أسامة مهدي من لندن: دعت منظمة اهوازية انسانية في نداء عاجل الى مفوض حقوق الانسان في الأمم المتحدة لويز آربور لتدخل فوري لايقاف اعدام مزيد من العرب الأهوازيين في ايران الاسبوع المقبل حيث تشير التقارير الى استعداد السلطات الايرانية لتنفيذ حكم الاعدام باربعة ناشطين منهم .

وقالت منظمة حقوق الانسان الأهوازية في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; اليوم انه بالرغم من مناشدة منظمات دولية وعربية وايرانية معنية بحقوق الانسان لوقف مسلسل الاعدامات الا ان الحكومة الايرانية أقدمت سرا على اعدام اربعة من العرب الأهوازيين مؤخرا في سجن كارون وهم احمد المرمضي وعبد الحسين الحريبي وحسين العساكرة ومهدي الحيدري. واوضحت ان الرجال الأربعة الذين يتوقع اعدامهم ينتمون الى الاثنية العربية في اقليم الأهواز الجنوبي الغربي موطن خمسة ملايين نسمة من العرب.

واشارت الى ان السلطات الايرانية كانت قد اعتقلت حوالي 200 من العرب الذين كانوا يشاركون في مراسم تأبين في مسجد الرسول الأعظم في الأهواز العاصمة الاسبوع الماضي حيث لا تتوفر أي انباء عن ظروف اعتقالهم الحالية بالرغم من مراجعة اسرهم الى مختلف الدوائر الامنية في الاقليم . كما وزع نشطاء حقوق الانسان في ايران قائمة باسماء 102 من المعتقلين مؤكدين وجود اطفال تحت سن الخامسة عشر بين المعتقلين حيث لم تطلق السلطات الأمنية الا سراح عدد قليل جدا من المعتقلين.

واشارت منظمة حقوق الانسان الأهوازية الى ان السلطات الايرانية نفذت العام الماضي احكام الاعدام ضد 19 من نشطاء الحقوق العربية في الأهواز حيث اعدم اربعة منهم بعد ثلاثة ايام من الزيارة التي قامت بها السيدة لويز آربور لايران في ايلول (سبتمبر) الماضي للاطلاع على ظروف حقوق الانسان في ايران.
وأكدت أن الاشخاص الذين يواجهون اعدامات وشيكة هم زامل الباوي و فالح عبد الله المنصوري وسعيد عودة الصاكي وعبد الرسول مزرعة . واشارت الى ان مصدر هذه المعلومات هم عوائل هؤلاء الرجال و الفدرالية الدولية لحقوق الانسان ومنظمة العفو الدولي ومجموعة نشطاء حقوق الانسان والديمقراطية و مدعي عام الأهواز السيد موسى بيرباني.

وحول التهم الموجهة الى الرجال الاربعة اوضحت المنظمة انها تشمل رفع العلم الأهوازي واختيار اسماء سنية لابنائهم ووالتحول من التشيع الى التسنن وزعزعة استقرار البلاد ومحاولة الاطاحة بالحكومة وحيازة متفجرات وتخريب منشآت نفطية وتهديد الأمن القومي ومحاربة الله وهي اتهامات يعاقب النظام بالاعدام عليها.

وأشارت الى ان رئيس منظمة الدفاع عن السجناء في ايران عماد الدين باقي كان قد وجه العام الماضي رسالة الى رئيس اللسلطة القضائية آية الله هاشمي شاهرودي أكد فيها بأن محاكمات العرب لم تكن سليمة وان الاتهامات الموجهة اليهم لا اساس لها من الصحة وان الاحكام الصادرة ضدهم قد استندت الى تفسير زائف للقانون ولم تقدم اثباتات في المحكمة بهذا الخصوص .. كما قدم المحامي الايراني البارز صالح نكبخت بيانا مماثلا بهذا الشأن .. فيما حيث على الصعيد نفسه كل من رئيس البرلمان الأوروبي والجمعية العامة للامم المتحدة و48 نائبا في مجلس العموم البريطاني ومنظمة العفو الدولي ومرصد حقوق الانسان ايران على وضع حد للاعدامات ودانت جميعها المحاكمات التي وصفت بالجائرة والمجحفة.

واكدت المنظمة ان هذه الموجة الجديدة من الاعدامات تهدف الى زرع الخوف في قلوب العرب الأهوازيين وترويعهم بغية حملهم على الخنوع بالرغم من أن اقليم الأهواز في جنوب غرب ايران يعد واحد من أكثر المناطق الغنية بالنفط في العالم وينتج 90 بالمائة من النفط في ايران الا ان المجتمع العربي هناك يعاني من أعلى مستويات الفقر والبطالة والامية ويتعرض الأهوازيين العرب الى القمع و التمييز العنصري و مصادرة الأراضي و التهجير القسري وسياسة التفريس الاجباري.

ودعت منظمة حقوق الانسان الاهوازية في الختام المجتمع الدولي الى ادانة موجة الاعدامات السرية الجديدة والاعتقالات التعسفية وحث السلطات الايرانية على وقف الاعدامات الوشيكة و ضمان مراعاة الاجراءات القانونية المعمول بها وفق المعايير الدولية المعترف بها وان تفي بالتزاماتها فيما يتعلق بالحقوق المدنية والسياسية بما في ذلك توفير المساواة في الحقوق القومية والدينية للقوميات في ايران وخاصة بالنسبة للعرب الذين هم السكان الاصليين في الأهواز.

ومن جهته افاد الدكتور كريم بني سعيد المستشار الاعلى لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي بأن كل من عبدالرسول علي مزرعة وسعيد عودة الصاكي وفالح عبدالله المنصوري وزامل الباوي أكثر المعرضين لخطر الاعدامات الوشيكة حيث كانت الحكومة السورية سلمت هؤلاء العرب الأهوازيين الى السلطات الايرانية بالرغم من حصول بعضهم على حق اللجوء في بلدان أوروبية.

واشار الى انه في الوقت الذي تقوم مختلف منظمات حقوق الانسان الدولية وحتى الايرانية بادانة الاعدامات المجحفة ضد العرب في الاهواز الا ان وسائل الاعلام ومؤسسات حقوق الانسان والالنظمة العربية تختار الصمت ازاء الظلم الذي يمارس تجاه ابناء الشعب العربي الاهوازي . وشدد بالقول quot; الا اننا نستثنى هنا بكل اعتزاز موقع (ايلاف) وبعض الصحف الكويتية التي تعكس دائما أنباء الأهواز بشكل حرفي وبشجاعة اعلامية نتمنى أن تقتدي بها وسائل الاعلام العربية الأخرى وان تفي منظمات حقوق الانسان العربيةquot;.