تأجيل اجتماع الرباعي الدولي في القاهرة حتى تتضح الصورة
إخوان مصر يطالبون الحكومة بعدم الإنحياز ضد حماس
نبيل شرف الدين من القاهرة:
في وقت أعلنت فيه مصر نقل سفيرها وبعثتها الدبلوماسية لدى السلطة الفلسطينية من غزة التي سيطرت عليها بالقوة المسلحة حركة حماس إلى مدينة رام الله التي تخضع لسلطة حركة فتح، بعد أن ظلت هذه البعثة في غزة على مدى الأعوام الاثنتي عشر الماضية، منذ اتفاق أوسلو، فقد قدم عددٌ من نواب الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بطلبات إلقاء بيانات عاجلة إلى كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية حول الأحداث الدامية التي تعرضت لها الأراضي الفلسطينية إثر الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس مؤخرًا.
وطالب نواب جماعة الإخوان الحكومةَ بـ quot;عدم الانتصار لطرفٍ على حساب الآخر وأن يكون الهدف هو حقن الدماء وعودة الفرقاء إلى مائدة المفاوضات، مشيرين إلى أن الدور المصري يجب ألا يفرق بين فتح وحماس، وألا تتدخل المصالح السياسية في هذا الأمر؛ حيث إن وحدة فلسطين هي الأهمquot;، حسب تعبيرهم.
ومن المعلوم أن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية، المعروفة باسم quot;حماسquot;، هي الفرع الفلسطيني للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين المصري النشأة والقيادة، الذي يرأس إطاره الدولي مرشد الجماعة المصري، واعتاد الوزراء الفلسطينيون من أعضاء quot;حماسquot; زيارة مقر الجماعة شبه الرسمي في حي المنيل وسط القاهرة، وهناك اتصالات دائمة بين الإخوان وقادة حماس في الداخل أو المنافي المختلفة، وهي الاتصالات التي وإن حرص قادة الجماعة الأم والفرع الفلسطيني على إخفائها، غير أنهم لا ينكرونها.
الرباعي الدولي
من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية المصرية تأجيل اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية، والتي كان من المقرر أن تستضيفها القاهرة يومي 26 و27 من حزيران (يونيو) الحالي بسبب التطورات على الساحة الفلسطينية، وقال مصدر دبلوماسي إن هذا التأجيل قد يمتد بضعة أسابيع حتى تتضح الصورة.
وقال المتحدث باسم الخارجية السفير علاء الحديدي ان مصر وإن لم تخطر رسميًا بتأجيل اجتماعات الرباعية الدولية إلا أن مشاورات وزير الخارجية أحمد أبوالغيط مع بقية أعضاء الرباعية أوضحت التوجه نحو فكرة التأجيل الى حين اتضاح الاتجاهات والتطورات الفلسطينية والعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية. واضاف أن بعض أطراف الرباعية الدولية ابلغت الخارجية المصرية بشكل غير رسمي بقرار المجموعة بتأجيل الإنعقاد لوقت آخر ربما بعد عدة أسابيع.
وعقب سيطرة حركة حماس على زمام الأمور في قطاع غزة استدعت القاهرة وفدها الأمني المقيم هناك منذ مدة طويلة، وأعلنت مصر مساندتها الصريحة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتحدثت مصادر حسنة الاطلاع عن اعتزام القاهرة اتخاذ إجراءات عقابية ضد حماس، في ضوء التقرير الذي قدمه اللواء برهان حماد رئيس الوفد الأمني لرئيس المخابرات المصرية بشأن التطورات الأخيرة في القطاع.
وكان كلٌّ من النواب البرلمانيين سعد الحسيني وعلي لبن والسيد عسكر ويحيى المسيري وإبراهيم زكريا وعبد الحليم هلال، وجميعهم من أعضاء جماعة quot;الإخوان المسلمينquot;، قد تقدموا بهذه البيانات عقب ترحيب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بالحكومة الفلسطينية الجديدة، معربًا عن تمنياته لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ولأعضاء الحكومة بالتوفيق في المهام الملقاة على عاتقهم في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به الأراضي الفلسطينية.
واتصل أبو الغيط هاتفيًا بسلام فياض رئيس الوزراء ووزير الخارجية في السلطة الفلسطينيةrlm;، تناول تقويم الأوضاع في الضفة الغربية خلال الفترة المقبلةrlm;، وكذلك جهود السلطة للسيطرة على الأمن واستعادة الأوضاع الطبيعيةrlm;.