القدس: وجه البابا بنديكتوس السادس عشر برقية تهنئة الى شيمون بيريز الذي سيقسم اليمين بصفته رئيسا جديدا لاسرائيل الاحد، داعيا اياه الى العمل quot;من اجل دفع عملية السلامquot;، كما قال السبت متحدث باسم بيريز.

وكتب البابا في برقيته كما اوضح المتحدث ان quot;كثيرا من الاشخاص في العالم ومواطنين من اسرائيل ينتظرون ان تدفع الحكومة (...) الى القيام بكل ما في وسعها من اجل ان يحرز السلام تقدماquot;.واشار البابا الى quot;سمعةquot; الحائز السابق جائزة نوبل للسلام، معربا عن اقتناعه بان بيريز سيستمر في quot;التأثير على قادة آخرين ودفعهم الى التحلي بالشجاعة في مواجهة تحديات المستقبلquot;.

واضاف البابا quot;سيكون ذلك الوسيلة الفضلى للقضاء على الارهاب القاتل والتغلب على العنف الذي يدينه العالم اجمعquot;. وانتخب بيريز (83 عاما) في 13 حزيران/يونيو رئيسا تاسعا لاسرائيل خلفا للرئيس المنتهية ولايته موشيه كاتساف الملاحق بتهم التحرش الجنسي.

وسيؤدي بيريز اليمين مساء الاحد في الكنيست. وقال بيريز بعد انتخابه انه لا ينوي الاكتفاء بدور فخري، علما ان منصب الرئيس في اسرائيل بروتوكولي في المقام الاول.

البابا شنودة ينتقد البابا بنديكتوس

من جهته انتقد البابا شنودة الثالث، رئيس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بابا الفاتيكان ينديكتوس السادس عشر فيما يتعلق بوثيقة تؤكد quot;أوليةquot; العقيدة الكاثوليكية على عقيدة الطوائف المسيحية الأخرى. وقال البابا شنودة quot;إن الرجل يصنع أعداء في كل مرةquot;.

ونقلت صحيفة الأهرام الحكومية عن البابا شنودة قوله عن البابا بنديكتوس quot;في تصريحاته الأولى قبل بضعة أشهر خسر كل المسلمين، والآن خسر الكثير من الطوائف المسيحية لأنه بدأ يخطئ ضد المسيحيين أنفسهمquot;.

وكان الفاتيكان قد قال الثلاثاء إن الطوائف المسيحية الأخرى غير الكاثوليكية quot;ليست كنائس حقيقة بالمعنى الكامل للكلمةquot;. وصاغ الوثيقة مجمع عقيدة الإيمان التابع للفاتيكان، الذي كان يرأسه البابا بنديكتوس قبل أن يتولى البابوية.

وتقول الوثيقة إن المسيح أسس كنيسة واحدة على الأرض، في إشارة إلى الإيمان الكاثوليكي، بالتالي فإن الطوائف المسيحية الأخرى quot;لا يمكن تسميتها كنائس بالمعني الصحيح لأنها لا يمكن أن ترجع أساقفتها إلى رسل المسيح الأولquot;.

quot;كأنهم وحدهم مسيحيونquot;

وقال البابا شنودة إن البيان حول الفخر الكاثوليكي يوحى quot;وكأنهم وحدهم المسيحيون في هذا العالمquot;. وتابع قائلا quot;نحن لا نمانع أن يفخر الكاثوليك بكنيستهم، غير أن هذا لا يعني أن أي كنيسة لا تتبعهم ليست كنيسةquot;.

ويقول محللون إن الخطوات الأخيرة للبابا بنديكتوس بما في ذلك السماح باستخدام أعم للقداس اللاتيني وتأكيد تفوق العقيدة الكاثوليكية على الأديان والطوائف المسيحية الأخرى، تعيد التوكيد على الهوية الكاثوليكية التقليدية وتعمد لإعادة تنشيط الكنيسة التي يقدر أتباعها بمليار نسمة في العالم.

وقال البابا شنودة quot;لدي انطباع بأن بابا روما بنديكتوس يسير على درب والكاثوليك يسيرون على درب آخر فيما يتعلق ببعض القضاياquot;. وبدا كلام البابا شنودة مشابها لتصريحات أدلى بها الأسقف البروتستانتي فريديش فيبر من الكنيسة اللوثرية الإنجيلية المتحدة بألمانيا، والذي قال إن التعليم الفاتيكاني الرسمي لا يعكس واقع السواد الأعظم المنخرط في حوار بين الطوائف في العديد من المجتمعات.

وكان البابا قد أغضب الكثير من المسلمين العام الماضي باستشهاده باقتباس ربط بين الإسلام والعنف. وقد قال بعد ذلك إنه أسيء فهمه معربا عن الاحترام للمسلمين.

مجمع الفاتيكان الثاني

وتعكس وثيقة الفاتيكان الأخيرة التزام الكنيسة الكاثوليكية بالحوار مع الكنائس المسيحية الأخرى، ولكن ينظر إليها باعتبارها إعادة تقييم لنتائج مجمع الفاتيكان الثاني، وهو المجمع الإصلاحي الذي عقد في روما في الستينات.

ويريد البابا بنديكتوس التأكيد على أنه على الرغم من أن مجمع الفاتيكان الثاني كان مجمعا كاثوليكيا إصلاحيا، إلا أن آباء الكنيسة الذين اجتمعوا في ذلك الوقت قصدوا أن يظلوا مخلصين للتقليد الكاثوليكي. ويقصد البابا بنديكتوس في الواقع مهاجمة ما يعتبره تفسيرات خاطئة ظهرت لاحقا لما قرره هذا المجمع.

وفي سؤال للبابا القبطي شنودة عما إذا كان يتوقع أن يتراجع البابا بنديكتوس أو يعتذر، قال: quot;ليست مسألة يعتقد أنها ممكنة، فالشخص العادي يمكن أن يخطئ ويعتذر، أما بابا روما.. فهو معصوم، وبالتالي كيف يخطئ؟quot;.