البعث العراقي: قانون المساءلة فاشي ولن يوقف مقاومتنا
إعتقال 4 دبلوماسيين يعملون في قنصلية إيران في البصرة

أسامة مهدي من لندن: كشف مصدر عراقي موثوق لـ quot;إيلافquot;، اليوم، أن الجيش العراقي في مدينة البصرة الجنوبية إعتقل اربعة دبلوماسيين ايرانيين يعملون في القنصلية الايرانية في المدينة، إئر تواجدهم في منطقة عسكرية محظورة بمنطقة رأس البيشة على قمة الاراضي العراقي المطلة على الخليج العربي... بينما أكد حزب البعث العراقي المحظور في اول رد فعل له على موافقة مجلس النواب العراقي المصادقة على قانون المساءلة والعدالة البديل لاجتثاث البعث رفضه للقانون الجديد، معتبرًا أنه فاشي، ومؤكدًا انه لن يغير موقفه من مواصلة quot; الكفاح لتحرير العراق من الاحتلالquot;.

وأضاف المصدر أن قوات الجيش العراقي تعتقل منذ يومين اربعة من الدبلوماسيين الايرانيين العاملين في قنصلية ايران بالبصرة ( 550 كم جنوب العراق ) مع اربعة موظفين عراقيين يعملون في القنصلية، وذلك إثر تواجدهم في منطقة راس البيشة على قمة منطقة الفاو المطلة على الخليج العربي وهي منطقة عسكرية محظورة نتيجة النشاطات التي يقوم بها المهربون هناك.

وكشف المصدر لـ quot;ايلافquot; عن اسماء الدبلوماسيين الايرانيين المعتقلين وهم: علي معدي مسؤول قسم التأشيرات في القنصلية وجعفر كاظمي المستشار الاجتماعي في القنصلية وحسن نوزبور المستشار الثقافي، إضافة الى هادي جعفري معاون المستشار الاجتماعي. واشار الى ان السلطات العراقية تحقق حاليًا مع المعتقلين الايرانيين والعراقيين الثمانية عن اسباب وجودهم في منطقة محظورة عسكريًا في الوقت الذي تجري فيه السلطات الايرانية اتصالات مع الحكومة العراقية التي ما زالت تتكتم على اعتقالهم للاسراع بإطلاق سراحهم. ونفى المصدر علمه في ما اذا كان المعتقلون يحملون اسلحة او انهم اظهروا مقاومة لدى اعتقالهم. وأوضح ان الدبلوماسيين الايرانيين المعتقلين يصرون خلال التحقيق على انهم كانوا يبحثون عن رفات جنود ايرانيين قتلوا في هذه المنطقة خلال الحرب العراقية الايرانية التي دارت بين البلدين خلال الاعوام 1980 و1988 وراح ضحيتها حوالى مليون جندي من جيشي البلدين.

وكان مصدر في شركة موانئ العراق قد اعلن مؤخرًا أن المسوحات والتصاميم الهندسية للمنطقة التي سئينشأ ميناء البصرة الكبير عليها في منطقة رأس البيشة رفعت إلى وزارة النقل لعرضها على مجلس الوزراء لإقرار تمويله.

وأضاف أن المشروع سيعرض على مستثمرين وشركات عالمية لتنفيذه في 10 سنواتن في حال تعذر تمويل كم جانب الحكومة مشيراً إلى إن كلفته تبلغ نحو 16 مليون دولار وسيحتوي الميناء الجديد على 100 رصيف ومحطة قطار، إضافة إلى تزويد برافعات عملاقة وخدمات فنية وسياحية ودور استراحة وأسواق تجارية .

وهذه هي المرة الاولى التي تعتقل فيها قوات عراقية دبلوماسيين ايرانيين داخل العراق خلال السنوات الاربع الاخيرة حيث سبق وان اعتقلت القوات الاميركية عددًا منهم في بغداد واربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي .

وقد اطلق الجيش الاميركى في كانون الاول (ديسمبر) الماضي سراح اثنين من المسؤولين الايرانيين اللذين كانا قد تعرضا للاعتقال خلال الشهر نفسه، اثناء زيارتهما الرسمية للعراق.
وقال السفير الايرانى فى بغداد حسن كاظمى ان اعتقال الدبلوماسيين الايرانيين تم خارج اطار الاعراف السياسية والدولية وبشكل يتعارض ومعاهدة جنيف. وأضاف quot;لقد طلبنا رسميا من الحكومة العراقية أن تقوم بواجبها فى الافراج عن الدبلوماسيين الايرانيين ودعينا الى الافراج الفوري عنهمquot;. واشار الى ان الحكومة والمسؤوولين العراقيين بذلوا قصارى جهدهم للافراج عن الدبلوماسيين الايرانيين، موضحًا انه هذه هي المرة الثالثة التى يتم فيها اعتقال دبلوماسيين ايرانيين فى العراق.
ومن جانبه، حذر متحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد على حسينى من ان اعتقال الدبلوماسيين الايرانيين فى العراق سيتمخض عن تبعات لا تحمد عقباها.

وسبق للقوات الاميركية ان اعتقلت خمسة دبلوماسيين ايرانيين اثر غارة على مكتب لرعاية المصالح الايرانية فى مدينة أربيل فى شمال العراق مما أدى الى أزمة بين البلدين.

وامس أكد أعلى مسؤول عسكري أميركي في العراق أن الهجمات ضد قوات بلاده باستخدام القنابل الخارقة للدروع والتي يُعتقد بارتباطها بإيران قد تزايدت بحدة مجددًا خلال الشهر الحالي عقب عدة أشهر من التراجع.

وكشف الجنرال ديفيد بتريوس عقب اجتماعه بالرئيس الأميركي جورج بوش في معسكر quot;عريفجانquot; بالكويت تزايد الهجمات باستخدام القنابل المضادة للدروع. وقال quot;خلال هذا العام ارتفع معدل الهجمات خلال الأيام العشرالماضية بالقنابل المخترقة للدروع ونحن نحاول الوقوف على أسباب ذلكquot; إلا أنه لم يكشف عن عدد الجنود الذي قضوا أو جرحوا جراء هجمات باستخدام تلك القنابل خلال الأيام القليلة الماضية.

وكان مسؤولون أميركيون وعراقيون قد أشاروا الشهر الماضي إلى أن إيران ستستخدم نفوذها لتحسين الوضع الأمني في العراق، وذلك بمنع تدفع الأسلحة والمليشيات عبر الحدود.
من جانبه، طالب بوش الذي كان يتحدث من الكويت إيران بوقف دعم المليشيات الخاصة التي تهاجم القوات العراقية وقوات التحالف أو تلك التي quot;تقتل وتختطف المسؤولين العراقيينquot;.
ودأبت الإدارة الأميركية على اتهام إيران وقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني تحديدًا، بتزويد المليشيات المسلحة في العراق بالأسلحة والتدريب.

حزب البعث يرفض قانون المساءلة والعدالة ويصفه بالفاشي
رفض حزب البعث العراقي المحظور اليوم قانون المساءلة والعدالة الجديد الذي صادق عليه مجلس النواب امس ليحل مكان قانون اجتثاث البعث المثير للجدل ووصفه بالفاشي، وقال انه لن يوقف quot;الكفاحquot; ضد الاحتلال واعوانه .

واضاف الحزب في بيان للناطق الرسمي بأسمه اليوم على موقع للانترنيت ينشر بياناته ان هذا الإقرارللقانون يأتي quot; كي يضفي آلية قانونية لتلك التصفيات والإنهاء الجسدي والإقصاء الفكري. حيث يعد القانون الجديد (المساءلة والعدالة) بحكم فرادة قراراته وتعسف مواده اخطر وأكثر ظلما . وقال quot;إن من يعتقد بأن ما يتخذ من إجراءات تقدم عليها حكومة الاحتلال ومؤسساتها فاقدة الشرعية تعزز من اللحمة النسيجية للمجتمع المبتلى بويلات الاحتلال فهو واهم ولا ينظر بعين الحقيقة لأن ما بني على باطل فهو باطل مثل ما هو الاحتلال الأميركي للعراقquot; .

واشار الحزب الى quot;إن سنوات الاجتثاث والمطاردة والقتل والتشريد للبعثيين لم تثنهم عن عزيمتهم في السير على طريق تحرير العراق من كل أشكال الاستعمار والتبعية والعمالة ولم تنزع الفكر الوطني القومي الإنساني المؤمن الذي يشكل طليعته وعنوانه الكبير حزب البعث العربي الاشتراكي من عقول ملايين العراقيين الذين يشكلون اليوم طليعة قوى التحرير وإعادة العراق إلى سابق عهده وطنًا حرًا سيدًا عربيًا، على الرغم منأن قوى الإمبريالية والصهيونية العالمية قررت منذ زمن بعيد اجتثاث البعث لتجتث منابع الإيمان والقوة والفضيلة والحق والعدل والحرية في امتنا ولتجتث حزب الرسالة وحامل لواءهاquot; على حد قوله .

وشدد بالقول quot;البعث باق ومناضلوه يملأون ارض العراق من الشمال الى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وبعمقه العربي الكبير وانه في كل فصيل من فصائل الجهاد في العراق يرفعون راية التحرير الكامل والشامل والعميق لا يأبهون بقانون فاقد للشرعية ولا يوقف نضالهم قرار محتل أو عميلquot; .

وكان الرئيس الأميركي جورج بوش قد رحب امس باعتماد البرلمان العراقي قانون quot;المساءلة والعدالةquot; واعتبره quot;خطوة مهمةquot; يطالب بها منذ أشهر فيما رفضت قوى برلمانية عراقية القانون البديل لأنه quot;غير واقعي وغير قابل للتطبيقquot; ويدعو إلىquot; الثأر والانتقامquot;.

وقال بوش في المنامة أثناء التقاط الصور التذكارية مع ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة quot;إنها خطوة مهمة نحو المصالحةquot;. وأضاف أن التشريع الجديد quot;مؤشر مهم إلى أن المسؤولين في هذا البلد سيتعاونون لتلبية طموحات العراقيينquot;.

من جهة أخرى، رفضت كتل وقوى برلمانية في بيان القانون البديل ووصفته بأنه quot;غير واقعي وغير قابل للتطبيقquot;.

وحمل البيان توقيع الكتلة البرلمانية لمجلس الحوار الوطني التي يرأسها النائب صالح المطلك والتي تحوز على 11 مقعدًا، والكتلة العربية التي تشغل ثمانية مقاعد ومجلس الحوار الوطني وتكتل quot;مستقلونquot; اللذان ينتميان لجبهة التوافق السنية والقائمة العراقية التي يرأسها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي والتي تحوز على 22 مقعدًا.

وحضر رؤساء وممثلو أغلب هذه الكتل المؤتمر الصحافي الذي تمت فيه قراءة البيان الذي أشار إلى أن عددًا من فقرات القانون الجديد تدعو إلى quot;الثأر والانتقامquot;.

ووصف البيان تلك الفقرات بأنها لا تصلح أن تكون أساسا لبناء المجتمعات. وقال إن بعضها لا يفرق بين الأشخاص الذين سيشملهم القانون الجديد أو ذويهم quot;وهي بمثابة حكم الإعدام على مستقبلهم الاجتماعي عندما تنشر بوسائل الإعلام أسماء المشمولين والإجراءات المتخذة ضدهمquot;. وندد الموقعون على البيان باحتواء القانون الجديد على عبارات وجمل quot;فضفاضة تمتلك أكثر من تأويل ويمكن أن تلتهم بعض الأبرياء عندما يساء استخدامها وتأويلهاquot;.
وعبر الموقعون على بيان القانون البديل عن خشيتهم من احتمال اتساع رقعة المتضررين به بسبب شمولية التعبيرات الواردة فيه، وهو ما قد يؤدي إلىquot;اضطهاد آلاف العوائل مما قد يؤدي إلى رد فعل عنيف من قبلهم لشعورهم بالظلمquot;.

ومن جهته، رحب مبعوث الأمم المتحدة لبغداد ستافان دي ميستورا بالقانون الجديد واعتبره quot;خطوة صائبة نحو تحقيق المصالحة الوطنيةquot;.