المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية باراك أوباما يحيّ مناصريه في التاسع من يناير 2008 في ولاية نيوجيرسي |
وبدا كلّ من الطلاّب والأشخاص المتمرسين في السياسة والأمهات في منتصف العمر والمتقاعدين والأشخاص الآخرين الذين يعملون بكدّ لإيصال أوباما إلى سدة الرئاسة، متقبلاً لواقع يشير إلى أن البلد مستعدّ لتغيير جذري وأن واجبهم يكمن في المساعدة على بلوغ ذلك.
وأعلنت كاثرين تيغ، فتاة في التاسعة عشرة من العمر، توقفت عن الذهاب إلى كلية quot;كين ستايتquot; لمدة سنة، كي تتمكن من العمل في الحملة quot;نحن منهمكون بقرع الأبواب وإجراء الإتصالات الهاتفية وتقديم البيانات ونشر الأملquot;.
ولم يعد من شك في أن ظاهرة أوباما، ظاهرة حقيقية. ودفعت رسالة أوباما التي تدعو إلى السلام والمصالحة والتغيير، بعد أن وصفها المشككون بالوهمية والساذجة، بالأميركيين إلى دعم هذا الرجل الذي لم يترشح للرئاسة فحسب، بل ويحاول أيضًا أن يبني نوعًا جديدًا من الحركة السياسية.
فمُدّ يدك إلى الغد لأنه بات هنا.
أبدى أوباما، في إطلالة تلو الأخرى، قدرة على جعل الناس يشعرون بالرضا إزاء بلدهم من جديد. ويرغب الأشخاص الذين يدعمونه في أن يقلبوا صفحة سياسية مريرة وصفحة الكوارث المتتالية في خلال السنوات العشرين الماضية. ومن الممكن وصف إنجذابهم بمرشح أسود ليتحمل هذه المسؤولية، بالتاريخي، وهو مصطلح سمعته للمرة الأولى خلال الاجتماعات الحزبية في ولاية إيوا.
إلا أن باراك أوباما لا يحمل أيًا من هذه الأفكار.
ويشكل الكلام حول التغيير عاملاً ساهم في إبراز ظاهرة أوباما. والواقع أنّ أحدًا، أكان يعمل في السياسة أو في الإعلام أو في أي مكان آخر، لم يدرك حقيقة هذا المرشح العظيم.
إنه رجل ذكي ومجتهد، جذاب ووسيم، شخص بارع في جمع الأموال.
وهو يبدو جديرًا بالثقة، على الرغم من الابتسامة التي لا تفارق شفتيه. وعندما يضحك، يشعر المرء أنه يضحك لسبب وجيه.
ويزداد عدد الأشخاص الذين يؤيدونه. فيتصرف وكأنه شخص مرتاح مع نفسه. يبقى محافظًا على هدوئه حتى عندما يثير حماسة الحشود. تُذكّرنا نبرة صوته بمارتين لوثر كينغ وهدوئه بجون أف كينيدي.
وفي حال حافظ على هذا الزخم، فسيتمّ تخطّي المسائل المتعلقة بلون بشرته الأسود كلّها. ومن الممكن أن ينظر كثيرون إلى أوباما على أنه يقلّص المسافة التي تفصله عن الرئاسة ويرغب عدد قليل من الرجال ذات البشرة السوداء في إيقاف هذا القطار.
ومهما كانت نتيجة هذا الانتخاب، فمن الممكن القول إنّ أوباما حقّق إنجازًا كبيرًا. حيث استقطب عددا هائلا من الأشخاص وخصوصًا الشباب منهم إلى العملية السياسية. وأعاد إحياء هذه العملية أكثر من أي شخص آخر وأدخل روحًا مرحة إلى السياسة. وقام بذلك عبر الدعوة الدائمة إلى تقديم أفضل ما في داخلنا عوضًا عن تقديم الأسوأ.
التعليقات