot;يحتمل أنها لا تزال جاريةquot;. وقال للصحافيين:quot;إعتقد أنها عملية لا تزال جارية وليس بوسعي بالتالي أن أتحدث عن هذا الموضوعquot;.

وبحسب مسؤولين صوماليين وشهود فإن سفينة تابعة للجيش الاميركي قصفت ليل الجمعة السبت منطقة ساحلية في شمال شرق الصومال بعد اشتباكات بين مقاتلين يعتقد أنهم اسلاميون والقوات المسلحة التابعة لمنطقة بونتلاند التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.

ورفضت وزارة الدفاع الأميركية تأكيد الهجوم، لكنها أكدت على أن هدفها قتل الإرهابيين وأولئك الذين يؤمنون لهم الملجأ، بحسب المتحدث باسم الوزارة براين ويتمان.