نهر البارد (لبنان): تدور اشتباكات متقطعة صباح اليوم الثلاثاء بين الجيش اللبناني ومسلحي مجموعة quot;فتح الاسلامquot; المتطرفة الذين باتوا متحصنين في حي واحد من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. واوضح المراسل ان دوي اشتباكات بالاسلحة الخفيفة كانت تسمع صباح الثلاثاء في عمق المخيم في حي سعسع عند الطرف الجنوبي الغربي للمخيم القديم الذي بنته الاونروا عام 1949 وذلك بعد ليلة سادها قصف متقطع.

وشوهد صباح الثلاثاء العلم اللبناني يرفرف على حي الصفوري الذي يقع على هضبة تشرف على الحي الاخير الذي يتحصن بداخله المسلحون. وكان متحدث عسكري قد اكد مساء الاثنين لوكالة فرانس برس ان quot;الجيش سيطر على هضبة صغيرة جنوب المخيم اتاحت له السيطرة بالنار على المربع الاخير الذي يتحصن فيه الاسلاميون الذين تراجع هامش المناورة لديهم في شكل ملحوظquot;.

واشار ايضا الى استسلام اربعة مقاتلين، اثنان اسلاميان واثنان فلسطينيان هما ابو نبيل المسؤول عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الموالية لسوريا في نهر البارد واحد عناصرها. واكد ابو نبيل ان المدعو ابو هريرة الرجل الثاني في فتح الاسلام (اللبناني شهاب قدور) قتل في المعارك بدون ان يحدد تاريخ مقتله كما ذكر لمراسل وكالة فرانس برس ابو عدنان مسؤول القيادة العامة في شمال لبنان.

يذكر بان ثلاثة جنود قتلوا امس الاثنين في المعارك العنيفة التي اسفرت عن سيطرة الجيش منذ الاحد على مواقع استراتيجية ما يرفع الى مئة عدد الجنود الذين قتلوا منذ عشرين ايار/مايو. وواصل المسلحون الاسلاميون الاثنين، على غرار ما يقومون به منذ بضعة ايام، اطلاق صواريخ باتجاه القرى القريبة من المخيم، سقطت في بساتين بدون ان تؤدي الى اضرار.

ويسيطر الجيش منذ 22 حزيران/يونيو على المخيم الجديد وهو القسم الذي تمدد اليه المخيم خلال السنوات الماضية وانتشرت فيه الابنية. وما زال في المخيم نحو 80 مقاتلا من فتح الاسلام وعائلاتهم بعد ان غادره اخر المدنيين الاربعاء الماضي اثر فشل كل الوساطات لاقناع المتطرفين بالاستسلام او تشكيل قوة فلسطينية مشتركة تجبرهم على ذلك. وقبل المعارك كان نحو 31 الف لاجئ يقيمون في مخيم نهر البارد.

وتطالب السلطات اللبنانية والجيش باستسلام عناصر المجموعة المتهمين بافتعال المعارك بقيامهم بتصفية 27 عسكريا في 20 ايار/مايو كانوا اما في مواقعهم حول نهر البارد او خارج نطاق الخدمة في اماكن اخرى من شمال لبنان. غير ان مقاتلي فتح الاسلام المتمركزين في نهر البارد منذ تشرين الثاني/نوفمبر وهم من جنسيات عربية مختلفة، رفضوا كل الوساطات.