فيينا:انتقد رئيس الهيئة الاسلامية الرسمية في النمسا أنس شقفة الحملة الجارية في النمسا ضد الاسلام والمسلمين محذرا بشكل خاص من تنامي نفوذ بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة التي رفعت اخيرا شعارات ضد بناء المساجد وعدم أسلمة النمسا. وقال شقفة اليوم ان الادعاءات التي رفعها المتظاهرون من حزب الاحرار اخيرا لا أساس لها من الصحة اذ لا يعتزم المسلمون في فيينا بناء مسجد جديد أو مئذنة كما ادعى منظمو المظاهرة.

ورأى شقفة أن الحملة الأخيرة ضد الرموز الاسلامية والشعائر الدينية بدأت اولا في ألمانيا ثم انتقلت مع مرور الوقت الى النمسا من خلال الاحزاب اليمينية المتطرفة من بينها حزب الاحرار اليميني وحزب التحالف من أجل مستقبل النمسا.وأعرب عن قلقه البالغ لانزلاق بعض الرموز والشخصيات المعتدلة في الاحزاب النمساوية الكبرى في البلاد التي تقيم معهم الهيئة الاسلامية علاقات تقليدية أساسها الحوار والنقاش العقلاني لتطلق شعارات شبيهة بتلك التي ترفعها الاحزاب المتطرفة في البلاد.

ووصف الشقفة ما ورد على لسان نائب المستشار النمساوي فيلهم مولترر بأنه كلام غير موفق ولاسيما انه صدر من مسؤول سياسي معتدل كان عليه الحذر عند اطلاق مثل هذه التصريحات التي باتت تعتمدها الاحزاب المتطرفة في البلاد لتؤجج من حملتها المعادية للاجانب وللاسلام بشكل خاص.

واشار الى ان الهيئة الاسلامية في النمسا ستعيد هذا النمط من الحديث والحوار وتوضيح بعض الاشياء التي تكون قد تسربت اليهم عن عدم معرفة واطلاع.وفيما يتعلق بتصريحات الاسقف كابيلاري الذي دعا الى التوقف عن بناء المساجد الى ان تسمح الدول العربية والاسلامية ببناء الكنائس المسيحية فيها وذلك من منطلق التعامل بالمثل والاحترام المتبادل قال شقفة انه ليس صحيحا ان الدول الاسلامية لا تسمح ببناء الكنائس على اراضيها مشيرا الى ان هناك دولة واحدة ترفض ذلك بسبب قدسيتها بالنسبة للمسلمين.

وتابع قائلا ان تركيا التي تتعرض غالبا لانتقادات غربية لاذعة بحجة تضييق الخناق على المسيحيين وغير المسلمين هي في الواقع اكثر تسامحا مع المسيحيين و غير المسلمين اذ يفوق عدد الكنائس والاديرة في تركيا اضعاف ما لدى المسلمين من دور عبادة في النمسا.

وحول اسباب الحملة الاخيرة على الاسلام التي تزامن توقيتها مع حلول شهر رمضان قال شقفة ان الاحزاب المتطرفة التي تفتقد الى برنامج عمل سياسي واضح كثيرا ما تلجأ الى اثارة مشاعر المواطنين من خلال رفع شعارات شعبوية معادية للاسلام والمسلمين مشيرا الى ان هذه الشعارات لا تعدو كونها نوعا من انواع نقص في النضج الديمقراطي.