اندريه مهاوج من باريس: جدد مرشحو الحزب الإشتراكي الفرنسي للإنتخابات النيابية حملة انتقادات ضد الرئيس نيكولا ساركوزي وعلى برامجه الإصلاحية، مؤكدين أنه يسعى لخطف أصوات الناخبين عبر الإيحاء بأنه يعمل على تجديد مؤسسات الدولة من خلال وعود غير قابلة للتحقيق في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، ومنتقدين بشكل خاص مشاريع القوانيين التي يستعد البرلمان الجديد لتبنيها في مجال زيادة ساعات العمل الإضافية وخفض الضرائب عن أصحاب الثروات وتوجهه نحو تخصيص التعليم الجامعي.

وجاءت هذه الاتهامات خلال مهرجان انتخابية سبقت بأربعة أيام من موعد الجولة الأولى من الانتخابات النيابية المقررة نهار الأحد، في حين دافع ساركوزي نفسه عن برنامجه في مقابلة مع صحيفة لوفيغارو، أكد فيها الرئيس الجديد أنه عازم في حال سمحت له نتائج الانتخابات التشريعية ،على توسيع دائرة الانفتاح السياسي التي بدأها بضم وزراء من اليسار ومن اليمين الوسط المنشق عن فرنسوا بايرو إلى حكومة فرنسوا فييون.

وفي هذا المجال، أعلن ساركوزي أنه يريد أن يكون للمعارضة وضعًا ومركزًا في الحياة العامة، مقترحًا في هذا الإطار تعيين رئيس للجنة المال في البرلمان من المعارضة، مبررًا سعيه للحصول على غالبية برلمانية كبيرة بالتغييرات الكبيرة التي ينوي إجراءها، معتبرًا أن المعركة لم تحسم، وداعيًا في الوقت نفسه كل المسؤولين في الغالبية الحاكمة إلى الانخراط في المعركة حتى آخر دقيقة. وقال ساركوزي في هذه المقابلة إنه مصمم على التحكم بالنفقات العامة موجهًا تطمينات الى الشركاء الاوروبيين المتخوفين من زيادة حجم الدين العام، وقال في هذا الإطار إن فرنسا ستحترم إلتزاماتها الاوروبية في ما يتعلق بضبط النفقات العامة.

ساركوزي قال إنه يريدأن يدخل جرعة صغيرة من النسبية في الانتخابات التشريعية وإنه سيعقد اجتماعًا يضم كافة الاتجاهات والأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان ومجلس الشيوخ وفي البرلمان الأوروبي ليناقش الأمر معهم، بمن فيهم ممثلو حزب الجبهة الوطنية اليمين المتطرف، قائلاً: quot;بأي حق يمكنني أن استبعد حزب جان ماري لوبن طالما له ممثلون في البرلمان الأوروبي ؟

ساركوزي أفسح عن اقتراحاته هذه مدعومًا بإستطلاعات الرأي التي تتوقع سيطرة اليمين الحاكم على البرلمان الجديد. إذ أظهر استطلاع ينشر اليوم أن احزاب اليمين على تنوع اتجاهاتها ستحصد اكثر من 44 في المئة من الأصوات، منها 41 في المئة للحزب الحاكم واليمين الوسط الجديد مقابل 29 في المئة لأحزاب اليسار، تضاف إليها 7 في المئة لأحزاب اليسار الصغرى ليصبح الرصيد الاجمالي لكل هذه الاحزاب اليسارية 36 في المئة، بينما لن يحصد حزب الوسط الجديد الذي شكله المرشح السابق للانتخابات الرئاسية فرنسوا بايرو سوى 9 في المئة. اما نصيب حزب جان ماري لبون فلن يتخطى 5.5 في المئة وفقًا لإستطلاع الرأي المذكور الذي توقع أن يصوت 65 في المئة للحزب الحاكم في الدور الثاني المقرر إجراؤه في 17 من الشهر الحالي.