قال إن العراق يقاتل على عدة جبهات ولن تنكسر إرادته
المالكي : أمامنا عمل شاق ولن نرضخ للمليشيات أو الإرهاب
أميركا تفكر بتواجد عسكري بعيد المدى في العراق
أسامة مهدي من لندن :
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن بلاده تقاتل على عدة جبهات، لكنه شدّد على انها لن تخضع للمليشيات أو للإرهاب. بينما قال القائد الأميركي للمنطقة الوسطى الادميرال وليام فالون الذي أكد أن الولايات المتحدة الاميركية تعمل بقوة لإنجاح عمل الحكومة العراقية في جميع المجالات، بينما تعتزم الحكومة العراقية لإرسال وفود رسمية إلى عدد من الدول العربية لإيضاح ما يحصل في العراق على الصعيدين الأمني والسياسي وضمان تأييدها للعملية السياسية في العراق...
وقال المالكي خلال اجتماعه مع القائد الاميركي للمنطقة الوسطى الادميرال وليام فالون: quot; نحن نقاتل على عدة جبهات، لأننا نريد الخروج من واقع إلى واقع آخر يستحق التحدي، ولا نعرف معنى التشاؤم لأن ثمن الديمقراطية والإستقرار والتحول السياسي ليس سهلاً. لكن إرادتنا صلبة لا تنكسر ولا نخضع للإرهاب ولا للميليشيات، ونجحنا بدرجة كبيرة ولم نتهاون مع من يخرج عن القانونquot; بحسب ما نقل عنه بيان لمكتبه الاعلامي، أرسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; بعد ظهر اليوم.
واكد quot;ان أمامنا عملاً كبيرًا وشاقًا وتحديات وتعقيدات بسبب التحول من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، ونحن مصممون على تحقيق تقدم في عملية البناء وسن القوانين كقانون النفط اضافة الى الانتهاء من إعداد مسودتي قانوني الإنتخابات والمساءلة والعدالة ،ونحن مؤمنون بالمشروع السياسي الذي يجب أن نلتزم به ويلتزم به الجميع لأنه نتاج الديمقراطية والإنتخاباتquot;. واضاف ان التسليح والدعم العسكري والتأهيل والتدريب يرفع من معنويات المقاتلين، وبما يساعد في مواجهة المنظمات الارهابية ويسرع من عملية تسلم الملف الأمني من القوات المتعددة الجنسيات في عموم البلاد.
من جانبه، قال قائد المنطقة الوسطى: quot;جئت أحمل رؤية واضحة من الإدارة الأميركية والكونغرس وهناك إرادة قوية لدعم حكومتكم وشعبكمquot;. وعبّر عن تقديره لتضحيات الجنود العراقيين الذين يعملون لأجل تثبيت الأمن وإعادة الإستقرار في العراق، مشددًا على أن القوات المتعددة الجنسيات ملتزمة بمساعدتهم على القيام بهذه المهام.
ومن جهة أخرى، كشف النائب عن الائتلاف العراقي الموحد علي الاديب عزم الحكومة العراقية ارسال وفود رسمية الى عدد من الدول العربية لإيضاح ما يحصل في العراق على الصعيدين الامني والسياسي وضمان تأييدها للعملية السياسية في العراق.
واعرب الاديب في تصريح صحافي عن اسفه على تخلي بعض الدول العربية عن توصيات ومقررات مؤتمر شرم الشيخ الاخير المتعلقة بدعم العراق. وتأتي هذه الجولة عقب انتقادات حكومية عراقية لما قالت إنها مساع لمخابرات أربع دول عربية وتركيا لمساعدة قوى عراقية على انشاء جبهة سياسية تضم قوى عراقية معارضة من اجل الانقلاب على حكومة المالكي الحالية.
وفي وقت سابق اليوم، دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر تركيا إلى احترام سيادة العراق وحرمة أراضيه ومدنه، وحثها على إطفاء ما وصفها بـ quot;نار الفتنةquot; بين الشعبين العراقي والتركي.
وقال الصدر في بيان أصدره اليوم على خلفية قيام المدفعية التركية بقصف قرى كردية حدودية عراقية في محافظتي دهوك وأربيل خلال اليومين الماضيين quot;إن الأراضي والمدن العراقية وان كانت برأي الكثيرين ليست ذات سيادة كاملة، بل هي منقوصة لوجود الاحتلال، إلا ان هذا لا يعطيها المسوغ الشرعي ولا العقلي بضربها وقصفها والتعدي عليهاquot;.
وأعاد الصدر في معرض إشادته بتركيا إلى الأذهان موقفها من الغزو الأميركي للعراق عام 2003 قائلاً: quot;ذات يوم سمعنا بأن الجارة العزيزة تركيا لا تقبل بشن الحرب على العراق ولن ترضى باحتلاله ولن تسمح بإستعمال أراضيها كقاعدة أميركية ضد عراقنا الحبيب، ولقد استبشرنا بل وازداد فرحنا بهذه الجارة الصديقة وهي تطالب الاحتلال بجدولة زمنية للخروج من الأراضي العراقية فكانت نعم الجار لجارهquot;.
اعتبر الصدر مواقف تركيا تلك ما كانت لأجل النظام السابق أو لأجل quot;أنظمة دكتاتورية أخرى بل لأجل الشعب العراقي، فالترابط ما بين الشعبين كان ولا يزال ذا أواصر قوية وترابط لا يلينquot;. وحث الصدر في بيانه الشعب التركي على رفض ما وصفها بـ quot;الأفعال المشينةquot; وأن يبادر إلى إطفاء نار الفتنة بين الشعبين المسلمين.
وبشأن موقفه من الشعب الكردي، قال: quot;إن الشعب الكردي هو جزء لا يتجزأ من العراق، وواجبنا الدفاع عنه كما أن الشعب التركي صديقنا نحترم سيادته وأراضيه والحفاظ على أمنه واجبنا أيضًا، أن نبدي استعدادنا لتسوية الأمر سلميًا بين جميع الأطراف وذلك لمصلحة الشعبين بل المنطقة بكاملهاquot;.
وكانت المدفعية التركية قد قصفت قريتي ديشيش وبيدوهي العراقيتين الحدوديتين التابعتين لقضائي العمادية وزاخو في كردستان العراق أمس الأول ممّا أدى إلى إحراق مزارع ومنازل ولكن من دون أن يؤدي ذلك إلى وقوع خسائر بشرية.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية أمس القائم بالأعمال التركي في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على قيام المدفعية التركية بقصف مناطق داخل الحدود العراقية في محافظتي دهوك وأربيل، ممّا أدى إلى اندلاع حرائق واسعة وأضرار بالغة وبث الرعب في صفوف المواطنين.