مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية واستمرار الانقسام السياسي
نواب الأكثرية يهجرون لبنان مجدداً خوفاً من الاغتيالات
ويبلغ عدد نواب الأكثرية حالياً 68. ويتم احتساب الأكثرية المطلقة على أساس الأعضاء الأحياء في مجلس النواب، وتكون بالتالي 64 نائباً. لذلك يعتبر معارضو الاكثرية ان القول بان الهدف من الاغتيالات هو جعل الاكثرية اقلية quot;اختراع غير واقعيquot; كما قال النائب ميشال عون في حديث صحافي مساء الاحد. الا ان النائب شهيب يوضح ان quot;اجراء انتخابات فرعية في بعض المناطق، مثل منطقة بعبدا-عاليه (في جبل لبنان) في ظل التحالفات الحالية بين حزب الله والتيار الوطني الحر (برئاسة عون)، قد يكون امرا حساساquot;، في اشارة الى احتمال فوز معارضين مكان نواب من الاكثرية.
وليست هذه المرة الاولى التي تحصل فيها مثل هذه الموجة من اللجوء الى الخارج من جانب زعماء الاكثرية، فقد سبق ان حصلت بعد سلسلة الاغتيالات التي استهدفت شخصيات سياسية واعلامية مناهضة لسوريا في 2005 واولها رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، ثم بعد اغتيال الجميل.
ويقول شهيب quot;بعد الاغتيالات التي حصلت، قررنا اخذ احتياطات اكثر دقة وصرامةquot;. ولا يمكن معرفة عدد النواب الموجودين خارج لبنان بسبب تحفظالمسؤولين لديهم عن الكلام وحتى عن تحديد الدول التي يتواجدون فيها quot;لاسباب امنيةquot;. الا انمساعدي ثلاثة نواب هم غنوة جلول وباسم السبع وفريد مكاري قالواإنهم خارج البلاد.
وقال النائب مصباح الاحدب quot;انا لست مسافرا لان الاوضاع في طرابلس (شمال لبنان حيث تدور معارك بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة منذ ستة اسابيع) تستدعي بقائي هنا كوني نائبا عن المنطقة. لكنني احد كثيرا من تنقلاتيquot;. واضاف quot;عائلتي ستنتقل قريبا الى اسبانيا حيث تملك والدتي منزلا او الى قبرص حيث ستكون قريبة مني. هكذا سيكون في امكاني التنقل بين هنا وهناكquot;. واكد وجود تهديدات تستهدف الاكثرية. واقر بانه يشعر بالخوف quot;لكنني لن اعطل حياتيquot;. وعن احتمال حصول تطورات امنية محددة خلال الايام المقبلة، قال الاحدب quot;الاطار السياسي يوحي بذلكquot;. واضاف quot;كل من يتابع الوضع السياسي يمكن ان يتوقع امورا صعبة: قد تكون اغتيالات قد تكون انفجارات... كل ما يمكن ان يزعزع الاستقرار في لبنانquot;.
في الشارع، ينتقد بعض المواطنين موجة النزوح النيابية الى الخارج التي اوحت لفرقة فنية معروفة باغنية وفيديو كليب بعنوان quot;الزعماء فلوا (غادروا) من لبنانquot;. وتسخر الاغنية من الزعماء الذين انتشروا في كل بقاع الارض وتشير الى ان ذلك مصدر فرح حقيقي للمواطنين.
لكن طوني ابي زيد وهو موظف (48 عاما) يقول quot;هم يملكون المال والامكانات للرحيل والاقامة مع عائلاتهم في اجمل فنادق اوروبا، ويتركوننا هنا لنموت مع اولادناquot;.
ويقول النائب شهيب quot;ان الذين غادروا فعلوا ذلك رغما عنهمquot;.
يذكر بان النائب جبران تويني مكث لمدة اشهر طويلة قبل اغتياله في كانون الاول(ديسمبر) 2005 في باريس، وراح البعض ينتقده لذلك. واغتيل في اليوم التالي لعودته الى بيروت. واضاف شهيب quot;لن نعطيهم لذة اغتيال شخص جديدquot; من قوى 14 آذار (الاكثرية). وتوقع استمرار الاغتيالات والاعتداءات quot;فالنظام السوري معروفة حركته السياسية وطريقة عملهquot;.
ويتهم اقطاب الاكثرية دمشق بالوقوف وراء الاغتيالات في لبنان. ويقولون انها تسعى حاليا لعرقلة حصول انتخابات رئاسية في لبنان.ويعبر نائب رفض الكشف عن هويته عن اعتقاده بان quot;الانتخابات الرئاسية لن تجري بشكل طبيعيquot;، مشيرا الى ان هناك نوابا يعتقدون quot;انها لن تحصلquot;. واوضح انه يلازم منزله في الجبل وانه ارسل عائلته الى اوروبا ويستعد للانضمام اليها.
ويدور جدل في لبنان حول النصاب المطلوب في مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد. الا ان الانتخابات الرئاسية السابقة حصلت في ظل حضور ثلثي النواب. وقال عون الاحد ان كتلته لن تشارك في جلسة انتخاب الرئيس ما لم يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الاطراف بحسب حجم تمثيلها النيابي.
ويقول حزب الله وهو ايضا من اركان المعارضة ان نوابه لن يشاركوا في الجلسة ما لم يتم الاتفاق على رئيس توافقي، بينما تتمسك الاكثرية بانتخاب رئيس من صفوفها، ما ينذر باستمرار انسداد الافق السياسي خلال الاشهر المقبلة.
ضبط الحدود اللبنانية السورية
ميدانيا، أفادت معلومات صحافية في الشمال بأن قوة من القوى السيارة التابعة لقوى الامن الداخلي اللبناني، قوامها حوالي 300 عنصر، بدأت عند العاشرة من قبل ظهر اليوم الانتشار على طول الحدود اللبنانية - السورية من العريضة وحتى حنيدر في وادي خالد في عكار، على طول ضفة مجرى النهر الكبير الجنوبي. وأشار المصدر الى إنه تم تركيز عدة نقاط مراقبة على هذه الحدود البرية، إضافة الى وجود نقاط مراقبة كان الجيش اللبناني قد أقامها على هذه الحدود للحد من عمليات التهريب ولضبط الحدود اللبنانية - السورية.
التعليقات