باماكو: يراهن التنظيم المسلح لقبائل الطوارق على أزمة الرهائن العسكريين للجيش المالي المحتجزين لديه منذ شهور للضغط على نظام بماكو لدفعه نحو تنفيذ اتفاق السلام الموقع بينهما في الجزائر منتصف العام 2006.

وقال اٍبراهيم باهانغا، زعيم الجناح العسكري لحركة التحالف من أجل التغيير للطوارق، إن قرار إطلاق عشرة رهائن من أصل 36 عسكريا ماليا يعد بادرة عن حسن النية تجاه الحكومة المالية لاتخاذ موقف بشأن تنفيذ اتفاق الجزائر.

وكشف بأن هذا القرار جاء تلبية لطلب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عبر مبعوثه كوسيط للسلام في الأزمة وأنه يقدم ضمانات لدفع الطرفين إلى تنفيذ اتفاق السلام.

وترجح أوساط دبلوماسية أن ضمانات الرئيس الجزائري قد تكون ناتجة عن تفاهمات توصل إليها مع الرئيس المالي في زيارته إلى الجزائر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في إطار اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.

أزمة رهائن
واندلعت أزمة الرهائن في أعقاب احتجازهم من قبل التنظيم المسلح لقبائل الطوارق أواخر شهر أغسطس/ آب المنصرم بمنطقة كيدال شمال مالي المحاذية للحدود الجزائرية بعد مواجهات عنيفة بين الطرفين.

وفسر مراقبون أن التصعيد الأمني في تلك الفترة كان رسالة سياسية مزدوجة الأهداف من الطوارق.

فمن جهة: مطالبة السلطات المالية بتنفيذ التزاماتها، ومن جهة أخرى تذكير أطراف دولية وإقليمية خاصة منها الجزائر وليبيا بحكم علاقاتهما المتميزة بشأن أزمة الطوارق بالضغط على الحكومة المالية للوفاء بتعهداتها بشأن تنفيذ اتفاق الجزائر.

وشدد قائد الجناح المسلح لحركة الطوارق بهذا الشأن أن لا خيار للسلطات في بماكو إلا احترام بنود اتفاق الجزائر.

اتفاق الجزائر
وينص اتفاق الجزائر على أن تسحب الحكومة المالية قواتها العسكرية المنتشرة بكثافة في بلدات الطوارق ( تينزواتين وكيدال وتمبوكتو وغيرها ....).

يُضاف إلى ذلك تنفيذ مشروعات إعمار لصالح السكان المحليين، وإنشاء صندوق لدعم أنشطة الاٍعمار، وأعلن مؤخرا عن ضخ مالي للصندوق يقدر ب 176 مليون يورو من طرف الجزائر ومالي وإعانات دولية لتنمية مناطق الطوارق.

وكان الاتفاق الأول بخصوص أزمة الطوارق قد وقع بالجزائر سنة 1996 ومكن الفصائل المسلحة التي كانت تقاتل النظام في النيجر تحت اٍسم حركة الأزواد قبل أن تتحول إلى تحالف ويطلق عليه حاليا تسمية حركة 23 مايو من اجل التغيير.

ونقلت تقارير دوائر أمنية وإعلامية أن شمال مالي ينذر بمخاوف قد تؤجج وتعقد الصراع إثر إعلان أميركا نواياها في الحضور عسكريا بالمنطقة.

وجود أميركي
واعترفت سلطات مالي بأن الوجود الأميركي يقتصر على الدعم المادي لقواتها على خلفية محاصرة التحركات المشبوهة على حد قولها لما وصفته بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وإيوائها لعناصر من القاعدة التي تهدد حسب نفس المصادر ضرب المصالح الغربية القائمة في دول الساحل.

وأبدت حركة الطوارق قلقها من هذه التطورات وأعلنت قبل أيام الحركة من أجل التغيير في تصريحات لها رفض وجود الحركات الإرهابية بالمنطقة.

وتتمركز قبائل الطوارق في الصحراء الإفريقية، وتتوزع على خمس دول افريقية وهي: مالي والنيجر وبوركينافاسو وليبيا والجزائر.

وتقدر تقارير أن تعداد قبائل الطوارق يبلغ حوالي 3 ملايين نسمة، ويعتمدون في حياتهم على تربية الإبل والماشية ويمارسون تجارة المقايضة مع سكان الدول المجاورة.