بهية مارديني من دمشق: أكد مسؤولون سوريون زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إلى دمشق لإطلاق تحضيرات القمة العربية، وأشاروا إلى أن زيارة موسى مواكبة لمشاركته في إفتتاح احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية في الحادي عشر من الشهر الجاري، فيما أكد وليد المعلم وزير خارجية السوري على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة أن القمة العربية ستعقد فى سورية فى موعدها، ونفى اي محاولات لنقلها إلى شرم الشيخ، واشار أنه تم التباحث مع موسى حول التحضيرات الخاصة بالقمة.
وحول لقائه بالأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في القاهرة افاد في تصريحات صحافية إنه توجد فرصة حقيقية لعودة نواة العمل العربي المشترك، وهي خطوة مهمة وتاريخية للعمل العربي في الوقت الحالي. فيما اكد نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد إن التباين في بعض وجهات النظر بين سورية وبين السعودية ومصر يأتي في quot;خانة الجوانب اليومية وليس في إطار البعد الاستراتيجي quot; واضاف quot;نحن متفائلون بأن بعض الغيم الذي يعكر صفو العلاقات مع أي قطر عربي يجب أن تزولquot;.
ورأى المقداد في تصريح متلفز أن لقاء المعلم بنظيره السعودي في القاهرة quot;لا يجب أن ينظر إليه على أنه حدث بحد ذاته لأن هذه اللقاءات لم تنقطعquot;، مذكرًا بمشاركة سورية في قمة الرياض. واعتبر أن العلاقات السورية السعودية quot;تستحق دائمًا مثل هذه اللقاءات لكي نناقش مسائلنا quot;، وعبر عن اعتقاده quot;أن هناك دورًا مهمًا للسعوديةquot;. ووصف المقداد الأنباء الصحفية عن تهديد سعودي بعدم المشاركة في قمة دمشق إذا لم توافق الأخيرة على الخطة العربية بخصوص لبنان بأنها quot;أوراق صفراءquot; وأن الكتاب الذين روجوها هم quot;كتاب مستأجرون بعيدون عن الحقيقةquot;، وهو الامر الذي نفاه ايضا وزير الاعلام السوري الدكتور محسن بلال، مشيرًا الى عدم وجود هذا الشرط. وعن القمة العربية التي سوف تستضيفها دمشق في شهر آذار المقبل اعرب المقداد عن امله أن تكون قمة دمشق العربية quot;نقلة عربية نوعية في إطار التضامن العربي الذي سيكون العنوان الرئيسي لقمة دمشقquot;، معتبرا الى أنه من السابق لأوانه بحث احتمال مقاطعة بعض الزعماء العرب لقمة دمشق ، واكد quot;نحن على ثقة بأن الأجواء التي ستهيأ للقمة سوف تقود إلى مشاركة جميع القادة العربquot;.
وقال إن quot;التحضيرات السياسية سوف تسير بالشكل المطلوب من خلال جدول زمني تم الاتفاق عليه مع الأمانة العامة للجامعة العربيةquot; وتحدث عن زيارة لموسى خلال الفترة القصيرة المقبلة إلى دمشق لإطلاق التحضيرات السياسية للقمة العربية إضافة إلى المشاركة في افتتاح احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية.
من قمة خماسية الى لقاء خماسي
وترافقت تهدئة حدة التوترات بين دمشق وبين الرياض والقاهرة ، مع طموحات او تسريبات او توقعات باتصالات عربية رسمية مع دمشق لعقد قمة عربية خماسية تضم الرئيسين بشار الأسد وحسني مبارك والملكين عبد الله بن عبد العزيز وعبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ، ولكن الذي تحقق هو تحقيق لقاء خماسي ضم وزير الخارجية السعودي ونظرائه الوزراء السوري والقطري والعماني والمصري مع الامين العام للجامعة العربية في منزله في القاهرة السبت الماضي بالتزامن مع انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وكانت مصادر سورية مطلعة نفت وجود أية اتصالات عربية رسمية مع دمشق لعقد قمة عربية مصغرة تضم الرئيسين بشار الأسد وحسني مبارك والملكين عبد الله بن عبد العزيز وعبد الله الثاني وذلك بعد نفي مماثل صدر عن وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط. وباتجاه تهدئة التوتر كان هناك تصعيدًا اعلاميًا حول السعي لانهاء الازمة بين دمشق وبين الرياض والقاهرة وتكرر الخبر في اكثر من وسيلة اعلامية تارة حول ان جهة عربية تعمد الى تعميم هذه المعلومات التي قيل انها quot;بقيت ضمن الإطار الإعلامي الا انه لم يجر عملياً أي إتصال بهذا الخصوصquot; دون تحديد هذه الجهة العربية.
ثم تجد هنا وهناك خبرا يتحدث عن سعي مصري لعقد القمة الخماسية وأن البحث جرى حول مكان عقدها بانتظارquot;عودة مبارك من البرتغال في تلك الفترة quot; ، وتارة تنقل الانباء الى ان quot;اقتراح القمة الخماسية كان أردنيًا وليس مصريًا الا أن القاهرة تبنته وتعمل على إنجاحهquot; . ثم تحدثت الانباء عن زيارة مبعوث سوري للرياض في مهمة quot;تتصل بقضايا أمنية تتعلق بمكافحة الإرهاب، وتأتي ضمن إطار متابعة عمل اللجان المشتركة ومؤتمرات وزراء الخارجية العرب. quot; ولكنها لم تخلو بالتاكيد من طابع سياسي ، وعن زيارة مسؤول سعودي الى دمشق اثرها مع التاكيدات على quot;حرص سورية على علاقات عربية ـ عربية وعلاقات سورية ـ عربية جيدة، وهي تسعى لإنجاح القمة العربية الشاملة المزمع عقدها في شهر آذار المقبلquot;.
التعليقات