العراق يحتفل اليوم بالذكرى الـ87 لتأسيس جيشه الوطني
السيستاني يدعو للإبلاغ عن الإرهابيين وعدم إستباحة المال العام
أسامة مهدي من لندن: في وقت بدأت السلطات العراقية اتخاذ اجراءات امنية مشددة في محافظة كربلاء والاخرى المحيطة بها استعدادا لتوافد اكثر من مليوني عراقي لاحياء مراسم عاشوراء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب فقد دعا المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني المبلغين الذين يتوجهون الى قرى ومدن العراق لاحياء هذه المراسم فيها ايضا الى مساعدة الدولة في مكافحة الارهاب والابلاغ عن الارهابيين وتوعية الناس بعدم استباحة المال العام وتحريمه عليهم كحرمة دمائهم في وقت بدأ زوار عرب واجانب يصلون بالتتابع الى المحافظة .. في حين اعلنت الحكومة اليوم الاحد عطلة رسمية لمناسبة الذكرى 87 لتاسيس الجيش العراقي عام 1921 .
وفي ارشادات وزعها مكتب المرجع السيستاني على مئات المبلغين والمبلغات الذين سيقودون احياء مناسبة عاشوراء التي تبدأ نهاية الاسبوع الحالي اكد فيها ضرورة صيانة الوحدة الوطنية للعراق والاهتمام بتوعية كل قومياته وطوائفه مشددا على انه quot; خادم لجميع العراقيين quot; .
وطالب بالتأكيد على ان حرمة المال العام هي كحرمة دماء المسلمين وتوجيه المواطنين بعدم استباحة الأموال الحكومية العامة .. وقال quot;إن ذلك إذا شاع في أي شعب يؤدي الى الانحطاط المجموعيquot; . وتوجيه الناس لضرر وحرمة الفساد الإداري انطلاقا من quot;إن كثيراَ من الناس يتخيل ان الاموال العامة واموال الدولة من المباحاتquot;. وطالبهم بحث الناس على تطبيق القانون والالتزام بالجهات القانونية لما فيه من الحفاظ على ارواح المواطنين .
واضاف المرجع في ارشاداته التي نشر نصها موقع quot;نونquot; من مدينة كربلاء quot;ان موقف عموم العراقيين والشيعة بشكل خاص حرج وفيه مشاكل كثيرة ولابد من الرجوع الى أهل الاختصاص ولا سيما أهل العلم وعليهم الحذر من الأعداء فقد كثر أعداؤنا مع أن شيعة أهل البيت عليهم السلام لا يتعدون على الاخرين وبحسب علمي أن أعداءكم ونتيجة لضعفهم السياسي يتجهون الى القتل والدمار -ولكن العاقبة للمتقين وهنا نتحمل مسؤولية توجيه الشعب بمساعدة الدولة لمحاربة الارهاب وردع ارهابيين وإزالتهم ولو بالإخبار عنهمquot;.
وقال السيستاني في ارشاداته quot; ان مناسبة عاشوراء مناسبة مهمة لجميع المسلمين وللشيعة خاصة ولا بد من ذكر مصائب الامام الحسين على النحو المناسب الذي يؤثر في عواطف الناس لأن لذلك تأثيراً كبيراً على خلاف من يتوهم بتقليل قيمة الجانب العاطفيquot;. واكد على ضرورة quot;عدم ذكر ما لا سند له من القصص والحكايات حتى لو كانت مذكورة في بعض الكتب المشهورة وخصوصاً في المجالس التي يحضر فيها شرائح من المثقفين والعلماء وأن لا يلاحظوا بان الناس تقبل كل شيءquot;.
ودعا المرشدين الى التوضيح للناس quot;أن المرجعية الدينية في النجف الأشرف أساسها خدمة عموم الشعب العراقي ولكنها لا تتدخل في شؤون الحكومة بجميع فروعها نعم أن المرجعية إذا اطلعت على خطأ في بعض الموارد واحتملت ان يكون في بيانه له اثر ايجابي في التصحيح فلابد من فعل ذلك.quot; واشار الى ان quot;إدارة أمور البلاد فهي بيد الحكومة واليوم أصبح الجميع بما فيهم الأعداء يعترفون بان المرجعية الدينية الرشيدة في النجف الأشرف كلما استطاعت أن ترشد العراقيين عملت بذلك ولم تتوانquot;.
وقال quot;إن الشيعة من الناحية السياسية والاجتماعية حتى في بلاد الغرب أصبحوا يوصفون بعدم العنف وعدم التعدي على حقوق الآخرين وان لعلماء النجف الاشرف دور في هذه الانطباعات الجديدةquot;. وشدد على quot; أن المرجعية الدينية لا تستفيد من اموال الحكومة والاموال العامة وحتى الحقوق الشرعية فقد اجزنا للعراقيين صرفها على مستحقيها مباشرة من دون الرجوع إلينا وكل حسب منطقته وأما الأموال التي تصلنا من غير العراقيين فقد حاولنا صرفها على الحوزات العلمية والعلماء الأفاضل وعموم الناس المستحقين بقدر الإمكان في العهد البائد وما بعده.quot;
وشدد السيستاني قائلا quot; أني لا أعتبر نفسي الاَّ خادماً للآئمة الاطهار عليهم السلام وشيعتهم ولكل العراقيين من باقي الطوائف والأديان والقوميات، وقلبي متوجه لهم ومتأثر بتأثرهم وأساله تعالى دائماً أن يرفع هذا البلاء عنهمquot;. واضاف quot; من عايش الأوضاع منكم في زمن الحكومة السابقة يعلم أنها فرصة ثمينة لشيعة أهل البيت ورجال الدين في خدمة الناس حيث تتزايد عداوة الاعداء لما يرونه فيكم أنكم في معرض التعالي والرقي في جميع الجهات فلابد أن تتكلموا معهم باللطف والمداراةquot; .
ومن جانبه دعا المرجع الديني الشيخ محمد إسحاق الفياض الحكومة إلى تضييق الخناق على من وصفهم بالمتمردين واتخاذ خطوات جريئة تضمن عدم التساهل مع المدانين بأعمال العنف. وطالب الكتل السياسية جميعها إلى التفكير في المصالح العامة للبلد والتخلي عن المصالح الذاتية الخاصة أو الحزبية الضيقة كما عليهم أن يتجنبوا إثارة النعرات الطائفية وبث الأفكار المسمومة .
اما المرجع الديني الشيخ بشيرحسين النجفي فقد دعا إلى إبعاد مراسم عاشوراء عن المقاصد والأهداف السياسية وقال quot;يجب إبعاد المواكب والتعازي عن المقاصد السياسية ولا يتخذ أحد من قضية الحسين عليه السلام وسيله لتحقيق المقاصد المادية أو السياسيةquot; .
كما طالب المرجع السيد محمد سعيد الحكيم في رسالة وجهها إلى الحكومة بالعمل على ضمان إعادة المهجرين إلى محال سكناهم وإزالة عوائق وقيود العودة.
وفي هذا الوقت بدأت السلطات الامنية العراقية اتخاذ اجراءات امنية مشددة بحشد عشرات الالاف من رجال الامن لمنع حدوث خروقات أمنية إثناء تأدية الشعائر والطقوس الدينية خلال أيام عاشوراء وهي العشرة الاولى من شهر محرم المقبل .
وتتضمن هذه الاستعدادات الانتشار الواسع لقوات الشرطة في جميع مناطق محافظة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) حيث مرقد الامام الحسين الذي يتوافد عليه اكثر من مليوني عراقي لاحياء مراسم استشهاده الذي يصادف العاشر من محرم . كما سيتم نشر السيطرات المسلحة الثابتة والمتحركة في مداخل ومخارج الطرق وتسيير الدوريات الآلية والراجلة داخل المحافظة وعلى الطرق الخارجية التي تربطها بالمحافظات المجاورة .
والهدف من هذه الخطط التي ستتخذ في مناطق اخرى من العراق حماية مئات المواكب الحسينية ومجالس العزاء وتوفير الأجواء الأمنية الملائمة التي يستطيع بها المواطنون التعبير عن مشاعرهم بالمناسبة . واضافة الى الاجراءات الامنية فسيتم استنفار الاجهزة الصحية في المحافظة لتقديم العلاجات الطبية وتوفير الادوية والاستعداد لاي طاريء قد يتعرض له بعض الوافدين .
وفي هذه الاثناء بدأ زوار عرب واجانب بالتوافد على مدينة كربلاء حيث وصلت امس الاول ثلاث حافلات تقل زوارا تنزانيين للمرة الاولى منذ عام 2003.
اعلن ذلك الشيخ عبد الحسن الفراتي رئيس لجنة السياحة الدينية في مجلس المحافظة وقال في تصريح صحفي ان الحافلات كانت تقل 100 زائر تنزاني لزيارة العتبات المقدسة في المدينة. واضاف ان كربلاء استقبلت خلال زيارة عيد الاضحى المبارك اكثر من 2500 زائر من البحرين والكويت مؤكدا ان ثلث فنادق المدينة قد حجزت مقدما لزيارة الاربعين من قبل الزوار البحرينيين كما ان هناك وفودا لبنانية ستصل الى المدينة خلال شهر محرم. واوضح ان عملية وصول الزوار الاجانب والخليجيين تشكل دافعا قويا لان تعمل الحكومة ووزارتا الداخلية والسياحة على اتخاذ اجراءات تسهل من وصول الزوار العرب والاجانب لما فيه من اثر كبير في انعاش القطاع السياحي للمحافظة .
وذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي ثالث الأئمة عند المسلمين الشيعة في معركة الطف التي دارت على ارض كربلاء عام 61هجرية ويحتفل المسلمون الشيعة بها كل عام ستصادف في هذا العام التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) الحالي لكن مراسم العزاء وتوافد العراقيين على كربلاء سبدأ في التاسع من الشهر نفسه .
العراق يحتفل اليوم بالذكرى 87 لتاسيس جيشه الوطني
احتفل العراق اليوم بالذكرى السابعة والثمانين لتاسيس جيشه الوطني في وقت تجري فيه عمليات مضنية لبناء جيش جديد على انقاض القديم الذي حله الحاكم الاميركي السابق للعراق بول بريمر ربيع 2003 .
وقد اعلنت الحكومة العراقية اليوم الاحد عطلة رسمية ووجهت الاعلام والمنظمات المدنية والسياسية وقطعات الجيس للاحتفال بهذه المناسبة .
ويعتبر العراقيون جيشهم رمزاً وطنياً وشارك في العديد من المهمات الوطنية والقومية وبرغم ان النظام السابق قد انحرف بهذا الجيش عن هذه المهمات الا انه ظل عامل توحيد مهماً يجمع مختلف مكونات الشعب العراقي تحت ساريته .
وقد مر الجيش العراقي الذي تأسس فس السادس من كانون الثاني (يناير) عام 1921 بثلاث مراحل تاريخية الاولى هي مرحلة تأسيسه ودفاعه عن الحدود العراقية ومساهماته في تحرير الأرض العربية في المعارك الكبرى منذ عام 1948 مرورا بحرب حزيران (يونيو) عام 1067 وحرب تشرين الاول (اكتوبر) عام 1973 ومرحلة النظام السابق وخوضه حروباً عدوانية ضد ابناء الشعب العراقي وضد الشعوب العربية والاسلامية المجاورة امتدت ثلاثة وعشرين عاما منذ عام 1980 تحول فيها الجيش إلى قوة موالية لمغامرات هذا النظام الدكتاتوري .. اما المرحلة الأخيرة فكانت مرحلة ما بعد السقوط وإعادة تشكيل هيكلته .
وقد صنعت هذه المراحل تاريخ الجيش العراقي حتى اصبح من أقوى الجيوش العربية وضم في اواخر ثمانينات القرن الماضي حوالي نصف مليون فرد.. ولكنه تحول في زمن لنظام الرئيس السابق صدام حسين إلى جيش فئوي سيطر حزب البعث على مقدراته واقارب صدام على قيادته فاصبح افراده مغلوب على امرهم لأنه محتكر من قبل عناصر يوجهها النظام لتكون هي صاحبة القرار .
وفي تصريح له اليوم قال اللواء الركن محمد العسكري المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع العراقية إن الوزارة حققت انجازات خلال المرحلة الماضية وخلال العام الماضي 2007 تحديدا وعلى كافة المستويات إذ بلغ عدد فرق الجيش العراقي 14 فرقة عسكرية منتشرة في عموم العراق بعد أن كان عددها عشرا خلال العامين الماضيين.
وأضاف أن الفرق العسكرية كانت تعمل بنسبة 40 إلى 50 % من ملاكاتها بينما الآن بلغت 100% أي أن كل فرقة تضم ملاكا كاملا مجهزا ومسلحا بأحدث الأسلحة . وقال في تصريح نقلته وكالة اصوات العراق ان وزارة الدفاع قطعت شوطا كبيرا في تطوير القوات البرية بعد تحويلها من قوات راجلة إلى قوات آلية ومدرعة مزودة بأحدث العجلات العسكريةquot; .
وعن القوة الجوية التي ضعفت قدراتها بشكل كبير بعد حرب الخليج الثانية عام 1991 واختفت تماما بعد عام 2003 ذكر العسكري إنها نواتها الجديدة في حالة تطور بعد أن نفذت العديد من الطلعات الجوية خصوصا في محافظتي بغداد والبصرة بالمروحيات العسكرية المتعددة الأغراض، مبينا أن الوزارة مستمرة في سعيها لشراء طائرات أخرى متعددة الأغراض خلال العام الحالي 2008.
واضاف ان طموح الوزارة خلال العام المقبل 2009 تجهيز القوة الجوية العراقية بطائرات نفاثة مقاتلة بعد أن أعدت الوزارة طيارين ماهرين تدربوا في الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية.
التعليقات