بهية مارديني من دمشق: قد يكون من المناسب ان نركز كثيرا على توجه حاملة طائرات اميركية ثالثة الى الخليج ربما بنفس القدر او اكثر من التركيز على تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود المرت التي دعا فيها الرئيس السوري بشار الاسد الى الجلوس معه والتفاوض في اي مكان يختاره الاخير.
في دمشق بعض الاوساط التي التقتها ايلاف واستمزجت رأيها بدعوة اولمرت ترى بأن الدعوة خطيرة جدا وتحمل في طياتها بوادر الحرب اكثر مما تحمل بوادر السلام لان اولمرت يقوم (ببروغندا ) تسهل عليه ان يعلن شن الحرب (لان الاسد رفض قبول دعوته ) وهو ما يحيلنا الى التقارير المتواترة التي تتحدث عن ان الادارة الاميركية حسمت خيارها وقررت النيل من البرنامج النووي الايراني وهي فرصة لن تفوتها اسرائيل لترد الصاع صاعين لحزب الله ومعه سوريا .
لم ترصد ايلاف اي تفاؤل او صدى ايجابي لتصريحات اولمرت بل الجميع يتحدث عن ان اسرائيل قررت بالفعل شن الحرب هذا الصيف وان ما يحدث هو (تهريج)هدفه الاخراج النهائي حيث تعتقد الاوساط السورية بأن اولمرت لو اراد السلام او كان قادرا عليه لقبل بالمبادرة العربية التي بالفعل قد تؤسس لسلام شامل وحقيقي بين اسرائيل والعرب .
وما يشغل السوريين اليوم ndash; كما يؤكدون - يقينهم بأن اولمرت ربما بات مقتنعا تماما بأن مصيره بات على المحك وان لاشيء ينقذه وينقذ حزب كاديما الذي دخل في غيبوبه(كمؤسسه ارييل شارون) منذ حرب تموز العام الماضي الا حرب تحقق نصرا واضحا ضد حزب الله وضد سوريا وايضا ضد ايران .
ولكن ما يشير بعض السوريين اليه هو ان الولايات المتحدة غير جاهزة بالفعل لشن حرب على ايران خصوصا مع تعاظم مشاكلها في العراق ولكن الجميع يقر بأن اميركا قد تفعل اي شيء من اجل ان تصرف النظر عن تردي الوضع العراقي وهو مايعني ضربة خاطفة لايران تتيح لبوش القول انه ابعد الخطر النووي الايراني بعد ان نجح في الملف النووي الكوري وعليه يمكنه ان يقضي بقيه فترة رئاسته بضغوط اقل .
الجميع في سوريا يعتقدون بأن موسم الجنون قريب جدا من الشرق الأوسط ودعوات اولمرت للاسد ليست سوى ارهاصات اولية لحفلة موت جديد قادم .
التعليقات