نهر البارد (لبنان): يسود هدوء حذر صباح الثلاثاء في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان، بعد اشتباكات عنيفة جرت مساء الإثنين بين مسلحي فتح الإسلام المتحصنين في جزء صغير من المخيم والجيش اللبناني الذي يواصل تعزيز مواقعه.وأوضح المصدر أن الهدوء الحذر بدأ بعيد منتصف الليل في أعقاب اشتباكات مسائية استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة، فيما استهدفت الجيش مواقع المسلحين في المخيم القديم، الذي بنته الاونروا عام 1949، بمختلف انواع القذائف بما فيها مدفعية الدبابات ومدفعية الميدان البعيدة المدى.

تتجدد يوميًا الإشتباكات المتقطعة التي تعنف مرات، وتكون خفيفة مرات أخرى. فيما يواصل الجيش دعوته من تبقى من مسلحي فتح الاسلام الى الاستسلام وسط جمود الوسطات التي اطلقتها اطراف فلسطينية لحل الازمة. ومسلحو مجموعة فتح الاسلام الاصولية محاصرون منذ العشرين من ايار/مايو في المخيم ولا يزالون متحصنين داخل جيب صغير في الجزء الجنوبي من المخيم القديم حيث لا يزال يقيم مئات اللاجئين الذين يعانون من نقص في المياه والمواد الغذائية. ومنذ اعلان وزير الدفاع الياس المر في 22 حزيران/يونيو سيطرة الجيش على المخيم الجديد، وهو القسم الذي تمدد اليه المخيم خلال السنوات الماضية وانتشرت فيه الابنية، تتركز الاشتباكات على تخوم المخيم القديم. وتسببت الاشتباكات في شمال لبنان حتى الآن بمقتل 173 شخصًا، بينهم 85 جنديًا لبنانيًا و68 مسلحًا على الاقل، إذ يصعب احصاء عدد هؤلاء الذين لا تزال جثث العديد منهم داخل المخيم.