لوكربي مجددًا... بشهود ومعلومات قد تقلب كل المعايير
تزوير أدلة وتلاعبات لإلصاق التهمة بليبيا

اعتدال سلامه من برلين: معلومات مثيرة قد تقلب مسار قضية لوكربي رأسًا على عقب، وتعيد فتح ملف الحادثة على مصراعيها نشرتها صحيفة برلينر تسايتونغ الألمانية، اليوم، عن حادثة سقوط الطائرة الأميركية بام ام فوق منطقة لوكربي. تنقل الصحيفة معلومات قدمها شرطي اسكتلندي، وهو شاهد سابق شارك في التحقيقات في القضية عن عملية تزوير لمستندات مهمة كانت ستغيّر مجرى المحاكمة بشكل كامل لو تم عرضها حينها. وقدم الشرطي الاسكتلندي معلومات موثقة عنعمليات تزوير مستندات وأثناء التحقيقات الرئيسة في حادثة لوكربي، مرجحًا إعادة فتح القضية.

ووفق هذا الشرطي، فإن عملية التزوير تمت من اجل إلقاء اللوم على ليبيا وإلصاق التهمة بها، حيث تم التلاعب بقطع قماش تعود للركاب إضافة إلى التلاعب بتوقيت الساعة التي قيل إنها ساعة توقيت القنبلة التي انفجرت في الطائرة.

والخطر في المعلومات المتوفرة لدى الصحيفة البرلينية قول هذا الشرطي إنهم (أي المحققين) خططوا للعملية، وكانوا يريدون أن تتفجر الجامبو وتقع في المكان الذي عثر عليه الحطام.

اما المهندس السويسري اولريش لومبرت والذي يعمل في مصنع Mebo في زويوريخ، فقد ظهر إلى العلن بأقوال لا تقل خطورة عن الشرطي الاسكتدلندي. هذا المهندس الذي قيل إنه قام بتصنيع ساعة توقيت القنبلة التي اشترتها ليبيا واستخدمتها في تفجير الطائرة، أكد أنه أعطى ساعة التوقيت التي وجدت بين حطام الطائرة إلى أحد المحققين في القضية بشكل غير قانوني في 22 حزيران/يونيو عام 1989 ، أي بعد مضي 6 اشهر على تفجير الطائرة.
لكن المفاجأة الكبرى كانت استخدامها كدليل بعد عامين من وقوع الحادث، وعبر المهندس عن خوفه الكبير حين تأكد من سوء استخدام الدليل الذي قام بتسليمه في قضية تحمل ابعادًا دولية، لذلك قرر الصمت وعدم التحدث تفاديًا لأي أذى قد يلحق به وبعائلته.

صحيفة برلينر اتصلت بمالك مصنع mebo في سويسرا ادفين بولير الذي كشف عن دعوى قضائية قدمها للمدعي العام في زيوريخ بسبب السمعة السيئة والأضرار المادية الفادحة التي لحقت بمصنعه بسبب محاكمة لوكربي. كما أكد أنه قال أمام المحكمة إن الساعة التي عثر عليها واعتبرت دليلاً للتفجير كانت دليلاً وتم تزويره.
المدعي العام في زيوريخ، أكد وجود ملف الدعوى رافضًا الإدلاء بأي معلومات أخرى. واستند بولير في الدعوى إلى أقوال المهندس لومبرت الذي قالت المحكمة بأنه صنع الساعة التي تم بوساطتها توقيت القنبلة التي انفجرت في الطائرة.

جديد القضية أن هانس كوشلر الذي كان موفدًا من الأمم المتحدة لمتابعة محاكمة لوكربي يعتقد بوجود تطابق في الأقوال بين العامل اولريش لومبرت والشرطي الاسكوتلندي، الامر الذي يعني _في حال اثبات صحتها_ التشكك في مصداقية واستقلالية المحكمة الاسكوتلندية التي اصدرت حكمها بقضية طائرة لوكربي. ويعيد كوشلر الى الذاكرة موقف القاضي بروسك عندما اشار صاحب مصنع الساعات بولير امام المحكمة إلى تزوير ساعة التوقيت، وكيف قام بوقف الجلسة حينها...

يذكر بأنه في 21 من شهر كانون الاول ( ديسمبر) عام سقطت 1988 فوق منطقة لوكربي الاسكوتلندية طائرة تابعة لشركة الطيران الأميركية بان ام بعد انفجار قنبلة موقتة على متنها وقتل نتيجة هذا العمل الارهابي 270 مسافرًا. واتهمت الولايات المتحدة وبريطانيا يومها الحكومة الليبية . وفي عام 2001 حكمت محكمة في هولندا على الجاسوس الليبي السابق عبد الباسط المغراهي بالسجن مدى الحياة لتورطه بالجريمة. وبعد عدة جلسات لمحاكمة دامت سنوات طويلة وضغوط دولية دفعت الحكومة الليبية قرابة ملياري دولار تعويضات لذوي الضحايا.

لكن قبل شهرين، أعلنت المحكمة العليا في اسكوتلندا أن المغراهي قدم طعنًا للحكم الصادر بحقه عن طريق محاميه، وما يلفت النظر أن القضاء الاسكوتلندي يميل الآن إلى الاعتقاد بأن هذا الليبي كان ضحية خطأ قانوني. والسبب في هذا الاعتقاد الذي قد يفتح ملف لوكربي من جديد، وقد يحدث انفجارًا كبيرًا أقوال الشرطي الاسكوتلندي الذي شارك يومها في التحقيقات مع الشهود.