الياس توما من براغ : يحتدم الجدل في تشيكيا بين رئيس الحكومة ميريك توبولانيك الذي يتزعم الحزب المدني الديمقراطي اليميني التوجه وبين نائب رئيس مجلس النواب فويتيخ فيليب الذي يترأس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي المعارض، وذلك بسبب الموقف منإسرائيل ودورها وممارساتها في الشرق الأوسط.

وقد بدأ الجدل بعيد كلمة ألقاهارئيس الحكومة التشيكية في حفل استقبال إسرائيلي اعتبر فيها إسرائيل بأنها quot;رسول شرق أوسطي للقيم الأوروبيةquot; وللديمقراطية، ووصف بشكل غير مباشر كفاح الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أراضيه بأنه هجمة بربرية.

وقد رد عليه فيليب برسالة مفتوحة انتقد فيها بقوة ممارسات إسرائيل بحق الفلسطينيين واحتلالها للأراضي العربية، وأخذ على توبولانيك تجاهله لحقائق الصراع الشرق أوسطي وطالبه بتقديم إيضاحات عن أقواله المتعلقة بالكفاح الفلسطيني .

وقد حاول توبولانيك التخفيف من كلماته بالإشارة إلى انه لم يكن يقصد بالهجمة البربرية الشعب الفلسطيني وإنما كل القوى المتطرفة في الشرق الأوسط بما فيها القوى اليهودية وعاد للحديث عن دور إسرائيل quot; الايجابي quot; في المنطقة فما كان من فيليب إلا أن أرسل له رسالة من 3 صفحات، أكد فيها انه غير راض من رده وانه يريد الطلب من رئيس مجلس النواب عرض رده هذا أمام المجلس لتوضيح الموقف .

وتؤكد رسالة فيليب على انه إذا كان هناك من بربرية تمارس في الشرق الأوسط فان إسرائيل هي التي تقوم بها وانه إذا كان رئيس الحكومة التشيكي معجب بالقيم التي تعتنقها وتطبقها إسرائيل فمعنى ذلك انه معجب بقيم أوروبية لكن من حقبة تاريخية أخرى في إشارة واضحة إلى القرون الوسطى التي تعتبر نقطة مظلمة في تاريخ أوروبا .

ولفت انتباهه أيضًا إلى أن الحدود الحالية لإسرائيل لا تتوافق مع الحدود التي أقرت بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181، وأن الحدود الحالية وغير النهائية لإسرائيل تعكس السياسة التوسعية الطويلة الأمد التي لا يمكن تبريرها وان هذه السياسة بالذات هي السبب الرئيسي في حالة عدم تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط الاستراتيجية.

وشدد فيليب على انه لا يعرف ما هي القاعدة الخلافية أو القانونية التي يمكن أن تمنح quot;الديمقراطيquot; حق التحول إلى محتل وطاغ لأن الديمقراطي الحقيقي لا يسمح لنفسه بان يحتل شعوبا أخرى ودولا ذات سيادة .

وأشار أيضا إلى أن إسرائيل احتلت منذ عام 1978 أكثر من ثلث أراضي دولة ديموقراطية هي لبنان وذلك في الفترة التي لم يكن فيها حزب الله موجودا مشددا على أن حزب الله قد نشأ من الحاجة للتخلص من الاحتلال الإسرائيلي.

وشدد على أن مقاتلي حزب الله ليسوا أجانب وان لديهم تمثيلاً في البرلمان وكان لهم وزراء في الحكومة وأنهم من أبناء جنوب لبنانالذين يدافعون عن أراضيهم و عن كرامتهم التي تهينها العنجهية الإسرائيلية .

ولفت انتباهه إلىأن معدل القوة في الشرق الأوسط هو لصالح إسرائيل سبب الدعم الأميركي لها، وإن هذا الأمر يؤدي إلى دعم عدوانية إسرائيل الأمر الذي يجعل الأصوات تتنامى لدى الفئات الشعبية العربية لإتباع الحرب الفدائية لأن درس العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، أكد انه من الممكن مواجهة غطرسة المعتدي بأسلوب القنال الفدائي .

وأشار فيليب إلى الممارسات العنصرية التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين وضد العرب الذين يعيشون في إسرائيل والى أن إسرائيل قتلت في الحرب الأخيرة على لبنان 2023 لبنانيًا وجرحت 3740 ودمرت 72 جسرًا و28000 قطعة من الماشية واستخدمت أسلحة محرمة دوليا وقنابل عنقودية وتسبب بخسائر مادية للبنان تقدر بأكثر من 20 مليار دولار .

وشدد في ختام رسالته على أن امن جميع شعوب منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه في إطار السياسة التوسعية والاحتلال والصلفواستمرار ظلم الشعوب.