اعتدال سلامه من برلين: احدثت مقترحات وزير الداخلية الاتحادي من الحزب المسيحي الديمقراطي فولفغانغ شوبليه من اجل حماية المانيا من الارهاب موجة انتقاد واستياء كبيرين، كما اتهم سياسيون من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الحكم فولفغانغ بتهديد الائتلاف الحاكم بالفشل.

وقال رئيس الكتلة البرلمانية الاشتراكية بيتر شتروك ما اقترحه شوبيله لا علاقة له بالائتلاف ومطالبته بحظر استخدام المشتبه بهم الهواتف النقالة اجراء لا يتخذ الا في الدول التي تمارس المراقبة على مواطنيها.

ومن النقاط التي تحتويها مقترحات الوزير استحداث قانون يشبه القانون المعمول به في الولايات المتحدة الاميركية من اجل حماية المانيا من الارهابيين، ويدعو الى منع المشتبه بهم الاتصال مع الخارج وهذا يعني احتجازهم بمجرد الاشتباه بهم، وفرض حظر استخدام الهواتف النقالة وشبكة الانترنت على كل من يشكل خطرا على الامن الداخلي ولا يحق لالمانيا تسفيره مثل الالمان او الاجانب المجنسين.

ومن اهم نقاط الاقتراح ايضا تصفية الارهابيين جسديا كاسامة بن لادن. لكن مثل هذه التصفيات لن تتم في المانيا بل في المناطق الجبلية في افغانستان وباكستان اذا ما كشف مكان اختبائه ، اذ بامكان الجنود الالمان او الجواسيس في افغانستان اتخاذ قرار دون العودة الى مسؤولين المان باطلاق صاروخ على مكانه عندما يعثر عليه بهدف قتله.

واتهم مدير رابطة الشرطة كونراد فرابيرغ الوزير بانه يحاول عبر هذه المقترحات ابعاد النظر عن الاخفاقات التي واجهت سياسته حتى الان في محاربة الارهاب.من جانب اخر تحوم الشبهات حاليا حول طبيب سوري الاصل بان له علاقة بالمجموعة التي خططت للعمليات الارهابية الفاشلة في لندن،ويعيش في محيط مدينة فرايبورغ ويعمل في عيادة خاصة هناك.

ويقول مصدر اعلامي الماني استند الى تقارير لدوائر الامن الاسبانية ان الدكتور ك. البالغ من العمر 39 سنة من مواليد دمشق وترعرع في الامارات العربية المتحدة متزوج وله 4 اولاد. ولقد درس الطب في جامعة مدينة هايدلبيرغ وكان موضوع تخرجه من الجامعة quot;الوقائية من وجهة نظر الشريعة الاسلاميةquot;، وهو معروف بنشاطه الديني ويلقي محاضرات في الشؤون الاسلامية في اوساط الجالية الاسلامية.

ويبدو ان للدكتور ك. حياة مزدوجة. اذ القت التقارير الامنية الاسبانية التي راقبت لسنوات انشطة ارهابية في الاوساط الاسلامية في اسبانيا، القت الضوء على هذا الجانب. حيث اكتشفت خيوط تربط منفذي عملية الحادي عشر من ايلول عام 2001 الارهابية وبعضهم من مدينة هامبورغ باشخاص عديدين لهم علاقة بالعملية الارهابية في مدريد ووقعت عام 2004 ومجاهدين اسلاميين من البوسنة وهياكل في تنظيم القاعدة.

واحتوت فقرات من تقرير يعود الى عامي 1996 و1997على مضمون اتصالات هاتفية متكررة تمت مع شخص اسمه ابو مجاهد ال أ. في المانيا تناولت معسكرات ارهابية في لبنان والبوسنة. وسجلت السلطات الامنية الاسبانية كل الارقام الهاتفية وارقام الحسابات المصرفية التي ارسل عبرها الدعم المالي ومضمون المكالمات وحللتها فاتضح ان ابو مجاهد ال أ. هو الطبيب السوري الدكتور ك. المقيم في المانيا.

الا ان المشتبه به ينفى جملة وتفصيلا كل التهم الموجة اليه ويرفض الحديث مع الصحافة وقال انه لا يستطيع اعطاء اي تفسير لما قرأه في التقرير الامني عنه، وترفض الشرطة في فرايبورغ التعليق على التقارير الاسبانية لكن عُلم انها سوف تأخذها بعين الاعتبار عند اجرائها تحقيقات بهذا الامر.