الرياض: قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأوضاع المتدهورة في العراق تشكلان ابرز التحديات التي تواجه المنطقة وتمثلان مصدر قلق وانشغال أساسي للجميع.

جاء ذلك في كلمة استهل بها الأمير سعود الفيصل اجتماع المجلس الوزاري الخليجي لوزراء الخارجية في دورته الاعتيادية ال103 والذي بدأ بمدينة جدة بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.

وحمل الأمير سعود الفيصل الجانب الاسرائيلي مسؤولية عدم الوصول الى حل عادل للقضية الفلسطينية بيد انه لم يعف كذلك الجانب الفلسطيني من هذه المسؤولية اثر الأحداث المؤسفة الأخيرة بين حركتي فتح وحماس رغم تعهدهما بتوحيد الصف والتزامهما باتفاق مكة المكرمة.

وقال ان اتفاق مكة شكل آلية مناسبة وضرورية لوضع مبادرة السلام العربية الشاملة موضع التطبيق واتبعت بالقرار الصادر عن مجلس الجامعة العربية في اجتماعه غير العادي في منتصف يونيو الماضي بتأكيده على حرمة الدم الفلسطيني وادانته للأعمال الاجرامية في قطاع غزة.

وطالب بأن تسارع اللجنة العربية التي تمخضت عن قرار الجامعة العربية بعودة الوضع في قطاع غزة الى ما كان عليه قبل الأحداث واحترام شرعية الرئاسة بالاضطلاع بمهامها بتقصي الحقائق حولها والتمهيد لعودة الحوار بين طرفي النزاع وحثهما على احترام تعهداتهما في اتفاق مكة المكرمة.

وفي ما يتعلق بالشأن العراقي شدد وزير الخارجية السعودية على ان تحقيق الأمن والاستقرار هناك يستوجب الاسراع في عملية مراجعة الدستور بما يعزز المصالحة الوطنية ويؤكد الشعور بالمواطنة كأساس للانتماء الوطني بدلا من حصر المعالجة لأوضاعه على اجراءات أمنية ضيقة لا تأخذ في اعتبارها الواقع السياسي المختل داخل العراق.

أما في ما يتعلق بالشأن اللبناني فأكد الفيصل ان حل الأزمة يتمثل في تغليب اللبنانيين مصلحة بلادهم على أي اعتبار آخر خصوصا مع اقتراب موعد الاستحقاقات الدستورية التي تستوجب على القيادات اللبنانية التوجه لطاولة الحوار الوطني لصياغة حل يحفظ للبنان حريته واستقلاله ويجنبه التداخل الأجنبي.

وحول أزمة الملف النووي الايراني جدد الفيصل موقف دول مجلس التعاون تجاه مخاطر الانتشار النووي وضرورة المعالجة السلمية عبر القنوات الدبلوماسية مع الالتزام بمتطلبات وضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية واخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل بدون استثناء بما في ذلك اسرائيل مع الاقرار بحق دول المنطقة في امتلاك الخبرة بمجال الطاقة النووية وفقا لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأكد الفيصل ان هذه الدورة رغم أنها اعتيادية الا أنها تكتسب أهمية خاصة كونها تتزامن مع ظروف سياسية وأمنية حساسة تحيط بالمنطقة وتعقد بعد يومين من اختتام اجتماع مشترك بالرياض ضم وزراء الخارجية والدفاع ومسوؤلي أجهزة الأمن الوطني في دول مجلس التعاون.