زيد بنيامين

بينما كانت عقيلة الرئيس المصري حسني مبارك تقف لتلوح بالجزرة حول (من تسول له نفسه) الحديث عن صحة زوجها التي اصبحت مدار جدل في مصر وغير مصر، كان 2000 مصري يتحدثون في نقاش عميق على موقع الـ (فيس بوك) حول صحة الرئيس مبارك وكان السؤال محور الجدل مفاده quot;ماذا سنفعل لو قدر وغاب الرئيس مبارك؟quot;

ومن يتابع الموقع يرى ان تعليقات الاعضاء كما يقول علاء شاهين مراسل رويترز في القاهرة قد بدأت منذ يونيو الماضي لكنها زادت خلال الايام العشرة الماضية مع توالي الانباء حول تداعي صحة الرئيس المصري البالغ من العمر 79 عاما والرافض تعيين أي نائب له في حال غيابه هو الذي حكم مصر على مدى 25 عاماً تلت اغتيال سلفه انور السادات في حادثة المنصة الشهيرة.

العديد ممن شاركوا في النقاش هم من الشباب المصري والذين لم يعرفوا رئيسا غير مبارك في بلد يعاني صعوبات اقتصادية جمة كونه البلد صاحب اكبر عدد من السكان بين الدول العربية جميعا والبعض من الشباب وعلى الطريقة المصرية يعلق قائلا quot;ان عمره لن يطول مع الاسف حتى يرى جنازة الرئيس مباركquot; كما يقول رامي راجي.

كانت الكثير من المصادر المقربة من الرئيس المصري قد نفت أي عوارض صحية يعاني منها مبارك وهذا النفي قد جاء كما جرت العادة (بعدم الحديث عن هذا الموضوع من اساسه) رغم ان الصحف المعارضة والتلفزيونات الخاصة قد بدأت الحديث ولو بشكل مبطن عن هذه الامور.

وكانت سوزان مبارك عقيلة الرئيس المصري مدار الجدل هي الوحيدة التي تحدثت عن هذه التقارير حينما نفتها يوم السبت الماضي بعد ليلة واحدة من ظهور زوجها في زياراته الى العديد من المناطق في مصر وهي زيارات لم تقنع الشعب المصري ولا العربي ولا المراقبين بان مبارك بخير كما لم تقنعهم كلمات السيدة سوزان التي قالت quot;انه بخيرquot;.

في مصر هذه الجدالات تتكرر بين الحين والاخر خصوصا مع رفض الرئيس تعيين نائب له وعدم وجود مرشحين لخلافته غير ابنه جمال، ومن هنا جاء تعليق صحيفة المصري اليوم الذي تحدث عن صحة مبارك مضيفا quot;ان غيابه سيفتح الباب على صراع كبير على السلطة لايعلم نتائجه الا الله ولا يعلم الا هو سبحانه وتعالى نهايتهquot; فيما قال احمد سعيد المحرر الرياضي البالغ من العمر 25 عاما ان quot;وفاته ستعني ان كل شي في هذا البلد سيسقط معه لان هذه البلاد تدار من قبل شخص واحد وهو الذي يسيطر على كل شئquot; .

50% من الشعب المصري البالغ تعداده 73 مليون شخص ولدوا بعد مجئ مبارك الى السلطة وعاشوا قدرته الفائقة على الاحتفاظ بها رغم الدعوات الدولية التي لاحقته حول خرق حقوق الانسان في عهده بعلمه او دون علمه.

الرئيس مبارك كان قد قام يوم الجمعة الماضي بزيارة الى القرية الذكية وصورتها شبكات التلفزة الرسمية بالاضافة الى منطقة تطوير التطبيقات التكنلوجية خارج العاصمة المصرية القاهرة وهناك من علق على موضوع الزيارة قائلا انها quot;قديمةquot; فيما اكد احد المصورين المرافقين لمبارك ان الصور كانت قد اخذت اثناء الزيارة التي اقيمت بالفعل يوم الجمعة.

التلفزيون بث فيما بعد صورا لزيارات مبارك لعدد من المصانع اثناء اقامته الصيفية على البحر الابيض المتوسط فيما وصف البعض ان تلك الصور هي لبديل مبارك وليس لمبارك نفسه ولهذا لم يظهر التلفزيون صوت الرئيس او حديث له اثناء الزيارة وهو ما وصفته وكالة الانباء الرسمية المصرية (الشرق الاوسط) على انها مجموعة من الاكاذيب .

وكان مبارك قد سبق له الانهيار اثناء القاء خطاب في نوفمبر 2003 قبل ان يخضع لجراحة في المانيا في يونيو 2004 ومنذ ذلك الحين فان الاجابة الوحيدة التي تتلقاها حينما تسأل عن خليفته هي ان (الرئيس بالف خير) فيما تطالب بعض صحف المعارضة المصرية باصدار تقرير طبي يوضح ملابسات صحة الرئيس حيث يقول ابراهيم عيسى المتحدث باسم الصحيفة المستقلة (الدستور) قائلا quot;لماذا يجعلون من موضوع صحة الرئيس سرا عسكرياً، هذا دليل واضح ان النظام المصري لا يعي خطورة الوضع، انهم لايريدون الحديث عن صحة الرئيس ولا عن من سيخلفه، ان التقارير الصحية لن تبرهن على شئ سوى ان الرئيس انسان يمكن له ان يمرض او يموت، ان هولاء القادة يؤمنون بانفسهم على انهم الهة لا يموتونquot;.

وتقول الصحف المعارضة في مصر ان خلافة جمال لوالده مبارك هي امر حتمي وان هذه الخلافة لا يمكن لها ان تتم الا اذا كان الوالد حيا من اجل منع أي انقلاب او أي محاولة لوقف هذه الخلافة خصوصا وان جمال سيكون اول قائد مدني لمصر منذ انقلاب يوليو 1952.

جمال (43 عاما) والذي عمل كمستثمر في احد البنوك بالاضافة الى موقعه كمساعد للسياسات الاستراتيجية في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم نفى في اكثر من مناسبة ان يكون لديه اية طموحات نحو رئاسة البلد.

اما على صعيد الجيش المصري فان هذا الجيش لا يعرف موقعه من مسالة خلافة مبارك فيما مبارك يرفض تعيين نائب للرئيس كما ان الامة المصرية ليس لديها خبرة في نقل السلطة فعلى مدى 50 عاما او اكثر من عمر انقلاب يوليو فانه قد جرت عمليتين لنقل السلطة فقط وظهر على السطح 3 اشخاص لقيادة مصر.

وينص الدستور المصري بانه في حالة وفاة الرئيس فان رئيس البرلمان (مجلس الشعب) هو الذي يتولى الامور في البلاد حتى تجري انتخابات القادمة والمخطط لها في عام 2011 كما يضع الدستور شروط صعبة على أي مرشح من الاخوان المسلمين وهي اقوى مجموعات المعارضة في البلاد وبالتالي سيكون من الصعب على احد المنتمين اليها خلافة مبارك الرئيس الاطول عمرا في رئاسة مصر منذ عهد محمد علي باشا الذي ظهر في بدايات القرن التاسع عشر.