اعتدال سلامه من برلين: لم يتحول اعتداء قام به شابان (تركي ويوناني) على عجوز الماني في احد انفاق المترو في ميونيخ قبل ايام الى سجال سياسي بين الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي والى مادة دسمة في الانتخابات المحلية في ولاية هسن بل ساهم في اندلاع نزاع حاد بين الجمعيات التركية في المانيا والحزب المسيحي الديمقراطي وزعيمته المستشارة انجيلا مركل.
اذ وصف امس رونالد بوفالا الامين العام لهذا الحزب تصريحات ممثلين عن الجمعيات التركية بانها مدعاة للغضب وعليهم البحث بجدية عن حلول لمنع الشباب الاجانب من ارتكاب اعمال عنف في المانيا او المشاركة فيها بدلا من شتم السياسيين وتوجيه النداء من اجل مقاطعة الانتخابات المحلية في هسن.
وكان رئيس الجالية التركية في المانيا كنعان كولات قد اتهم الديمقراطي المسيحي رولند كوخ رئيس وزراء حكومة ولاية هسن التي تقف على اعتاب انتخابات محلية، اتهمه باطلاق تصريحات لمحاربة الجرائم والجنح التي يرتكبها الشباب الاجانب تأجج مشاعر العداء للاجانب. كما تلقى كوخ انتقادا من اعضاء حزبه ذوي الاصول التركية هو الذي يعمل على اعادة انتخابه، حيث ذكّره رئيس اللجنة التركية الالمانية بولانت ارسلان بان حزبه بحاجة ايضا الى اصوات المهاجرين ويريد كسبهم.
ولقد اتسعت دائرة المعركة لتطال الانتقادات الشديدة المفوضة الاتحادية لشؤون الاندماج ماريا بومر من الحزب المسيحي الديمقراطي . اذ لم تتردد الرابطة التركية في برلين وبرندنبورغ عن المطالبة على لسان متحدثها زفتار شينار باقالتها، ومن الافضل لها حسب قوله ان تترأس الان معركة تربية الشباب الاجانب الذين ارتكبوا جنحا، وهي ليست جديرة بمنصبها كمسؤولة عن شؤون الاجانب في برلين.
ومن وجهة نظر شينار فان موقف بومر من سياسة الاندماج لا يختلف كثيرا عن موقف الحزب اليمني العنصري حزب المانيا NPD. وهو مع توسيع مراقبة مرتكبي جنح الاجانب حيث اعبتر ان من يغمض عينه عن الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية لهؤلاء الشباب ويبرر الجنح بالخلفية الثقافية والعرقية والتركيز عليها لا يساهم باي حل للمشاكل، ومجرى المناقشات الاخيرة ينفر من المجتمعات المتعددة الثقافات والمهاجرين ويساهم في تصعيب الاندماج.
ولقد دافع فولفغانغ بوسباخ نائب رئيس الاتحاد الوطني عن مشكلة الحزبين المسيحي الديمقراطي والمسيحي البافاري عن مفوضة شؤون الاجانب بومر بالقول انها تكرس اعمالها منذ سنوات من اجل وضع سياسة اندماج جيدة خاصة للشبان من عائلات تركية، وهذا مغاير لموقف الحزب اليميني المتطرف NPD . وطلب من رئيس الجالية التركية كولات والتجمعات التركية سلوك سياسة متعقلة وعدم التحول الى مساعدين لحساب الحزب الاشتراكي الديمقراطي في حملته الانتخابية في ولاية هسن.