مسفرغرم الله الغامدي من الرياض-وكالات: اعلن الديوان الملكي السعودي الليلة ان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ال سعود سيقوم اعتبارا من يوم الأثنينبزيارات إلى كل من أسبانيا و فرنسا و بولندا و مصر والمملكة الأردنية الهاشمية وذلك تلبية للدعوات التي تلقاها ـ من قادة تلك الدول و في إطار الجهود التي يبذلها لتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وهذه الدول وسبل تعزيزها في كافة المجالات إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.الملك عبد الله يبدأ زياراته إلى فرنسا وإسبانيا وبولندا
هذا وقد وصف الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز السفير السعودي لدى مملكة أسبانيا زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى أسبانيا بأنها محطة استراتيجية في العلاقات الثنائية بين المملكتين ، وستعمل على تعزيز الروابط المتينة والتاريخية على جميع المستويات . وقال في تصريح له ان العاهل السعودي سيجري اجتماعات مع ملك أسبانيا خوان كارلوس ومع رئيس الحكومة خوسي لويس رودريغيث ثابتيرو ، كما سيشارك مجموعة من وزراء البلدين في المباحثات .
وتطرق سفير المملكة في اسبانيا إلى الاتفاقيات التي يمكن أن تسفر عنها هذه الزيارة الملكية ، وقال إن منها ما هو جاهز للتوقيع عليها وهي اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ، وهناك اتفاقيات أخرى اتفق عليها لكن مازالت تحت المراجعة بين خبراء البلدين ، في الوقت نفسه هناك اتفاقيتان حول الأمن واتفاقية أخرى حول التعاون العسكري وأخرى حول الصحة ، وتنتظر جميعها اللمسات الأخيرة للتوقيع النهائي عليها .
وتحدث عن المساعي الدولية لإنهاء التوتر في منطقة الشرق الأوسط ، وأوضح أن quot;لا شيء يسعد القيادتين السياسيتين في المملكة العربية السعودية واسبانيا أكثر من أن تكون هناك دعوة مشتركة إلى السلام في الشرق الأوسط والمنطقة وقال سموه إن هذا الموضوع سيكون في الأولويات في المباحثات التي ستجري بين البلدين خلال هذه الزيارةquot;
وأكد الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أن هذه الزيارة الملكية الميمونة ستشكل قفزة نوعية في العلاقات المتينة بين البلدين وستعزز العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية.
العلاقات السعودية الاسبانية
وتربط المملكة العربية السعودية وأسبانيا علاقات قوية ومتينة تعود إلى أكثر من خمسين عاما بدأت عام 1957مzwnj; ويعمل قائدا البلدين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والملك خوان كارلوسzwnj; على ترسيخها وشموليتها . والعلاقات بين المملكة وأسبانيا ليست علاقات تقليدية أو مصالح مشتركة فحسب بل هي امتداد لتاريخ حضارى ضخم وليد ارث ثقافي وحضاري وتراث رائع فى ابداعه وكريم فى عطائه .
ومما يعززعلاقات التعاون بين البلدين الاتفاقيات القائمة بينهما حاليا ومنها اتفاقية فى المجال الثقافى وقعت عام 1404ه تشمل التعاون فى مجالات التعليم العالى والبحوث وتعليم اللغات وتشجيع التعاون بين الجامعات . واتفاقية أخرى للتعاون فى المجال الجوى وقعت عام 1408هzwnj; . وتبرز مذكرة التفاهم بشأن المشاورات الثنائية السياسية بين وزارتي الخارجية في البلدين التي تم توقيعها في مدينة الرياض في الثامن من شهر ابريل عام 2006م واحدة من أهم الاتفاقات الثنائية بين البلدين .
ووقعت المذكرة بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود وجلالة الملك خوان كارلوس ملك مملكة أسبانيا حيث وقعها عن المملكة الامير سعود الفيصل وزير الخارجية وعن اسبانيا وزير الخارجية والتعاون ميغل أنجل موراتينوس .
كما جرى في المناسبة ذاتها توقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين المملكة العربية السعودية ومملكة أسبانيا وقعها عن الجانب السعودى محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ وعن الجانب الاسبانى وزير الصناعة والسياحة والتجارة خوسيه مونتيليا. وتهدف الاتفاقية إلى تشجيع وحماية استثمار مواطني الدولتين في الدولة الأخرى من خلال توفير الأسس القانونية التي تساعد على زيادة النشاط الاستثماري مع منحهم المعاملة الوطنية ومعاملة الدولة الاولى بالرعاية .
وهناك قاسم مشترك بين المملكة وإسبانيا تجاه السلام في المنطقة يؤكد تقارب وجهات النظر بين البلدين تجاه هذه المسألة عبر عنه الامير سعود الفيصل وزير الخارجية في المؤتمر الصحفى المشترك الذي عقده مع وزير الخارجية والتعاون الاسبانى ميغل انخل موراتينوس على هامش زيارة الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا للمملكة العربية السعودية في شهر إبريل 2006 م حيث قالquot; إن العلاقات بين بلدينا فى هذا الصدد تنطلق من أرضية مشتركة فمدريد انطلقت منها عملية السلام فى الشرق الاوسط وأسفرت عن وضع أسس للسلام على مبدأ الارض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية والرياض انطلقت منها المبادرة العربية للسلام على مبدأ الانسحاب الكامل مقابل السلام الشاملquot;.
وعلى الصعيد الاقتصادى تم تأسيس صندوق استثماري بين رجال الأعمال في البلدين تصل قيمته إلى خمسة مليارات دولار للاستثمار المشترك في البلدين . وبلغ حجم الميزان التجارى بين المملكة وأسبانيا اكثر من // 3.5 // بليون دولار اميركي سنوياً وتعد المملكة العربية السعودية ثاني أكبر بلد في الشرق الأوسط تصدر لها أسبانيا بمبلغ 770 مليون دولار سنوياً . واشتملت حركة التبادل التجارى على منتجات الصناعة الكيماوية ومايتصل بها والمنتجات المعدنية واللدائن ومصنوعات الانسجة والمعدات الطبية والجراحية والمصنوعات الخشبية وسلع ومنتجات أخرى .
وفي اطار اهتمام وحرص المملكة العربية السعودية على اعمار بيوت الله وخدمة الاسلام والمسلمين في كل مكان وفي مناسبة تاريخية افتتح الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في شهر سبتمبر عام 1992م وبحضور جلالة الملك خوان كارلوس ملك اسبانيا المركز الثقافي الاسلامي في العاصمة الاسبانية مدريد الذى شيد على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وأصبح المركز اليوم صرحا ثقافيا كبيرا وشاهدا حضاريا على عمق العلاقات الودية بين المملكة العربية السعودية واسبانيا وعلى متانة التواصل الثقافي والحضارى بين الامة العربية والاسلامية من جهة والامة الاسبانية من جهة اخرى .
وفي اطار دعم التعاون الثقافي بين البلدين احتضن قصر المؤتمرات في العاصمة الاسبانية مدريد في شهر مايو عام 2005م أياماً ثقافية سعودية تحت عنوان quot;ألوان من المملكة العربية السعودية quot; اشتملت على عروض ثقافية وفنية متنوعة تعكس مدى أصالة الحضارة في شبة الجزيرة العربية .
التعليقات