لندن: قال محام موكل عن رجلين يوم الاربعاء ان السلطات الاسبانية متواطئة في نقل الولايات المتحدة سرا لشخصين مقيمين في بريطانيا لخليج جوانتانامو وانها شاركت في استجوابهما هناك.
وقال المحامي ادوارد فيتزجيرالد ان اسبانيا سهلت المعاناة التي تعرض لها موكليه جميل البنا وعمر دغيس اللذين أطلق سراحهما الشهر الماضي بعد أن تعرضا لما وصفه بانه quot;استجواب وتعذيب مكثفquot; في معسكر الاعتقال الامريكي في كوبا.
وابلغ فيتزجيرالد محكمة في لندن تدرس طلبا اسبانيا بترحيل الرجلين من بريطانيا ليواجها اتهامات تتعلق بالارهاب quot;النقطة المحورية التي سنبرزها هي ان السلطات الاسبانية كانت متواطئة بوضوح في المحنة التي تعرضا لها في الاعوام الخمسة الماضية.quot;
وقال ان اسبانيا وافقت على نقل الرجلين سرا عبر مجالها الجوي من افغانستان الى جوانتانامو.
وقال المحامي ان السلطات الاسبانية لم تكتف بامداد السلطات الامريكية بمواد تمكنها من استجواب الرجلين بل ارسلت محققيها للمشاركة في الاستجواب.
وطالب بمعرفة ما اذا كانت اسبانيا قد سعت لترحيل الرجلين اثناء وجودهما في جوانتانامو وقال ان من الظلم أن تسعى السلطات لاستجوابهما بشان المزاعم نفسها التي برأتهما السلطات الامريكية منها.
وابلغ المحكمة quot;نحن نؤكد ان هذه قضية سوء استغلال للسلطة وانتهاك للاجراءات.quot;
وقال ديفيد بيري الذي يمثل السلطات الاسبانية ان اسبانيا تريد محاكمة الرجلين للإشتباه في انهما عضوين في خلية تابعة لتنظيم القاعدة هناك.
وينفي الرجلان بشدة هذا الاتهام بالانتماء لتنظيم ارهابي الذي تصل عقوبته الى السجن 15 عاما. ورفع القاضي تيموثي وركمان الجلسة حتى يوم 14 فبراير شباط المقبل.
والقضية تثير مجددا مسائل شائكة تتعلق بتواطؤ مزعوم بين حكومات أوروبية والسلطات الامريكية في عمليات نقل سرية نفذتها وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) لمشتبه فيهم عرفت باسم عمليات التسليم.
وادانت الحكومات الغربية الاعتقال دون محاكمة في جوانتانامو ودعت لاغلاق المعسكر. لكن الكشف عن أن بعض هذه الحكومات ارسل ضباط مخابراته لاستجواب المشتبه فيهم هناك اثار جدلا في العديد من الدول منها فرنسا والمانيا.
واعتقل البنا وهو اردني لديه خمسة ابناء بريطانيين في جامبيا في غرب افريقيا عام 2002 ونقلته الولايات المتحدة أولا الى افغانستان ثم الى جوانتانامو.
وافاد موقع لانصار دغيس على الانترنت وهو ليبي تزوج في افغانستان عام 2001 انه فر من هناك مع زوجته وطفله بعد الغزو الامريكي في ذلك العام واعتقل في باكستان وهو في طريقه عائدا لبريطانيا.
وقالت جمعية ريبريف الخيرية التي تضم محامين يدافعون عن المحكوم عليهم بالاعدام والتي تمثله انه فقد بصر احدى عينيه بعد ان هاجمه حراس امريكيون برشاش فلفل في جوانتانامو.