سعيد الجابر من الرياض: أنصف مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ حكماً مؤسسة البريد السعودي من أيادي الحاقدين، وذلك بعد أن أصدر فتواه التي يُحرّم فيها التعرض لصناديق واصل البريدية بالتكسير أو التخريب، أو الاعتداء عليها بشكل عام، وأكد آل الشيخ أن التعرض لصناديق بريد واصل بالتكسير والتخريب هو أمر محرم ، والمعتدي عليها يُعتبر آثم ، مشدداً في ردّه على أحد الأسئلة التي وجّهة إلية على ضرورة التعاون فيما فيه المصلحة العامة، مستدلاً بأدلّة قرآنية تدعوا للتعاون فيما بين المسلمين.
مؤسسة البريد السعودي تعد من المؤسسات العتيقة في البلاد، وهي من بين المؤسسات الحكومة التي تسعى بشراهه نحو الخصخصة، علّها أن تحضا بالعودة إلى ريعان الشباب بعد آن قضت أكثر من خمسة قرون تمارس عملها كقطاع حكومي، إلاّ أن ذلك لم يكن مقنعاً للبريد الممتاز( EMS ) الذي يعدّ من أحد أهم الأقسام في المؤسسة العامة للبريد والذي quot;يسعى للاستقلال بذاته هذه الأيامquot; كما بينت مصادر مقرّبة لـquot;إيلافquot;، وذلك بعد أن حاصرت نظرات المجتمع السعودي الحملة الإعلامية التي قادها البريد السعودي باسم quot;واصلquot; ووجدت الرفض من اغلب شرائح المجتمع منذ بداياتها.
وخلال مراحل مؤسسة البريد السعودي في الاعتماد على الذات التي يبحث عن تحقيقها في أقرب وقت ممكن عمل خلال الفترة الماضية على تخفيض تكاليف التشغيل بقدر الإمكان وقد اتخذ خطوة هامة في هذا الاتجاه عندما تملك نسبة 51٪ من شركة quot;ناقلquot; وتطبيق خدمة قراءة العناوين إلكترونياً، في الوقت ذاته بدأ موظفو البريد في السعودية يشعرون أن هناك خطوات نحو تحسين أجورهم عن طريق مبدأ التحفيز الذي عرف به رئيس المؤسسة.
على خلفية الفتوى التي ساندت معوقات نجاح خدمة quot;واصلquot; السعودية ثمّن رئيس مؤسسة البريد السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن، دور مفتي عام المملكة في توعية الجميع، على ضرورة المحافظة على ممتلكات الوطن ، وحرمة التعرض لها بالضرر أو إساءة استخدامها بأي شكل من الأشكال.
وأكد بنتن أن خدمة بريد quot;واصلquot; ذات أثر مهم على التعاملات الإلكترونية ، وبخاصة في المجالات التجارية والاقتصادية ، وتأتي بفائدة كبيره من ناحية توفير الوقت والجهد ، وان واصل من أهم المقومات الرئيسية في تطبيق الحكومة الإلكترونية التي تجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
وكان رئيس المؤسسة العامة للبريد الدكتور محمد صالح بنتن قد واجه كثيراً من الانتقادات خلال العام الماضي إلاّ أنه فضّل الصمت حينها على الرد على الانتقادات التي توجه لجهازه الإداري، وقد يعود ذلك لرغبته في أن تأخذ الخطوات التي اتخذتها المؤسسة الوقت الكافي حتى تصبح واقعاً يمكن أن يتحدث عن نفسه، ذلك في حال صدقت تنبؤ المشاريع التي تنفذها المؤسسة ومنها خدمة quot;واصلquot;.
وُذكر إلى أن مؤسسة البريد السعودي قد وضعت ملايين من الصناديق على واجهات المنازل والمباني والمحلات التجارية في جميع المناطق الجغرافية، ضمن مشروعها الخاص بالعنوان البريدي ، ويعد هذا المشروع الذي ينفذ من خلال شراكة مع القطاع الخاص في أنحاء المملكة تباعاً ، إلا أن عبث البعض طال هذه الصناديق التي كلفت المؤسسة ملايين الريالات ، في خطوة منهم تنُم عن جهل ولا مبالاة في المحافظة على ممتلكات الدولة. وبالرغم كل الجهود التي تبذلها المؤسسة العامة للبريد السعودي فإن الشكوى لا تزال قائمة من ضياع الرسائل وبطء البريد الممتاز في نقل الرسائل بنفس كفاءة الشركات الخاصة الأخرى التي تقدم نفس الخدمة، مما قد يتطلب في المرحلة المقبلة تطوير القوى البشرية وتأهيلها وتحسين مدا خيلها الشهرية الثابتة وصرف الحوافز لها وذلك بعد مطالبات موظفي البريد السعودي ليكونوا متهيئين بشكل تام لتقديم أفضل خدمة والتعامل بأرقى أسلوب مع مستخدمي وسائط هذا الجهاز الحيوي والهام في السعودية.
التعليقات