كانساس سيتي: أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش في خطاب ألقاه اليوم الأربعاء حول العراق أن مصير الشيوعيين السوفيت والنازيين بانتظار المتطرفين الإسلاميين.
وقال بوش في الاجتماع السنوي في ولاية ميسوري للمحاربين الأميركيين القدامى، الذين شاركوا في الحروب خارج بلادهم: quot;اليوم يؤمن المتطرفون الإسلاميون الذين يحاربوننا بأهدافهم كما كان يؤمن النازيون واليابانيون الإمبراطوريون والشيوعيون السوفيت بأهدافهم. وبانتظارهم ذات المصيرquot;.
وأضاف بوش: quot;يعتبر أقوى سلاح تملكه الديمقراطية هو الرغبة في الحرية التي وضعها الخالق في قلب الإنسان. ونحن سنكون أوفياء لمبادئنا وسننتصر على المتطرفين في العراق وأفغانستانquot;!
بوش يستشهد بصراعات سابقة للدعوة للمثابرة في العراق
الى ذلك سعى بوش لتعزيز موقفه المطالب بالمثابرة في العراق بوضع الحرب التي لا تحظى بتأييد في اطار تاريخي جنبا الى جنب مع تجربة الولايات المتحدة في اليابان وكوريا الجنوبية وفيتنام لكن منتقدين قالوا انه فشل في تحقيق هدفه.
ومهد بوش الطريق في كلمته لتقرير مهم يتوقع تقديمه بحلول منتصف سبتمبر أيلول عن العراق يتوقع أن يتضمن تحقيق بعض التقدم على صعيد الامن لكن تقدما ضئيلا على طريق المصالحة السياسية.
وقال بوش ان من مصلحة الولايات لمتحدة أن تواصل العمل على تحقيق استقرار العراق وأشار الى النظام الديمقراطي الحديث في اليابان وكوريا الجنوبية كمثالين محتملين. كما ضرب مثلا بسيطرة الخمير الحمر في كمبوديا والعنف في فيتنام بعد انسحاب القوات الاميركية ليحذر من عواقب الخروج من العراق.
وقال quot;بالرغم من الاخطاء التي ارتكبت وبالرغم من المشاكل التي واجهناها فمساندة العراقيين في الوقت الذي يبنون فيه ديمقراطيتهم أمر حيوي لابقاء الشعب الاميركي سالما من الارهابيين الذين يريدون أن يهاجمونا.quot; وكانت المقارنة التي عقدها بوش مع فيتنام أسلوبا محفوفا بالمخاطر تفادته ادارته في الماضي.وشبه العديد من الديمقراطيين العراق بفيتنام ووصفوا الحرب بأنها مستنقع تكلف ثمنا باهظا من الارواح والاموال الاميركية دون أن يحافظ على مصالح الولايات المتحدة.
كما انتهز بوش فرصة حديثه أمام منظمة المحاربين القدامى في الحروب الخارجية لتأكيد مساندته لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالرغم من تصريحات أدلى بها في اليوم السابق وألقى فيها الضوء على خيبة الامل في عدم قدرة الزعيم العراقي على تحقيق المصالحة بين الاطراف المتصارعة هناك.
وقال بوش quot;رئيس الوزراء المالكي رجل صالح.. يضطلع بمهمة صعبة وأنا أسانده. ولا يرجع الامر للساسة في واشنطن لتقرير ما اذا كان سيبقى في منصبه. هذا يرجع الى الشعب العراقي.quot;
وذكر بوش أن الحرب في العراق quot;صراع ايديولوجيquot; مثلها في ذلك مثل الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية وحرب فيتنام وسعى مجددا الى تصوير الصراع بوصفه جزءا من quot;الحرب على الارهابquot; الاوسع نطاقا التي تخوضها الولايات المتحدة. وقال quot;مؤيدي مبدأ الحلول العسكرية في اليابان والشيوعيون في كوريا وفيتنام كانوا مدفوعين برؤية تخلو من الرحمة عن التنظيم السليم للانسانية.quot;
واضاف quot;مثل أعداءنا في الماضي يسعى الارهابيون الذين يشنون حربا في العراق وأفغانستان وأماكن أخرى الى نشر رؤية سياسية خاصة بهم.. خطة قاسية للحياة تسحق الحرية والتسامح والمعارضة.quot;
ويتزايد الضغط على بوش بخصوص العراق قبل تقرير يتوقع أن يرفعه ريان كروكر السفير الاميركي لدى بغداد والجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الاميركية في العراق الى الكونجرس بحلول 15 سبتمبر أيلول.
وسيتضمن هذا التقرير تقييما لنتائج زيادة القوات في العراق التي أمر بها بوش في مطلع العام الجاري بهدف تقليص العنف هناك ويأتي في وقت يكثف فيه الكونجرس الذي يقوده الديمقراطيون جهوده لسحب القوات الاميركية.وهون هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ من شأن مقارنات بوش التاريخية وقال ان قرار غزو العراق كان quot;واحدا من أسوأ أخطاء السياسة الخارجية في تاريخنا.quot;
وتعهد ريد بأن يسعى الديمقراطيون في الاسابيع المقبلة الى اجبار بوش على تغيير quot;استراتيجيته الفاشلة في العراق.quot; وقال السناتور الديمقراطي جون كيري الذي فاز عليه بوش في انتخابات الرئاسة عام 2004 والذي اشترك في حرب فيتنام ان المقارنة التي عقدها الرئيس الاميركي مع تلك الحرب quot;تفتقر الى المسؤوليةquot; وquot;تنم عن جهلquot;.
وقال quot;انه لامر مؤسف أن يسعى الرئيس بوش لعقد مقارنة زائفة بين فيتنام والعراق وليس مفاجئا ان يفرط في تبسيط الاختلافات ويتجاهل أوجه الشبه المأساوية.quot;وأضاف quot;اذا أراد الرئيس الاستفادة من دروس فيتنام فينبغي أن يغير المسار وأن يغيره الان.
التعليقات