واشنطن: وجد مرشح الرئاسة الديمقراطي باراك اوباما نفسه في مواجهة جديدة بشأن السياسة الخارجية مع منافسته هيلاري كلينتون وهذه المرة بشأن استخدام الاسلحة النووية.فقد استبعد اوباما تماما استخدام الاسلحة النووية في ملاحقة أهداف تنظيم القاعدة أو حركة طالبان في افغانستان أو باكستان مما دفع هيلاري كلينتون الى القول إن الرؤساء لا يستبعدون الخيار النووي من بين الخيارات التي امامهم فيما يزيد من حدة الجدل بينهما بشأن ما اذا كان اوباما لديه خبرة كافية لكي ينتخب رئيسا في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2008 .

وقالت مساعدة لاوباما الذي يشغل مقعدا لاول مرة في مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي ان اوباما صرح لاحد الصحافيين بعد مناسبة في الكونغرس أنه لن يستخدم ابدا الاسلحة النووية في تلك البلاد.وقالت جين ساكي المتحدثة باسم اوباما quot;موقفه لا يمكن ان يكون أوضح من ذلك.quot;

واضافت quot;لن يفكر في استخدام الاسلحة النووية في القتال ضد اهداف ارهابية في افغانستان وباكستان.quot;جاء هذا الموقف بعد يوم من تعهد اوباما بأنه سيكون مستعدا لضرب اهداف القاعدة داخل باكستان بموافقة أو بدون موافقة حكومة الرئيس الباكستاني برويز مشرف.

وأبدى اوباما هذه اللهجة المتشددة بعد ان اتهمته هيلاري كلينتون بأنه ساذج ويفتقر إلى الاحساس بالمسؤولية لقوله في ندوة الاسبوع الماضي انه سيكون مستعدا للاجتماع دون شروط مسبقة مع زعماء دول معادية مثل ايران وكوبا وسوريا وكوريا الشمالية وفنزويلا في العام الاول له في الرئاسة.وكان موقف هيلاري كلينتون هو انها لن تجتمع مع هؤلاء الزعماء سوى بعد ان تثمر جهود دبلوماسية تجرى بحرص على مستوى منخفض عن نتائج. وقال اوباما ان هيلاري تمثل الفكر التقليدي الذي يتماشى مع ادارة الرئيس جورج بوش ولن يجلب تغييرا اساسيا يحتاج اليه الاميركيون.

وردت هيلاري عضو مجلس الشيوخ عن نيويورك والسيدة الاولى السابقة للولايات المتحدة على تصريح اوباما بشأن الاسلحة النووية في مؤتمر صحافي في مبنى الكونغرس.وقالت quot;أعتقد ان الرؤساء يجب ان يتوخوا الحرص الشديد في كل الاوقات عند بحث استخدام أو عدم استخدام الاسلحة النووية.quot;

وقالت quot;الرؤساء منذ الحرب الباردة استخدموا قوة الردع النووي للمحافظة على السلام. وانا لا اعتقد ان أي رئيس يجب ان يدلي بأي تصريحات مطلقة في ما يتعلق باستخدام أو عدم استخدام الاسلحة النووية.quot;وأوضحت حملة أوباما موقفها في وقت لاحق من يوم الجمعة.

وقالت ساكي quot;اذا توفرت لدينا معلومات استخبارات بشأن وجود أهداف للقاعدة على مستوى عال مثل اسامة بن لادن فإن السناتور اوباما سيتخذ اجراء وعلى ثقة بأن الوسائل التقليدية ستكون كافية للقضاء على الهدف.quot;واضافت quot;بصراحة لقد اصابتنا الدهشة لأن آخرين يختلفون مع ذلك.quot;

وجاء أكثر النزاعات حدة في سباق الحزب الديمقراطي بينما يهدف اوباما لأن يصبح أول رئيس أسود للولايات المتحدة ويكافح لسد فجوة كبيرة في استطلاعات الرأي بينه وبين هيلاري كلينتون.وجاء في استطلاع جديد للرأي لمركز ابحاث بيو ان هيلاري كلينتون تتقدم الآن على اوباما بنسبة اثنين الى واحد في السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة حيث تتمتع بتأييد 40 في المئة مقابل 21 في المئة لاوباما.